لما ثار الكاتب على جميع علامات الترقيم..عبد الرحيم هريوى-خريبكة اليوم -المغرب
وصار يكتب نصوصه بدون هم الحقيقة ولا كما اعتاده بالبحث ردحا من الزمن على هكذا عناوين مثيرة، بل أكثر من هذا وذاك فقد ووصل به التمرد على رسم الحرف بدون علامات الترقيم فلا فواصل تعطي نفس الربط بين جملتين ،ولا نقط تحدث صوتها في نهاية عبارات بمشاهد دراماتيكية من واقعه البئيس ،ولا يجد ما يذفه من نصوص كلها آهات وأوجاع عن ضمير جمعي يبحث عن قوته اليومي ،وسط ضجر متصاعد عبر سلم ريشتر ..ولا يبحث عن علامة التعجب كي يتصنع بها في آخر جمله ،بلغة المجاملة والنفاق تحت مكبر لصور ما أجمل وما أروع وما ألذ وما أطيب..وحتى علامة الاستفهام وطرح الأسئلة لم تعد حاضرة في قاموسه ،رغم حبه لكمة باركلي وكانط والقديس الأنجليزي طومى الإكويني وغوسطين وهيكل بنزوعه الاشتراكي والشيوعي
لقد كان أفلاطون شيخ الفلسفة القديمة يقول: إن الفلسفة يجب ان تكون حارسة للمدينة.وكان ديكارت شيخ الفلسفة الحديثة يقول:إن الفلسفة هي وحدها التي تميزنا من الأقوام المتوحشين و الهمجيين
فلا فواصل بين الجمل ؛لأنه يكره كلما يفصل روحه عن ما تهواه من تصوف وزهد ينعش خياله وتفكيره وتأملاته ويكتب بلا قواطع بين الكلمات ،لأنه يكره أية قطيعة إبستيمولوجية لأفكار فلسفية يحملها في كيانه ،كأسئلة ميتافيزيقية عن ما هو موجود وكل شيء ينتمي لعالم اللامعقول..ويكتب نصوصه بدون علامات ترقيم ،تعطي لنصوصه تنظيما في القراءة والفهم..وعلامات التعجب ،لم تعد بتلك القوة التي كانت تملكها في نهاية الجملة.في عالم لا شيء أمسى يدهش عقل الإنسان وتفكيره في زمن وصلت فيه الإنسانية إلى قمة الحداثة الفكرية والابتكار التقني والآلي. وصار الإنسان عبدا لآلته وصار يؤله كل ما يربطه بكونه الفاني ..
وعلامات الاستفهام تقهقهر حالها وبخست الأسئلة الكبرى .فكل شيء يصب في عالم تصنعه الحداثة وتؤله المجتمع والإنسان معا ..في عالم لائكي لا يفكر إلا بروح البراغماتي الذي يريد امتلاك السحاب والنجوم بدل اليابسة والبحار..وأما نقط الحدف ..فلا حضارة إلا كما يرى الغرب صورته وقوته وتجبره على دول الجنوب وانصياعها لرعونته ونزواته وصدق محمود درويش الإيديولوجية لا غريزة لها..فنحن شعوب الجنوب نحذف كهمج وبرابرة لم نصل لمستوى الإنسان المتفوق عند المجنون الأحمق فريدريك نيتشه..
وتبقى نقط النهاية لكل قهر واستبداد آت لا محالة ،فلا بد لليل أن ينجلي //ولا بد للقيد أن يكسر كما قال الشاعر التونسي الشابي في زمانه.ولا بد من خاتمة ونقطة الموت والنهاية والتوقف لطاعون العالم أمريكا مهما كبر وتجبر وتقوى وتغطرس لا بد من يوم آت كي يصاب بالمرض والوهن ..أليس الغرب من ظل يسمى الإمبراطورية العثمانية بالرجل المريض..وتلك سنة طبيعة الله في خلقه بعد ضعف قوة وشيبة..
تعليقات
إرسال تعليق