وبذلك نحن في طريقنا لنيل جائزة مدينة المقاهي بامتياز، بعدما كان لنا للأسف شرف الفوز في جائزة أنظف مدينة بالمغرب ..الكاتب الفوسفاطي عبد الرحيم هريوى خريبكة -المغرب
لا هم لنا نحن ها هنا إلا البحث لنا عن المقهى المناسبة و التي سيستقر عليها قرارنا الأخير..!!
لا هم لنا نحن ها هنا في كل يوم جديد سوى البحث لنا عن المقهى المناسبة لذوقنا وهدف جلوسنا العابر أو المكوت الطويل ومستوانا وموقعنا الاجتماعي والثقافي والسياسي..والتي سيستقر عليها قرارنا في كل يوم جديد تطلع فيه الشمس على فيلاجنا الفوسفاطي الكبير..!
والكاتب الفوسفاطي اليوم؛ سيحكي لنا عن الهوس والهم الخفي، الذي يرافقنا ونحن تائهين نبحث لنا عن ملاذ خارج بيوتنا الصماء، إذ قد يمل الإنسان الرتابة والروتين القاتل وسط سكون وموت بيوتنا الإسمنتية، وخاصة إذا ما كان يعيش في مدينة من مدن المناجم مثل مدينتنا المنجمية خريبكة ، لأن عادة ما يتم التعامل مع هذا النوع من المدن عبر تاريخنا القديم والمعاصر بسلوك سياسي خاص،لا يعلم كنهه إلا الراسخون في علم الفلك والأركيولوجيا والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا..ومعهم أولئك الذين يدرسون مادة من مواد التدبير الإداري والمدني والقروي في المدرسة الإدارية من زمان..لأنني حينما أمتطي دراجتي الهوائية بعد وجبة الصباح ، وتضامنا مع أصحاب السيارات الخاصة في زمن الاقتصاد سواء في استهلاك الماء الصالح للشرب بسبب مخلفات الجفاف أو الغزوال وما تعرفه الطاقة من مخاض دولي كسلاح، أي فيما بعد الجائحة وتشكلات ملامح للعالم الجديد،كسلوك مدني جديد متحضر، وذلك للسعار الذي عرفته محطات الوقود بهذه البلاد العزيزة..!
وما يثيرني هو الاكتساح السريع والمخيف وبالسرعة الجنونية الفائقة في إثبات الإسمنت عوض النباتات والأزهار والأشجار في أي مكان كان، وفي كل اتجاهات المدينة المنجمية الفوسفاطية، وفي أي بقعة كانت، و ظلت لأهلها وذويها بمدينتنا منسية، مع دخولنا عالم الزواج الكاتوليكي والحب الرومنسي بين أهل العقار وأهل السياسة..!؟!
- وكأن للساكنة الفوسفاطية عندها خبر من جهينة، وهو غير منشورومعلن للعموم يقولون فيه :
-سارعوا إلى الحصول على بقعة للسكن،وبأي ثمن.. و قبل فوات الأوان..لأنه بعد عقد من الزمان من اليوم، فلن يبقى أي متر مربع بمدينتنا تشترونه..!
- ولايمكن لكم يا سادة ويا سيدات بأن تجدوه كي تبنوا فوقه مسكنكم الجديد،مما يجعلكم لا قدر الله في أزمة ذاتية ومجتمعية كبرى لاحل لها ..!
- وأنتم العاشقون للمدينة الميتة كما خلقت..!
وكل ما يكتسح شوارعها وأزقتها، هي سطوة المقاهي المتواجدة في منافسة شرسة،فقليل من المنازل عندنا ما لم تجد تحتها مقهى كبيرة كانت أم صغيرة أومتوسطة..في غياب مناطق خضراء ومنتزهات وأماكن تثيرنا،نتواجد بها كي نغير فيها أجواء،ونفس كآبة حياة نعيشها،وضيق زمان ولهيب أسعار واختناق..سوى المقاهي ها هنا وها هناك وفي كل حتة على حد قولة الأشقاء المصريين، و التي تتوالد كالفطر،في غياب ما يعطي لمدينتنا جماليتها وتفردها وهي تعاني التلوث بكل أشكاله وأنواعه ..!
وبذلك نحن في طريقنا لنيل جائزة مدينة المقاهي بامتياز، بعد كان لنا شرف الفوز في جائزة أنظف مدينة في المغرب ..!!
و
تعليقات
إرسال تعليق