في خريبكة؛ المدينة الفوسفاطية، ها هنا شارع المسيرة الخضراء يستفزنا بكثرة حفره..!!!
في خريبكة ؛ المدينة الفوسفاطية
ها هنا بشارع المسيرة
الخضراء أمسى يستفزنا بكثرة حفره المتنوعة..!!
لا يعجبني؛ ولاهو يثيرني برغبة وعشق دفين ،بأن أخوض في مثل هكذا مواضيع مجتمعية محلية ،والتي تبقى من اختصاص فئة إعلامية مهنية خاصة ،من أجل القيام بدورها بكل مسؤولية محلية من خلال التعرية والكشف عن جل المشاكل المجتمعية والاقتصادية والبيئية، التي تعرفها المدينة المنجمية خريبكة بين قوسين. لأنها سوى فيلاج كبير في غياب مظاهر المدينة الحقة..وما دامت أقلامنا الحرة ،عاشقة للجمال أينما كان وأينما وجد،في غيابه بمحيطنا طبعا وهيمنة غول الإسمنت، ومعه فنون النصوص على اختلاف أغراضها ،سعيا منا للمساهمة في تنمية ثقافية محلية وتقوية الصلة مع الكتابة والقارئ والكتاب..وجعل أقلامنا تبحث عن عوالم تعشقها وتبدع في مجالها.. لكن للضرورة أحكامها طبعا، حينما تضطر مكرها أخاك لا بطلا، و بأن تنكب على قراءة الواقع من زوايا مشاكسة ومن خلال أشياء نراها غير سليمة البنيان في حياتنا العامة، وغياب المسؤولية في تدبير عقلاني لشؤون حياة للناس تحت شعار كم مشاريع قضيناها بتركها، ولو حتى أضعف الإنجازات كصيانة وإصلاح الطرقات والشوارع بالمدينة..شارع المسيرة نموذجا لمعاناة البنية الطرقية بمدينة للأسف ثرية بثروتها الفوسفاطية..!!
لقد مررت هذا اليوم
بشارع المسيرة الخضراء، المذكور سلفا
بخريبكة، وشكاني هذا الأخير حاله بحرقة وصوت يئن عن معاناته وظلم بين في
حقه، لكثرة الحفر التي أمست تستفز الجميع و تؤثث فضاءه، الساكنة والسائقين
والمقيمين والزوار والإعلام الرقمي الحر والدواب التي تجر عربات متنوعة..في صورة
دراماتيكية لشارع رئيسي كارثي بكل المقاييس الهندسية، ومعاني الأوصاف وبجميع
اللغات الحية..!
" وما دام قلمي تغلب عليه لغة الأدب
وصوره، و التي يتنفسها قد تتسم بالتهكم أحيانا والسريالية والخيال أحيانا
أخرى،وتأثره بالفكر الفلسفي والثقافات العالمية..!!"
-
وأكتب في البداية لكل عشاق البوح الأدبي العطر
هذا الحوار
وقال لي الشارع متدمرا :
يا صاحب القلم أرجوك.. أنتظر.. ألا ترى كيف تغير حالي يا آبن أمي ، وتحفر
وجهي وصرت كمن أصيب بمرض الجدري القديم الذي عادة ما كان يترك بصمة مروره في وجه
صاحبه..!
-
أجبته بحرقة وألم لا حد له..لعشقي الحميمي لمدينة التراب والغبار..!
-
نعم يا شارعنا المحترم ..!
-
أتفهم لحالك اليوم ..!
-
ومن حقك أن تحتج بكل الطرق السلمية التي يخولها لك قانون الشوارع الأممي ..وبكل
هذه الحفر التي يمر فوقها الخاص والعام من شارع رئيسي يرتبط بشارع عبد الرحيم
بوعبيد صوب الطريق الوطنية الدار البيضاء.!.!
-
ولكن اسمح لي إنه؛ وبهذا الشكل المستفز أراها سوى البداية..أوما زال ..ما زال..ذاك
شعار المغاربة في الفرح وكذا في الخيبات ..!!
-تساءل
الشارع :
وماذا تعني بكلامك يا هذا..!؟!
-
قلت متهكما :
-
أليس في علمك أننا سندخل بصورك هاته مسابقة عبر المواقع الإجتماعية عن الشوارع
الأكثر تحفرا بمدننا..!
-ونحن
نعيش اليوم في زمن الحفر، ودورها الريادي في المساهمة و تنشيط ورشات عديدة بالمدينة المنجمية من ميكانيكي
وإصلاح العجلات والمانتوسورات ..!
-
تركت الشارع المسكين في منظره البشع والمستفز ، وهو يحتج عن المطر الأخير الذي زاد
الطين بلة..!
-
وفي الغد علق لافتة في أعمق حفرتين وقد ساعده بعض أهل الخير والإحسان بالأتربة
لتركيز العمودين،وكل المارة يقرؤون في ذلك الصباح ما كتب بالخط الأسود شارع
المسيرة في حداد مفتوح عن موته البطيء..!
- ويمر الدهر الطويل بطيئا مؤلما، ويذهب
أصحاب الشريعة والملة والدين لحال سبيلهم، ويتناوب عنهم اليوم، أصحاب المال
والعقار"الليبراليون الجدد بين قوسين" ونحن الذين نتحمل على مضض ما
نعاينه كأقلام حرة.. ترى ما يجب أن لا يرى، ويراه المواطن البسيط الذي تسابق بالأمس خلال 08 أكتوبر 2021كي يصوت
على من يتحمل مسؤولياته من أجل مصلحته ومستقبل هذه المدينة المغبونة،لكنها كما قال
سيد الخلق يوم لقاء الله عن هذه المسؤولية التي يتسابقون عليها بعيون مغمضة، إنها
لحسرة وندامة إذا لم نتحملها بحق.. ونسعى لإسعاد خلقه، وتصويب الأعطاب وإصلاح حياة
الناس..ولنا أكثر من عبرة ودرس للذين غادرونا فجأة وكانوا يظنونها لا تنتهي تلك
المسرحية !!
-
نعم ؛لنا في الدروس
والعبر للأقوام البشرية التي سبقتنا لأكبر دليل..
- وليختار هؤلاء البشر بملء إرادتهم وحريتهم أي
السبل شاؤوا كي يسلكوه وقبل لقائه ..!!
- ونعود؛
لأجواء مدينتنا المنجمية ،وهي كباقي المدن الداخلية المعروفة ببرودة شتائها وحرارة
صيفها..!
إن لم نقل
إنها بالفعل في هذه الأيام بعد الصب الأخير، إنها لشديد البرودة ..!
نعم ؛ هاهنا
بمدينة المنجم والعمال..!
ها هنا
بخريبكة المدينة العالمية - العمالية لمعدن الفوسفاط، والتي قد نراها بعيون أخرى،
أي بعيون من زمان غير الزمان الذي طويناه طي السجل للكتاب، لعقود عديدة قد خلت، في
عهد هيمن فيه الهاجس الأمني المطلق على الجانب التنموي- الاجتماعي على فئة حياة
المغاربة للطبقتين المتوسطة منها والهشة - الفقيرة ..وما عشناه من استثناء في حياة
صعبة وجديدة، شعارها الغلاء والقلق من القادم من الأيام..!
- واليوم؛ها نحن بتواجدنا الدائم
،واقامتنا المتواصلة كأقلام نحرر وندون ما تلتقطه عيوننا من صور مشبعة بالضياع وسط
هاته المدينة الباردة برودة طقسها الجاف، وهي تعيش ما تعيشه من أجواء باردة وقاسية
سواء في طقوسها و طقسها..!
- حفر صغيرة ومتوسطة و بالونات
للواد الحار إما مملوءة بالأحجار أو عارية تهدد سلامة الجميع ..!
- نعم ؛الحفر المتنوعة تتكاثر
كالفطر في شوارعنا وتزداد مع هطول أول القطر..!
- وهي المدينة الثرية، التي
تحتاج لمن يقوم بشؤونها بحق وحقيقة على مستويات عدة وآنية ،ومنها البنية التحتية
الجيدة والإنزال للمشاريع الكبرى التنموية،وما ينفع ساكنتها، وشبابها الذي يظل
يعيش في انتظاره الطويل ،كي تنهض من رمادها كطائر الفينيق،لأنها المدينة التي تعطي
العطاء الأوفر للدولة منذ زمن بعيد ،في غياب رد الجميل من قبلها عبر تنمية حقيقية
يستفيد منها أبناؤها بنوع من العدالة المجالية والإنصاف على صعيد الجهة الموسعة
لبني ملال - خنيفرة..!
- فهل لها من نصيب من الكعكة
خلال المشروع التنموي الجديد..!؟!
جميل تحية ومسيرة موفقة بإذن الله تعالى وبركاته
ردحذف