جمال مدينتي ؛ والمرأة المغرورة بمفاتنها ..!! سيناريو قصة قصيرة من تخييل الكاتب. بقلم القاص الرقمي عبد الرحيم هريوى خريبكة- المغرب
جمال مدينتي ؛ والمرأة المغرورة بمفاتنها ..!!
سيناريو
قصة قصيرة
من تخييل الكاتب..!!
ع.الرحيم هريوى
خريبكة- المغرب
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا..!!
على حد قولة شاعر فلسطين والعرب محمود درويش ..!!
قد يحدث ذلك بالفعل،في حياتنا وفي كل الأزمنة بالطبع،أي حينما تستولي على عقول وجوارح نوع من البشر، سلطة الغرورالمزيف بجرعة وأنانية زائدتين، وفي صباغة وتبرج ظاهرين، وبلباس من الأشكال والأصناف والألوان المثيرة حينا،والمستفزة حينا آخر..!
وهي التي ألفت بأن تغيره في رمشة عين،وفي كل ساعة و حين..!
كما يغير سياسيونا منذ زمان قديم أحزابهم بل معاطفهم وأقوالهم من أجل أن يعيشوا الترف والبحبوحة على حساب مطالب الطبقات المقهورة والمنتظرة في الغرف المظلمة بدون لون بلوري للمستقبل القريب والبعيد ..!!
إنها بصدق؛ ٱمرأة جبلت على الغرور الزائف، وروح التكبر الدائم على الأنام ..!؟!
- تقول السيدة الجميلة من باقي النسوة، الراكبات في الحافلة حينذاك.. !
فلا واحدة منكن تشبهني حسنا وأنوثة وجمالا.. !
وكأني؛ بكن أمامي لا تزن وزن ريشة أو ذبابة فوق حلبة المنافسة عن الجمال المصطنع..!
فأنا سيدة السيدات.. ولا عجب في قولي ..!
وأنا المعتزة بنفسها وبغرورها الذي تربى في دواخلها منذ صباياها..!
أنا دوما أتلذذ بغروري ذاك، أعيش رومنسيتي، التي لا حد لها ..!
وأنا التي حبها لنفسها لا حد له من زمان..!
أنا الغزالة ؛ المعجبة بنفسها ..!
أنا العصفورة المليحة،تتنقل بين أغصان أشجار باسقة،عبر فضاء مدينتكم تلك، تشدو سمفونية الحب والجمال لمن يعشق أصوات العصافير، ولحن الطبيعة العذري..!
أناسيدة السيدات بجمالها تمشي في الغابة لوحدها وبرشاقة طبيعية تزهو..!
- تقول السيدة؛ ملكة جمال مدينتها :
أنا التي لا تشبهني أية ٱمرأة منكن،ومن في كوني هذا كله..!! ..إنها تقصد مدينة الغبار و الفوسفاط المهمشة ..
قلت فيها ليلة البارحة :
هي مدينتي؛قد خلقت كي تهمش ،ولعله بلحنك الزاهي وغنائك وطربك العذب والدافئ يا جميلة مدينتنا كما تبدون لنفسك،قد تعيدين لها روحها المنكسرة والمدمرة..وحتى لا تستمر في النياح والبكاء ،ولكي تواسينها وتمسحين لها دموعها بأعذب الألحان!وبجمالك و بعذوبة صوتك..وتميزك بغريزتك النسوية..!!
- قلت لها وأنا صاح أصدح في وجهها بالحقيقة التي يخبئونها عنا وعنها.
- أي عن تلك المرأة المغرورة بجمالها ..
هي مدينتي التي لن تشرق عليها شمس نهار الغد،كي تعطيها جاذبية وجمالية، لأنها وجدت بأن تبقى بعيدة عن كل الأضواء، كي تعيش ساكنتها في ظلام مستمر، إلا هذه المرأة الوحيدة و الغريبة الأطوار، والمغرورة بعشقها لنفسها وجمالها الفتان :
- نعم؛ في يوم الغد ليس لنا يا أيتها الغزالة البرية..!
- إن الغريزة ليست لها أيديولوجية..!
- وكل الغرور هذا..
- هو من العبث المشترك..!
- تابعت سيدة الجمال المتفرد..
- أنا سيدة نفسي والأخريات لن تنافسني جمالي وغروري..!
- أنا زهرة زماني الجميل..التي تنبت من قلب الصخر..وتزهر كزهرة الحياة نفسها ..!
- توقفت الحافلة فجأة ونزلن من كان فيها من النسوة..!
- وبعد هنيهة؛ تحركت الحافلة فجأة؛مرة ثانية تحملها لوحدها لإتمام مسيرة الغرور لوحدها، صوب عالمها المجهول..!
-فهل يا ترى ستستيقظ تلكم المرأة من وهمها الذي يسكنها، في يوم من الأيام..!؟!
- وتفطن لحالها وتعترف بغرورها عن نفسها،أم المرآة الكاذبة المتواجدة في باب منزلها الكبير ، ستدفعها للمزيد من رفع سقف الغرور مستقبلا، وذاك في مدينة النسيان،ليس لها من فلسفة الجمال، وحياة السعادة والأمل إلا كمثل عطشان يحلم بماء في المكان الخطأ،ويود أن يبلغ فاه وما هو ببالغه..!
مدينتي ٱمرأة غير هاته المغرورة..ٱمرأةفقيرة..حزينة..بئيسة..كئيبة..مقهورة..ممزقةالثياب،على وجهها قسمات وتجاعيد عيش طويل كله استنزاف لقوتها وإحباط لكل رُؤَاهَا كي تخرج من رمادها كالفينيق..وموتها تحمله في جسدها ..سيكشفه لها الزمان،وحينما تكتشف مرضها الخطير الذي يهدد حياتها مستقبلا، ربما ستكتشف المرأة الجميلةهي الأخرى غرورها متأخرة،وتعرف بأن جمالها لايعدو بأن يكون عاديا جدا ،وما تؤمن به سوى أوهام عن ذاتها،وما تراه حقيقة هو سراب أمام عينيها..
وحين يأتي فيه وقت الجد الذي تبحث فيه عن حقيقتين:
-حقيقة جمالها وجمال مدينتها المزيفتين،هو سوى أوهام وملهاة عن عيش رائع وجميل، لن يكون أبدا فوق تراب هذه الأرض، جوفها سوى مغارات وكهوف من زمان ..!؟!
جميل استاذي
ردحذف