هناك أتواجد؛ بمقهي جد منعزلة؛ في آخر شارع الزلاقة بمدينة الفوسفاط..!/ عبد الرحيم هريوى /خريبكة اليوم/المغرب
تواجدي ؛صدفة، بمقهي منعزلة جدا،هناك،بمقهى أوردريم.. والتي تتواجد في موقع جغرافي خاص هناك في آخر شارع الزلاقة بمدينة خريبكة..قبالة أوراش جديدة لإنبات المزيد من الإسمنت والياجور في سباق محموم مع الزمن قبل إقبال الموت..!!
إني في حاجة إلى الإمساك بالقلم من جديد
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم/ المغرب
وأجد نفسي مضطرا لاقتباس هكذا جمل شعرية.
سبق لي أن دونتها في قصيدة نثرية تحت عنوان
" خريبكة لن تنتصر..!!
ولنا ما لنا في مدينة الغبار والقطار والعمال والانتظار من منجزات ظاهرة للعيان في كل مكان
واسألوا فخامة العقار كيف يصول ويجول و يبحث له عن كل شبر بأبخس الأثمان
وعن مملكة من المقاهي والشوايات والمغسلات في كل مكان
وتلكم مظاهر التنمية في صور ها الرائعة يا فوسفاطي ،وهي تحمل كل جمال من الأسماء والألوان
أمرغريب؛ ذاك الذي ربما قد نستشعره، في وقت من الأوقات، وبشكل من الأشكال، ويكون ذلك عبرعالمنا الخاص أي؛ كلما طال بنا المكوث والتواجد اليومي بمقهى معين بأسماء من قواميس مختارة بعناية لأصحابها، وبمدينة أسميها مملكة المقاهي بتميز قل نظيرها، من سين وجيم وميم وفاء ودال..ونمسي بذلك وجها من الوجوه المعروفة، من بين زبائن آخرون. قد اعتادوا ارتيادها، وبذلك تتكون لدينا هكذا علاقات وصداقات، قد لا تخرج عن نطاق عالم المقاهي وصخبها،وما نعايشه في فضاءاتها من نقاشات بيزنطية..أولا تعدوأن تكون ذات ارتباط باليومي،ابتداءا من الغلاء في أكباش العيد في زمن الليبرالية المتوحشة بعد بدائية التسيير والتدبير لإخوان المغرب،وحتى أمسى ثمن الخروف ب4000 درهم لا يملأ العين. وغلاء الخضر وصولا للمستشفيات والأدوية والأمراض،وانتهاءا بتأهل الفريق الملكي للكرة وهلم جرا..
وما تواجدي اليومي بمقهى من المقاهي إلا من أجل شرب الساحرة رفقة أصدقائي الأوفياء «الكتب»
لكن لا بد أن يكون للجلوس معناه الخاص بي.
وكلما صنعت من نفسك فيلسوفا وجوديا ،وأعطيت الحرية لبصرك بالتجوال في الفضاء،كي ترى ما يجري في عالم جلوسك ،الذي جئت إليه عن طواعية،و بغاية ما، وهدف مقصود ..!
- الكل تراهم منهمكين، وعيونهم مشدودة على شاشات هواتفهم الذكية..لا تتحرر من مخدر المشاهدة إلا اللمم..!
- والكل مسافر بحضور من صور خيالات لأجساد ..!
هم في عوالم يختارونها عن طواعية عبر فضاءات يتيحها السوشيال ميديا ..!
وهم يسبحون ..باللاشعور.. !
- ومنهم من يحرق في رئتيه بالقطران كي تزدادا سوادا فوق سواد..وهو يحتسي قهوته التي اختار لونها..وعادة ما تكون سوداء..
ومع كل رشفة من كأسه، ترافقه غيمة من ضباب دخان كثيف، تزيد من نشوته العابرة..!
وهكذا ذواليك، مع ردح من الزمن، حتى يتغير فضاء المكان بسحب مصطنعة من الدخان.قد لا يستشعرهابالطبع إلا غير المدخنين..!
وصدق بعض الكتاب،الذين يختارون الأمكنة البعيدة والقاصية جدا..والتي لا يعرفون فيها أي أحد إلا عناوين لنصوصهم،إذ يحملونها من أجل الإطلاع عليها..!
هم ؛فئة تحمل فكرا آخر..!
هم الذين يهربون بالفعل من ضجيج الأمكنة وصخبها،ودخان السجائر الضارة التي تفسد فضاءاتنا عن سبق إصرار..يبحثون لهم عن تواجد حقيقي بأماكن يعيشون فيها لحظات سكون والتأمل ،وانفراد بالذات. وبنصوص يعشقونها،كي يتلمسون عبر ظلالها الخفية ثقافة ومعارف يحملونها كزاد عقلي ومعرفي لإتمام مسيرة البحث عن أجوبة مقلقة لأسئلة وجودية عالقة، بين الوعي الخاطئ والآخر الصحيح ،في عوالم عن الذات. عن العالم واللغة والحياة ..!
وكلما اشتد الخناق على النفس في مقهى ما، وكلما كان تواجدنا بالقرب من أصوات بعيدة عن أصوات تصنع العسل.نبحث لنا عن مقهى جديدة في مدينة المنجم بالإضافة لنيلها ٱسم فوسفاتها فلها من القاموس اللغوي ما تشاءمن أسماء المقاهي بشكل مستفز ،وانت في سوق المقاهي.المهم هو أن تبحث لك عن أجودها .وما تقدمه لك من أفضل الخدمات وأحسنها..!
لذلك خرجت أبحث عن آخر"قهوة" مقهى متواجدة بشارع الزلاقة ،ولما وجدتها ،تنفست الصعداء.لأنني في مكان أنا النكرة..ووجدت فضاءها يناسب ما أبحث عنه من هدوء وسكون يشجع على تفحص العبارات والجمل وتواجد يمكن من استيعاب المقروء بطريقة مثالية.كما أن الساحرة بطعمها المفضل تعطي للجسة متعتها وسحرها ..!
تعليقات
إرسال تعليق