اليوم؛ وبسوريالية الجغرافية، قد نكرم المكان بدل الإنسان..وبشكل من الأشكال!؟! بقلم عبد الرحيم هريوى
اليوم؛ وبسوريالية الجغرافية، قد نكرم المكان بدل الإنسان..وبشكل من الأشكال!؟!
بقلم
عبد الرحيم هريوى
هي ليست صور عادية يتم التقاطها،لربما بعشوائية أو بشكل اعتباطي أو في شكله العادي الذي لزمنا في هذا الزمان كما قال أخي الأديب مجد الدين سعودي أمست صورنا تملأ الفضاء أكثر منه من الكتابة وتدويننا للحرف، والذي فيه نفع للإنسان والأرض والحياة،ونحن نسعى للتعود على القراءة بنفسها الطويل، لأن منهم الكثيرون من يشكوننا التطويل في الكتابة،حتى وإن لزم الموضوع والأمر عدم الاهتمام بالجملة المتفردة و القصيرة في إطار التوسع في العبارة كي يتحقق الهدف من مقاطع النص..
ثانوية ابن ياسين التي احتضنتنا بدفئها وتفردها في ذاك الزمان وكأننا كنا نعيش أجواء الجامعة قبل الأوان، ونحن نعاشر أفضل الأساتذة والأستاذات في بعض المواد الدراسية، منها الفرنسية والإنجليزية والفلسفة،ونحن في ريعان شبابنا..!
- ونحن نسعى بكل ما أوتينا من القوة والجهد الجهيد كي نثقف أنفسنا بما يواكب عصر ثقافة الكتاب حينذاك..!
- ونحن نستوعب معها أكبر قدر ممكن من المعارف والمعلومات من شتى فروع العلوم و التي كان للكتاب سلطته المطلقة،والمصدرالوحيد في اكتسابها بالإضافة،للعنصر البشري؛ أي الأستاذ حامل المعرفة ،وفي غياب ما نحن فيه.. وما صرنا نعيشه من زحمة رقمية مرعبة وكاسحة للعقول،ومعه الاهتمام البشري اللامحدود البثة..وقد صرنا جزء من تلك العوالم الاعتباريةالكثيفة والضاغطة بشكل رهيب..!؟!
وكله يجعل من الثقافة الرقمية الحديثة بين قوسين تمشي على بطنها..!
وهي التي تحبو اليوم، حبو الطفل الصغير في انتظار أن تتعلم الوقوف وكي تمشي مستقيمة القامة حين تمشي في مشيتها المتوازنة وبشكل واقعي صوب المستقبل..!
وقد عادت بي الذكريات فجأة وبسرعة فائقة ، للثمانينيات من القرن الماضي،وأنا أمر أمام باب ثانوية ابن ياسين..ها هنا بمدينة المعمل والفوسفاط والعجاج والسهد والغبار ومعها السينما الإفريقية كله بين نقط استفهام وتعجب ولا حسد ..!؟!
تذكرت ما تذكرته من معاناة ومكابدة في العيش المرير، ونحن نرى أبناء الألبة يلبسون اللباس الباهض الثمن،ويتكلمون لغةكلابهم وقططهم..ونحن أبناء الهوامش والأحياء الشعبية نأكل الورق أكلا لما،كي نحصل على وظيفة عمومية براتب قار نحصل من خلالها على ضروريات الحياة لا أقل ولا أكثر..!
تذكرت حينما تذكرت المقررات الطويلة والرتيبة رتابة زماننا..ونحن منعكفون طيلة زماننا المدرسي في فهمها،وحفظها في الذاكرة كي نتقيؤها بالنقطة والفاصلة ،لأن شعار ذاك الوقت هو:
- إبان الامتحان يعز المرء فيه أو يهان..!
كان ذلك في مساء يوم عاصف،عرفت فيه أجواء مدينة الفوسفاط خريبكة مرور قصف رعدي مدوي ومخيف، وكان ذلك في دورة ماي من سنة 1983 بثانوية ابن ياسين ،ونا أسير سير المهرول ..التقى بي بعض أصدقائي كي يهنئونني، وأنا ما زلت أعدو عدو الخائف المرعوب صوب باب الثانوية الذي علقت فوقه سبورة بالكاد عرفت رقم امتحاني المعلوم، وأنا أعاود شريط ذكريات حزينة ومؤلمة حينا وهيتشكوكية حينا آخر..!
لكل قديم في ذاكرتي ما زال حي ..يتحرك بروح الماضي ..وقد دفعتني حاسة ما في دواخلي، كي أنزل وأخطو خطواتي صوب الباب كي أقوم بتكريم ثانوية أحببتها من قلبي لأنها ظلت جزء لا يتجزء من كياني بل من ذاكرتي الجماعية..!
تعليقات
إرسال تعليق