أزبالنا؛ كالجبال في يوم عيدنا،وهي صورة شاهدة ومعبرة..! عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب


أزبالنا؛ كالجبال في يوم عيدنا،وهي صورة شاهدة

ومعبرة..!

عبد الرحيم هريوى


خريبكة - المغرب


" ويبقى خلاصنا دائما بأيادي جنود النظافة الوحيدين في وسط المعركة ..!!  "


هم جنود النظافة المطلوب منا جميعا بأن ندعو الله لهم بأحسن التواب،وأن يجازيهم عنا خير الجزاء، ولا نقول في حق ما يقدمونه من تضحيات جسام من أجلنا، و بلغة الخشب نرفع لهم القبعة ..!!

وقد حل مساؤنا بروائح أزبالنا في نهار عيدنا،ولا ترى أمام عينيك إن أنت كنت. من الذين وبقلوبهم يعقلون، وبملء روح المواطنة الصادقة إلا هؤلاء الجنود الذين تجندوا ليومهم الموعود، وبحق للتضحية الجسيمة،وهم يتواجدون في ميدان الكفاح والتضحية أي في أحلى لحظاتهم الحميمية مع أسرهم في يوم العيد،كي يسارعوا الخطى في جمع الأطنان من الأزبال المتراكمة بسرعة البرق،وإبعادها عن شوارعنا وأزقتنا،أي من أجل سلامتنا الصحية أولا وأخيرا.ولعل جريدة الأخبار لأيام الجمعة والسبت والأحد، قد فتحت النقاش العمومي في عمودهاالسياسي،متسائلة عن مسؤولية جمع الأزبال،وخاصة في الاستثناء كيوم عيد الأضحى ،وما يخلفه من بقايا أزبال لا تطاق، وباعتبار من أولئك الذين صوتنا عليهم يوم 08 شتنبر 2021 كي يمثلوننا في المجالس الحضرية والقروية، وإذ تخبرنا بأن لهم من المسؤوليات الجسام في التواجد والمساعدة والدعم لموظفي شركات النظافة المتعاقدين معها، ولكن كما يقول المغاربة :


(كل شئ يتحمله صاحب العرس سواء كان ذلك في السراء والضراء..!)


نعم ؛لقد قمت بجولة مسائية عبر أزقة وشوارع فيلاجنا الفوسفاطي الكبير" خريبكة " لكن عيوني لحظتها صارت ترى مرغمة بشاعة المناظر المقززة عبر حاويات الأزبال بلونها الأخضر كدليل على لون الطبيعة والخضرة والجمال، التي امتلأت عن آخرها، وصاروا كما صرنا نضع في جنباتها ،والكل يسارع الزمان كي يتخلص من مخلفات أضحيته، وهو يهربها بعيدة عن مسكنه الذي يعشقه مغايرا لما عليه محيطه البيئي الذي يتقاسمه،وخاصة بالنسبة للهيدورة كما كنا نسميها، لأنها كانت في زمن أجدادنا ولحقب طويلة، يتخذونها سجادة أو بطانية لتدفئة عظامهم من شدة برودة فصل الشتاء القارس،وأنت مار بالقرب من الحاويات،تشم مرغما روائحها النتنة التي تصدر منها وٱزدادت عطرا مع ارتفاع درجة حرارة في هذا اليوم،ومعها روائح كريهة لاتتحملها الأنوف،ممايجعلك فارا  بجلدك مبتعدا بسرعة البرق عن مصدر هذه الروائح الكريهة إلا جنود النظافة المجندين و الذين يواجهون المصيرالمحتوم بقلوب من حديد في خدمتنا طبعا،فجزاهم الله خير الدنيا والآخرة عن عمل لا تطيقه الأنفس ولا يتحمله الجسم..!؟!


لذلك أقول: بأنه لا شئ يثيرني هذا المساء بهذا الفيلاج الكبير،إلا الجزارون وهم يقومون بعملية القسمة المتوازية بلغة الرياضيات للسكايط والرؤوس ،وزرافات من الحضور قد حجت أمامهم، في انتظار حمل اللحم للثلاجة حتى لا تفسده حرارة الصيف التي لا تطاق ،و في زمن اشتعلت فيه أسعار كل شئ يؤكل ويطلبه البطن،وكأننا مقبلون على ما لا ينتظره بني البشر..!!

ولقد كانت جل الدكاكين مقفلة إلا من بعض الاستثناءات هنا وهناك ،لبعض البقالة الذين ألفوا أن يقدموا خدمة لزبنائهم في فترات يغادر فيها الجميع محلاتهم، لأخذ قسط من الراحة في أيام قليلة من السنة،وخاصة في مناسبة مثل عيد الأضحى المبارك،ومعهم كذلك بعض الباعة المتجولين للفواكه ..!!


في مدينتي وباقي المدن الأخرى، وكما يعرفه الجميع لا يعمل ولا يكافح في أيام عيدنا،ونحن نرمي أزبالنا كالجبال إلا رجال النظافة مشكورين، والذين يستحقون منا كل الدعاء لله عز وجل،بأن يجازيهم عنا خير الجزاء،ولا نقول بلغة الخشب نرفع لهم القباعة..

كما لا ننسى كذلك تضحيات رجال الصحة ورجال الأمن والشرطة ورجال قواتنا المسلحة والمساعدة ورجال الدرك في هذا اليوم الذين لا يتواجد الكثيرون منه بالقرب من أسرهم وذويهم ليشاركونهم لحظات فرحة العيد،وذلك خدمة لهذا الشعب وهذا الوطن، و الذين يحرصون أشد الحرص على أمننا القومي والمدني وبكل أشكال وأصناف  السهر والمتابعة والتواجد لأي طارئ لا قدر الله،فجزاهم الله عنا جميعا وعن المسلمين خير الجزاء والله لا يضيع أجر من أحسن عملا في خدمة أخيه المسلم بحول الله وقوته..!

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى