بدون ربطة عنق ..ثورية لغريب




بدون ربطة عنق ..!!

بقلم الشاعرة المغربية
ثورية لغريب


هذا النص خارج كل التصنيفات..!
( معذرة من أصدقائي وصديقاتي رجال ونساء التعليم )
القيظ شديد جدا، والشوارع شبه فارغة على غير عادتها في مدينتي الصاخبة...الأكيد أنّ مناسبة كهاته ( عيد الأضحى) قد شغلت الناس عن الخروج لمآرب أخرى مُكتفين بتوفير الاحتياجات الأساسية الأولى حسب تدرج هرم ماسلو،
وقبل أن أنساق لإعادة ترتيب تدرج هذا الهرم حسب ما تلقيته في مدرجات علم النفس، وجدت سؤالا أكبر يناطح بنات افكاري...ما الغاية إذن في أن يعتكف الناس في بيوتهم للأكل والنوم ؟ أهي عودة بنا إلى الطبيعة التي خُلقنا عليها قبل أن نتيه في عوالم التحضر؟
الطقس غير مناسب تماما للغوص في إشكاليات بهذا العمق، لذلك آثرت أن أستمتع بالهدوء ونسمات عابرة تدعوني للامتلاء بخلوتي المفضلة، في زاويتي المعتادة على سطح البيت.
أجّلتُ الغوص في موضوع متشابك كهذا قائلة : " قد يكون موضوع مقالي القادم "
الأوراق البيضاء أمامي على طاولتي الصغيرة، تغريني بالبوح لكن لا رغبة لدي لنظم قصيدة...يبدو أن شاعرية الشعراء أيضا تتأثر بالطقس ههههه..

أمي تدعوني للأكل، لكن بياض الأوراق يشدني إليه أكثر لذلك تحججت بالحر، واكتفيت بحبات من فاكهة " حب الملوك" إنها تغريني بالأكل، كلما لمحتها عيناي، ربما اسمها الذي يحمل دلالة ارستقراطية يرمم لدي صدع عقدة الطبقية.
عدتُ سريعا لمحرابي، ثم ما لبث شريط أفكاري يتوقف عند صورتي بالوزرة البيضاء، لعله الحنين لمهنة التدريس التي لم أتركها إلا منذ زمن يسير..

لا يناسبني" قالب " المعلمة الذي ترسخ في الأذهان طويلا، لست الصورة النمطية للمعلمة التي تلبس قناع الجدية، وكأنها مُصلحة الكون، تحضرني الآن صورة معلمة اللغة العربية _التي جمعني بها القدر لتدريس مادة اللغة الفرنسية مستوى السادس ابتدائي _كانت في الثلاثين من عمرها، لكن ملامحها الجدية وسحنتها البدوية، جعلتها تبدو وكأنها في الخمسينات هذا إلى جانب حمولة ثقافية تقليدية تنم عن ضيق أفق التفكير ومحدوديته لديها .

في أول اجتماع للأطر التربوية ضمَّنا، لم أنجح في إخفاء تذمري من رتابة الصورة النمطية مما جعلني محط أنظار الكل
اختلاف التصورات بدى واضحا، لكن بحب كما علمتني الحياة، تباينت الآراء حول طريقة التعامل مع الأطفال وخضتُ نزاعات مع " أصحاب الشكارة " حول منهجية التسيير والتدريس كمعلمة تؤمن باحترام حقوق الطفل و كذا احترام قدراته العقلية، إلى جانب الدفاع عن حقوقي كمعلمة والتي مازالت النصوص القانونية قاصرة عن تسطيرها بوضوح..

الساعة تشير إلى الرابعة بعد الظهر، جسدي المرهق بفعل الحرارة يدعوني للاسترخاء قليلا، لولا أنني تنبهت أن معظم أصدقائي الشعراء من رجال ونساء قطاع التعليم، يعيش في جلباب الرصانة حد القداسة...أتخيل لو أن بعض المشاكسة تحضر في تفكيرهم لأصبح التعليم محببا أكثر لدى أطفالنا الأعزاء، أظن أن الأمر بعيد المنال وأنا أقرأ بعض النصوص مرتدية ربطة عنق وكأنها تحضر قداس يوم الأحد.. 

Touria Laghrib

تعليقات

  1. أردت أن أكتب شئ ما يشدني إلى شئ من الأشياء،لكن تفكيري ظل شاردا وأنا أبحث عن ذاك الشئ الذي أقصد،لكن لا شئ يشيؤني على حد قول الشاعر محمود درويش،فٱنتهيت إلى شئ ...!؟!

    ردحذف

إرسال تعليق

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى