فيروس الغلاء؛ ولهيب أثمنة الأغذية والغازوال من مخلفات فيروس كوفيد 19 اليوم ..!؟؟ عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب
فيروس الغلاء؛ ولهيب أثمنة الأغذية والغازوال من مخلفات فيروس كوفيد 19 اليوم ..!؟؟
عبد الرحيم هريوى
خريبكة - المغرب
هذه الصورة أخذت بشكل عفوي،وهي من قرب المكانة مشروعنا الكبير ولا عجب،المتواجدة بشارع مولاي يوسف بالمدينة الفوسفاطية بخريبكة،في زوال هذااليوم الأربعاء 15 يونيو 2022،وذلك لشئ في نفس صاحبها قد قضاها،فهي مأخوذة مباشرة صوب الارتفاع العلوي لقمة البنايات صوب حي الفردوس في اتجاه مدخل الدار البيضاء، ذاك المكان الذي كان لنا فيه حديقة عمومية رائعة وجميلة جدا، كانت تعطي لوسط المدينة رونقها وجماليتها ورومنسيتها..ولقد ظلت موروثها التاريخي القديم فوق تربة أشجار باسقة وورود متفتحة وأزهار متناسقة، وكراسي خشبية مثبتة في ممراتها المتربة،وكل ما حكيته لا يعرفه إلا جيل الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي..!
إنها بالفعل حديقة عمومية كنا نعشقها عشق الإدمان، و ظلت موشومة في ذاكرتنا الجماعية نحن الخريبكيين بٱمتياز،وتم وأدها بسبق الإصرار،من أصحاب لوبي العقار الذين يتملكهم حب المتر كاري في أي مكان كان بقيمة ذهبية،وفي تحد صارخ للهندسة المجالية والجمالية للمدينة التي تضع في الحسبان محافظتها على الأمكنة التاريخيةوالممتدة في القدم بهذه المدينة الفوسفاطية،لكن لسان حالنا يقول ونحن نتألم لدفنها حية ترزق في ذاك المكان وقد نبتت في مكانها الذكرى عمارات ممتدة :
-وحسبنا الله ؛ ونعم الوكيل..! في من كان السبب في دفن حديقتنا العمومية الوحيدة التي نكسبها في هذه المدينة المهمشة،والتي يجتاحها الغبار،وتزورها الذاريات مع كل صيف حار حينما ترتفع فيه حرارة الصهد ما فوق 42 درجة..!؟!
اليوم؛ سنخوض في أشياء وأشياء كثيرة، يعرفها عالمنا المجتمعي الصغير، وما يجري فوق هذه البسيطة عبر عالمنا الكبير بأسره..!
-وتساؤلنا اليوم سيكون عن الأسباب الخفية والغير معلنة لما صارت إليه الحياة الاجتماعية المقلقة من تدهور وسوء،وما يعرفه المجتمع المغربي بالخصوص من معاناة يومية من أشياءكثيرة مؤثرة في نفسية المواطن والمواطنة،وما تعانيه وتكبده الأسر من هموم وأحزان بعد الانفراج الأخير من تبعات(فيروس كورونا ..!!)ومن ارتفاعات صاروخية في كل شئ يحتاجه الإنسان كي يعيش، بل كي يبقى على قيد الحياة..!؟!
فهناك العداد الخطير والمرعب للنفوس الهشة والرطبة عبر جميع محطات البنزين بلونه الأحمر القاني الذي يظهر من بعيد 17،80درهم،وقد تعدى جميع الخطوط الحمراء الماضية في عهد حكومة ليبرالية بين قوسين،وهو لا ولن يتوقف بعد الغد حتى يصل إلى.. 20.و.30..و40 ..50..!!
والله أعلم متى سيتوقف العد في خطه التصاعدي،وذاك في علم الغيب عند ربي ،وبذلك معه مداخيل البورجوازية لا هي صغيرة، ولاهي متوسطة ولا هي كبيرة عندنا بل هي ما سماها به السوسيولوجي المغربي والراحل محمد جسوس بالبورجوازية الهمزاوية، على وزن الهمزة،يعني عيونها دائما على الهمزات بلغة تمغربيت، وفائض القيمة، يزداد بشكله الصاروخي في كل وقت وحين وحسب الظروف المواتية للمزيد من مضاعفة الكسب..أي هي في ٱرتفاع جد مريح لأصحابهابالملايير،وهي سترتفع بالطبع بسبب جيوبنا المثقوبة أصلا في غلاء لم يسبق له مثيل في حياتنا،والذي لايطاق والتي تدفع ضرائب جديدة لم تكن في الحسبان و تحترق بزيت المائدة وباقي المواد الغذائية الأخرى،والتي ٱزدادت أثمنتها بدون ٱستثناء، وبدون ٱستشارة لانقابية ولا حزبية ولابرلمانية ولا ولا ولا..والكل خارج التغطية في هذا الزمان، وكأننا نشبه ذاك القوم في عهد ذي القرنين الذي كان يعيش تحت لهيب الشمس مباشرة، وبدون مأوى تحميه من الحر ولهيبه..!!ومع كل ذلك لنا ٱرتفاع آخر،نحن عندنا في هذه المدينة المنجمية، خلال هذه الأيام الحارقة في كل الاتجاهات، وأينما وجهت وجهتك لقيك الصهد، سواء في البيت أو أمام البقال ..أو في محطة الوقود..أو في تيليبوتيك مع الماء والضوء والانترنيت ..أو في الفرماسي..أو التاكسي أو في الطوبيس أو في مارجان ..أو في بيم أو أمام الجزار..أوفي أي مكان تدخل يدك في جيبك كي تدفع ..!!
ولا بد بأن يكون لك لقاء نوعي آخر، إذا ما كنت من ساكنة مدينة الفوسفاط فهنا العجاج والغبار المتطاير والصهد،وٱرتفاع الضغط الدموي،وأخبار ٱرتفاع نسبة الانتحارات ومعها الهجرة السرية من هنا وهناك ..!!
وكل شئ يقول لك ويخبرك، بأنه بالفعل ما حملته كورونا لنا وللبشرية جمعاء،وما نستشعره من خطر قادم لا محالة على مستوى الأمن الغذائي العالمي،ومعه ٱرتفاع الطاقة والبطالة بشكل لا فت للنظر، لم يأت عبثا هكذا..!؟! بل لا بد أنه حمل معه وباء آخر، اقتصادي ينتشر فيروسه في الاقتصاديات العالمية وخاصة الغير مهيكلة والضعيفة منها ،وستكون مخلفاته كارثية على البسطاء والضعفاء والفقراء والمساكين ومتوسطي الدخل عموما،وإنه بالفعل زلزال مرعب قادم لم تظهر اليوم إلا بوادره الأولى ،في عالم جديد يتشكل بتكتلاته الإقليمية والدولية، وقد بدأت في مراحلها الأولى تطفو على السطح ،وما الحرب بين روسيا والغرب بالنيابة في كييف وما حولها إلا جزء من مخطط من مخططات الرأسمالية والليبرالية العالمية المتوحشة، والتي لا تعيش إلا في ظل الأزمات والحروب والصراعات والتطاحنات، وكما تعلمنا ونحن مازلنا تلامذة في الباكلوريا ،بأن النظام الرأسمالي هو نظام أزمات بتميز وما أزمة سنة 1929 ببعيدة ..ولنا ألف حكاية وحكاية قبل كورونا وأثناء كورونا وما بعد كورونا ..فالعالم بحق السماء هو الذي أصيب بالفيروس وليست ساكنة الأرض،لأن هذا الفيروس في حقيقته يصيب الاقتصاديات في مقتل،أكثر من الأجسام البشرية التي لها مقاومتها الطبيعية ضد كل أنواع الفيروسات إلا فيروس الغلاء ولهيب الأسعار،فذاك يؤذي بالبشر لحياة الجحيم فوق الأرض…!!
تعليقات
إرسال تعليق