لِقَاءُالصَّفَاءِ بمقهى le blancمع الروائي والقاص الأستاذ عبد الكريم العباسي/بقلم عبد الرحيم هريوى


  لِقَاءُٱلصَّفَاءِ
بمقهى le blanc ..!!

عنوان معبر وجميل وبروح معناه العميق لهذا اللقاء العملي الذي يدخل في إطار مشروع أدبي، هو رهن الإنجاز من لدن الأديب عبد الكريم العباسي ،وهووفي طريقه للخروج للعلن من رحم زمن الضيق والحجر والحصار بفعل الاجتياح الغير مسبوق للوباء كورونا على العالم بأسره.. ولقد تركنا للروائي المغربي في اختياره للعنوان، لما يمتلكه من خيال أدبي وفني في اختيارهكذا عنوان،ومادمنا نعرف مدى صعوبة اختيارالعناوين البليغةوالكبيرةوالمستفزةللنصوص للقارئ إلا بالنسبة للكتاب الذين عادة ما يلجأون للاحتفاظ بجملة من العناوين في انتظاراقتناعهم سوى بعنوان واحد فقط..!


وبالفعل كان لقاء صفاء بحق،ونحن نتواجد بين دفء جوانح كان يَعُمُّ أجواءالمكان..وللتعبيرأيضا عن الصفاء بين القلوب في العلاقات التي تربطك بالأقلام التي تشعرك بذلك الدفء عن قرب،وبأنها ظلت بالفعل ولزمان ليس بالقصير وهي تشتغل في صمت،وبدون غرورنفسي يذكر،ولا نرجسية حمقاء،والتي عادة ما يلبسها بعض الكتاب والأدباء والفنانين والمثقفين والصحفيين والإعلاميين..إذلا يستطيعون التخلص منهامهما فعلوا فيما بعد،لأنها تنتصر عليهم،وتصيرسلوكامشينامن سلوكياتهم المجتمعيةالمنبوذة كقيمة خلقية..!


  لكل ذلك سَمَّيْنَا لقاءناهذا، لقاءا للصفاء وللأخوة وللصداقة الدائمةوكله يبقى في خدمة الكتابةوعوالمها المتشعبة، وذلك لما نلمسه عادة في مثل هذه العلاقات البينية والتي مافتئت يغيب عنها ذاك الصفاء الأدبي والثقافي الحقيقيين، وعادة ما تحوم في سماء فضاءاتهاوحولها روائح المنفعة والمصالح والنرجسية والغرور، هذا الأخير الذي يقتل بالطبع صاحبه و ببطء، وبدون أن يدري..!!

 وصدق من شبه المغرور ومن يتخذه لباسه المفضل في أفضل الأحول مثله مثل ذاك الطائر كلما حلق وصعد في السماء صغر في أعين الناس..!




ولقدكان من أجمل اللقاءات التي نحتاجهافي بعض الأوقات من حياتنا كي نخرج من ضيق البيوت وصمتها، وألوان رتابة الساعات إلى جلوس خاص في هكذا فضاء من الفضاءات حتى ولو كان ذلك في فضاء مقهى عمومي، وهو بالقرب من وجه من الوجوه الطيبة والصادقة و التي تهيئك نفسيا وذهنيا ووجدانيا كي تبوح للآخر الذي تربطك به لغة الأدب وعوالمه، وما يدور في فلكه من المستجدات في مجال الكتابة الروائيةوالقصصية،وماتراه ويراه ذاك القريب منك من نظرة منفتحة وتحررية للثقافة وتدوين الحرف في شتى الميادين والمجالات..وأيضامايفكرفيه ذاك الكاتب عينه،ومايجول في خواطره من نظرة نحو الأفق المستقبلي عن الحياة والإنسان والمجتمع..!



نعم؛كان ذلك هذاالمساء الدافئ بمقهى le blancبالمدينة المنجمية خريبكة،المتواجدة بالقرب من حديقة الفردوس. ولقدكان للجلوس نغمته وللحضور رمزيته وللنقاش قيمته.وفي وسط هذا الفضاء الذي لايدخله المدمنون على التدخين،هؤلاء الذين عادةمايساهمون بدخانها المسموم في تلويث فضاءنا بدون موجب حق، واختراق مجاله من خلال خيوط دخان متصاعدة يحملها الهواءكي تكتسح كل المكان..!


نعم؛ كان الجلوس في وسط فضاء نقي وبين أحضان دفء خاص،سيطرت عليه لغة الأدب وسطوتها في نقاشنا، وصرنا لما صرنا إليه؛رفقة صديق عزيز وأخ كبيرفي تواضعه واستقباله وحميميته..في مجال امتلاك سلطة القلم في عالمي القصة والرواية معا..!


شخصية أدبية وتربويةوتعليميةبامتياز يمتلكها الأستاذ عبد الكريم العباسي،وهويحاورك بهدوئه الطبيعي ورزانة تفكيره عن كل مشاريعه المستقبلية في مجال كتابة القصة والرواية،وكيف يفتح له أبوابه الكثيرةفي مجال فن الإبداع الروائي والقصصي،وكله بخيال المتشعب المبدع، وهو المختص بأن يخوض في رسم خطوطه العريضة حول كل مشاريعه الأدبية الهادفة،التي تدورأحداثها سواء داخل الوطن أوخارجه، وكيف لأحداث واقعية قد تمر عليه في لحظة من اللحظات يحولها لرواية طويلة بشخصيات وفضاءات وأمكنة وأزمنة تعالج قضايا مجتمعية وثقافية لا تخلو من قيمتها الفنية والإبداعية..!


وطال جلوسنا لساعات بمقهى le blanc ونحن نخوض في السرديات وعوالم الكتابة ومعها كل المستجدات، وكأننا في ندوةأدبية لاتخلومن متعة ورغبة في تسجيل الحضور، وسط هذاالفضاءالذي يحجه مجموعة من الأشخاص الباحثين عن الفضاءالخاص،بحيث تحلو فيه القراءة والكتابة معا،وأنت تشم في فضاء مثل هذا المكان كل شئ له علاقةبالمعرفةوالعلم وأهله.عبر هكذا شبه ورشات عملية من الطلبةوالطالبات في جميع التخصصات،ناهيك عن بعض الأفرادالذين يحلوالهم بل يحبون العزلة،وهم المنهمكون في الاشتغال،وعيونهم لاترفع عن شاشات حواسيبهم إلافي لحظات وجيزة لارتشاف رشفة من كؤوس قهوتهم أوقصد إراحة عيونهم بعض الشئ من ضوء تلك الشاشات التي يطول النظر إليها لساعات ..!؟!؟


نعم؛ رفقةكاتب وأديب وروائي معروف ومشهور بغزارة إنتاجاته في مجال التأليف والتوزيع والنشر للرواية والقصة بهذاالوطن،والذي يمتلك بحق كل تلك المقومات و المواصفات والمهارات المطلوبة في مجال الكتابة النصية ،والتي تجعل منه قلما متميزا..والذي تفتخر به بالطبع هذه المدينة الفوسفاطية "خريبكة"أولاوجهته بني ملال- خنيفرة ثانيا..واليوم نسعى كي نقدمه للقراء مناصفة كشخصية أدبية فدة لعشاق النصوص الأدبية وأهلها ومحبيها، من خلال موقع مدونتنا "بين ثنايا السطور"رغم أنه يعتبر من الأقلام الغنية عن التعريف عندالفئة المثقفةالمغربية، والملمةبالكتابة النصيةالقصصية والروائية، خاصة وأن كتبه تبقى قيمة مسجلة بٱسمه، والتي يتم تناولها اليوم كمراجع أساسية في البحث المعرفي للأدب العربي على المستوى الجامعي وكمراجع أيضا في مجال السرديات على المستوى الوطني من طرف النقاد المغاربة أنفسهم ..!!؟؟ 



تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى