ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالمغرب نذكر بحوار مع سفيرة السويد عن سر حب المجتمع السويدي للكتاب والقراءة..بقلم عبد الرحيم هريوى
ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالمغرب، نذكر بحوار سابق مع سفيرة السويد بالرباط عن سِرِّ حب المجتمع السويدي للكتاب والقراءة من زمان..!!
بقلم الكاتب :
عبد الرحيم هريوى
إنه؛المحافظ والقيم السابق على المكتبة الوطنية بالرباط، والمورخ والمفكر والروائي الذي رأى النور بقرية نائية اسمها إميرغن بالأطلس الكبير -مراكش إنه " أحمد توفيق " وهو يحكي عن القراءة وعوالمها بالأمس واليوم، وهو يجري حوارا مع سفيرة السويد تكون قد زارته في يوم من الأيام بالخزانة الوطنية حينذاك..
ولقدكانت المرأة حقوقية نسائية بامتياز ،وبعدها سألها عن سر الاهتمام الكبير لدى المجتمع السويدي للقراءة والكتاب، إقامة واعتناء وعشقا حد الهيام من طرف مجتمع الكتاب بوطنهم، وهم سوى ستة ملايين نسمة،وهم الذين يوفِّرون كل الكتب بعرض كبير ووافر وضخم لدى الشعب السويدي ،ويعرضونه بطريقة بديعة وممتازة تفوق أكبر المكتبات الأمريكية ..
فلقد كان جوابها صادما ومقلقا للذين يتساءلون عن السر في عزوف شبابنا وشاباتنا اليوم عن القراءة ومرافقة الكتاب صديقا وأنيسا،وغياب تواجد المكتبات الخاصة في منازلنا اليوم للأسف..!!
فكان السر في ذلك طبعا، وبكل بساطة يعود إلى المدرسة العمومية تلك المؤسسة الاجتماعية المهمة جدا في حياة الشعوب، و التي تنوب عن الأسرة اليوم في نقل جل الثراث الثقافي والاجتماعي والبيئي عبر الأجيال، هو ذاك المكان الذي يتربى فيه النشء على حبه للكتاب واكتساب سلوك القراءة منذ نعومة أظافره،والناس في السويد يتبضعون الكتاب كما يتبضعون أي سلعة أخرى، هم في حاجة إليها، تدخل ضمن الاستهلاك الأسري اليومي..!!
إنها القراءة يا ناس..!
إنه ذاك السلوك الاجتماعي الحضاري و الراقي جدا،والذي بدونه لا تبنى الحضارات الإنسانية.. ولنا في السوماريين لأكبر دليل من أرض الدجلة والفرات ،والتي ما زالت تنتج نخبة من الأدباء والشعراء والعلماء الكبار عبر العصور..وظلت العراق أرض العروبة القحة، وستبقى على الدوام،رغم الهجمة الليبرالية المتوحشة والشيعية بألوانها وعماماتها السوداء والبيضاء، على كل تراثها الثقافي والتاريخي والحضاري-الإنساني وتدميره بدبابة الميركافا والف16وكأنهم أعادوا إحياء تاريخ هولاكاو في القرن 21
إن القراءة؛ لن تأتينا من المعارض الدولية البثة، ولربما قد تأتينا من الأسواق الشعبية للكتاب عينهاوالتي في طريقها للانقراض.. ففي أسواقنا الأسبوعية تلك والتي كان لها الدور الكبير في خلق نماذج من أقلام كبيرة مغربية متميزة، كالقاص الراحل إدريس الخوري، والذي غادر التعليم الرسمي من قسم الشهادة حينذاك،وظل زاده المعرفي هو الكتاب المتداول بين الأيادي في الأسواق الشعبية، ولنا نماذج من أقلام أخرى معاصرة منها عبد الكريم الجويطي وحسن نجمي ومحمد شكري وصالح بوسريف وغيرهم،لقدكان للكتاب البخس الثمن بأسواقنا الشعبية مفعوله السحري في التزود بالمعرفة والثقافة والتثقيف الذاتي عموما بهذا الوطن العزيز..!
والقراءة والكتابة معا لا تأتينا من فراغ.. بل القراءة أولا هي تكتسب كأي سلوك مجتمعي مهم وراقي من حياة الشعوب المتحضرة،والتي يهتم به كالخبز والماء ،ولقد بنى الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حضارة الامبراطورية الإسلامية والتي انتشرت عبر المعمورة" بكلمة مهمة، وأول ما أنزله جبريل عليه الصلاةوالسلام في سورة العلق:" اقرأ بٱسم ربك الذي خلق "ومعها تعلم الصحابة الكرام التدوين أي الكتابة..ولنا في طلق الأسرى بعد أن يعلموا الصحابة الكتابة لأكثر الطرق والسبل نحو تحقيق تلك الغاية الحيوية،ولنا في الإحصاء البشري من خلال استعمال كلمة" أمي"لكل شخص يعرف القراءة ولا يعرف الكتابة بل لا بد منهما معا. حتى يدخل الشخص في خانة المتعلمين والمتعلمات..!؟!
وتبقى القراءة من السلوكيات المجتمعية الضرورية في حياة البشر،و تمرر عبر المؤسسات الاجتماعية، ونبدأ أولا بمكتبة البيت ثم مكتبة المدرسة ومكتبة الاعدادية والثانوية والجامعية ثم المكتبة العمومية..ولنا درس بليغ يعيشه أكثر من مدمن على التدخين وسط أسرته التي من واجباته أن يرعاها ويتحمل مسؤولياتها الغذائية والصحية والأخلاقية .. !
فمن يتحمل المسؤولية ومن يمرر السلوك القبيح والمذموم في مثل هذه الحالة المذكورة :
- الطفل في غفلة من الجميع يحمل "بونة ديال كارو أي سيجارة "والده كي يقلده في حضوره أوفي غيابه.. فيستشيط غضبا ويضربه ويسبه في علاقة سريالية لا يفهم منها الطفل أي شئ..!!
- فقد كان له أن يحمل أي شئ كي يقلد والده وهو يحمل كتابا أو يقرأ مجلة أو جريدة..!!؟؟
تعليقات
إرسال تعليق