نحط رحالنا اليوم؛ في ضيافة خيام الفصول الأربعة بالمدينة الفوسفاطية خريبكة بقلم عبد الرحيم هريوى خريبكة// المغرب


بقلم

عبد الرحيم هريوى

نحط رحالنا اليوم؛ في ضيافة خيام

الفصول الأربعة بالمدينة الفوسفاطية خريبكة 

خريبكة// المغرب


نعم ؛ في زوال هذا اليوم من بداية الأسبوع من الشهر الفاضل ،وفي زيارة عابرة لمحل خياطة الخيام للفصول الأربعة بحي المقاومة قرب جوطية لبريك بالمدينة المنجمية خريبكة، وبتواجدنا عند الصديقين العزيزين سي عبد الهادي وأخوه الأكبر سي عبد الواحد لقلع كي نقدمهما في بورتريه خاص عبر بلوغر ثنايا بين السطور، كما دأبنا على ذلك من خلال التعريف بهكذا شخصيات متنوعة من الحرفيين والمهنيين والموظفين والمثقفين والأدباء والكتاب الذي يكون موطنهم الأصلي  بأرض العامريات، حيث يقيمون بين دفء عالمها الخاص، وبين ساكنتها التي تعشق كل تربة من ترابها الباهض الثمن وبه تعرف عبر المعمورة بدبي المغرب من حيث الثروة الباطنية لا التنمية والبنية التحتية ..وإذ نتمنى بأن يهبها الله في يوم ما..في عقد ما..في قرن ما.. رجالات وازنين في السياسة والاقتصاد من تربتها وموطنها ولهم كبد رطب على حاضرها ومستقبلها، وأولئك هم الذين سيرفعون من شأنها وقيمتها كحاضرة ذكية تدخل عالم القرن 21متسلحة بالثقافة الجديدة لناشئتها وشبابها وشاباتها ..

وكل من خدلها البارحة واليوم وسيخدلها مستقبلا سيجازى بما اقترفته يداه في حقها آجلا أم آجلا..!!


وكل ما قيل وسيقال هو كلام أهل الكتاب والقلم فقط..!!


هم الذين يكتبون حين يكتبون بشظايا الكلمات الحامية..هم يكتبون عن العصافير حين تهاجر ديارننا وتقسم بأن لا تعود لأرض تقتل فيها الطيور بقتل أشجار عمرت لقرون..هم يكتبون عن قطط ميتة بسبب افتراسها من كلاب ليلية بغير رحمة أو غياب بقايا الطعام في الحاويات بصعوبة عيش البشر قبل الحجر والشجر..هم يكتبون عن سيارة رونو4ورونو 12ما زالت تجوب شوارعنا كسيارات من عهد البزنطيين والرومان اخترعوها الفرنسيين وباعوها لنا كي تبقى من تحفنا النادرة..هم يكتبون عن مجالس لم تجد بما تغلق الحفر إلا المزرار والحجر..هم يكتبون عن مشاريع لجهة بني ملال ترحل..هم يكتبون عن فقير بئيس ينتظر ما يخفيه له المزيد من القدر..هم يكتبون عن حمير وخيول وعربات نبصرها في حاضرة تجري للوراء تشبه مدينة تحتضر..هم يكتبون عن مقاهي ومغسالات وباعة متجولين في كل شبر تنتشر..هم يكتبون عن زمانهم الذي توقف عادة ما يبقى الكاتب حمال أثقال  مع أثقاله ومعها هموم ومشاغل الناس وهو يشاركهم حياتهم العامة، ولما لا أن يكون لسان حال فئات معينة من المجتمع الذي ينتمي إليه،ولعله يعتبر السندباد البري كما صوره الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو في كتابه الأدب والغرابة..حينما قارن بين السندياد البري والبحري،وهذا الأخير في نظره هو المثقف والأديب والكاتب الذي يتجول بخياله وأفكاره عبر العالم ،ويعطي للقارئ أي شئ يدهشه إلى حد ما كي يثير فضوله في قراءة ما يدونه من نصوص..


وتبقى للكاتب أيضا  لحظاته العابرة وهو يتفقد أحوال الناس ..!

وهو يمشي بعيون ناظرة مستكشفة لقضايا إنسانية أو مجتمعية..!

تائها بخياله  بين الدروب والزقاق، يعيش لحظاته الحميمية  بين أحضان دفء هاته المدينة الفوسفاطية خريبكة والتي نعشقها عشقةالإلهام و الإدمان..!! 


نعم؛ إن للكاتب عيونا مستبصرة،  يقرأ بها كل الأشياء التي تحيط به و تتكلم لغة الأزمنة كلها ،وقد تثيره لحظة من لحظات السفر الطويل عبر رحلة الكتابة التي قد لا تتوقف بفعل ملل أو زلة قلم أو سهو أوزيغ عن نهج في تنمية الذات وبناء الأفكار..!



اليوم؛ قرب جوطية لبريك وبالضبط بشارع المقاومة بالمدينة الفوسفاطية خريبكة، وأنا أدلف بجسدي من أمام محل الستاتي طبيب أسناننا بين قوسين ، في زمان البؤس والفقر،وكان لنا أكثر من ذكرى مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبيان لفظي ولغوي وبلاغي، فكنا وكان الزمان غير الزمام، لما تتسوس إحدى أضراسنا بسبب الماء الذي كنا نشربه الذي ترتفع فيه نسبة لفلور على حد معرفتي.. ولاتنام ليلتها في غياب المسكنات ولغة العلاج والدواء،وسيطرة العوز والحاجة والفقر..تأخذ مكانك في الصف الطويل في ٱنتظار دورك بين أبناء الشعب عند الحجام الستاتي الذي يقوم حتى بعملية الختان للأطفال الصغار،وحينما تقرر قرارك الأخيربالموت أو الحياة وبالدخول للبيت المعلوم،يضع لك رأسك صوب القبلة ودماغ صدغيك بين ركبتيه.. فلا تتحرك حينها إلا برؤية النجوم في عز النهار، والضرس المعلوم بلحمه ودمه أمسى في خبر كان،وتنتفض كديك مذبوح قد تفقد تركيزك صوب الباب.. وحينذاك قد تشعر بألم فضيع لا يتصوره عقل بشري مطلقا، وكأن عضوا من أعضاء جسمك تم بثره أو تمت إزالته بسبب حادثة ما ،وقد تقرر مثلي بأن لا تعود إلى هذا المكان بعد اليوم.. ولو كان الضرس سيكون سبب حملك للقبر..


وأنا بالزنقة 17 بحي المقاومة نظرت للخياط الشاب عبد الهادي لقلع الذي عرف بتواجده في هذا المكان لعقود كثيرة.. وهو منهمك في عمله لا يتوقف كآلة مبرمجة في معمل من معامل النسيج ،وكان أن اتخذت قراري بأن أجالسه بعض الوقتـ وأقدمه عبر الإعلام المحلي للقراء مناصفة عبر صوره الشخصية، كحرفي يقدم بعض الخدمات الجليلة لساكنة هذه المدينة الفوسفاطية خريبكة ونواحيها ولربما تتعداها خدماته للوطن بأكمله ،من خلال ما تصنعه يداه من أنواع شتى من الخيام على ٱختااف أصنافها وأنواعها وأشكالها..والتي تتطلب عدة شروط في من يتقن خياطتها بجنكة ودربة..!



كان للقاء طعمه الحميمي الذي لم يخرج عن نطاق العلاقات الإنسانية التي تربط بين أبناء الشعب ..وعادة ما يغلب عليها طابع التواصل المباشر والحوار والنقاش حول مواضيع كثيرة منها ما له من مستجدات للفريق الأخضر لوصيكا ومطباته وما يعيشه من فترات عصيبة لا يخرج منها إلا بشق الأنفس ..أوما له علاقة بحرفة الخياطة للخيام قديما وحديثا وما تعرفه من تغيير على مستوى الأشكال والأصناف. ولابد من مواكبتها لروح العصر وتقلباته، فالأخويين السيد عبد الهادي والسيد عبد الواحد، هذا الأخير الذي عاش مراهقته وهو يكد ويجتهد بالقريعة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء كي يشرب الحرفة كما يقال ، وذلك خلال تسعينيات القرن الماضي، ليعود بعد ذلك للمدينة الفوسفاطية، وكله أمل بأن يذهب بعيدا في حرفته التي يعشقها ويبتكر في مجالها أي ٱبتكار.. كما أن له علاقاته بالمتاجر الكبرى بالدار البيضاء والتي تسهل عليه الحصول على المادة الأولية في خياطة كل أنواع الخيام، بما فيها الخيام الخاصة بالمواسيم والحفلات والاصطياف.. وكل ما يطلبه الزبائن في هذا المجال الذي يحتاج لنوع من الابتكار والجودة في إتقان العمل كي يستمر المشروع الذي يبقى من إنجاز الأخ الأكبر الذي اختار هذا الميدان برغبة وحب، وصار يعرف عند الكثيرين مما ساعده على تطوير حرفته والذهاب بعيدا في خياطة الخيام، والوفاء بكل الطلبات التي يتقدم بها أصحابها في أوقات مضبوطة حتى تستمر الورشة في خطها التصاعدي محليا وإقليميا ووطنيا..و

وفي النهابة كل الدعم والتوفيق پإذن الله تعالى للأخويين الشقيقين الطيبين السيد عبد الواحد والاخ عبد الهادي لقلع في مشروعهم بالمدينة الفوسفاطية ..


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى