بيت شعرنا المهجور منذ زمان..عبد الرحيم هريوى
بيت شعرنا المهجور من زمان..!!
عبد الرحيم هريوى
احتفالا باليوم العالمي للشعر ندون كلماتنا ..!!
ذاك بيت شعرنا المهجور
فيك ياوطني..!
تسكنه كل الكائنات الغريبة والعجيبة
والأرواح الشريرة
ويعم فضاءه سوادٌ و ظلامٌ
و ليس له أي باب مفتوح
أبوابه كلها موصدة في وجه أي شاعر لديهم غير معروف
ولا تربطه أي علاقة بمن اعتبر نفسه من فصيلة السيد أمين الريحاني
وأحمد مطران
ومحمود درويش
و خليل جبران
///
هو ذاك بيتنا الشعري
ليس له أي عنوان رسمي
كي يقصده أهل البوح
ومن يملك للكلمة الوزن والبيان
وَهُمُ؛
..أولئك سوى
أصحاب مع أصحابهم
يرسلون قصائدهم
الصماء البكماء البلهاء
لعين ذاك المكان المعلوم ..!
///
بيت شعرنا الآئل للسقوط
هو ليس ببيتنا ولا يأوينا
ولا نَصِيبَ فيه للشاعرات والشعراء الفطاحلة عندنا
بل هو في ملكية أهل الدار
وأصحاب مفاتيح ذاك المكان
ومن له صلة بمن يصنع المجد في هذا الزمان..!؟!
ومن أعطى لنفسه سلطة لبيتنا الشعري
وكل ما كان للثقافة من وجوه شتى
وكل حيز في ذاك المكان
صورة من صوره يروجها
عبر الإعلام
وهو
سوى المتنبي
وجبران
ومطران في هذا الزمان
و من له أصدقاء يعرفونه
و ينصرونه
ويمجدون حرفه
و بدون حياء ولا ٱستحياء
ومن له صله بالنقابة
والصحف والجرائد والوزارات
وما بقي من لغط و سياسة وأحزاب
وألبسوه ثوب الشاعر الفصيح
وصاحب أبلغ البوح
وجودة النطق وقوة الفصاحة والبيان..!؟!
//
بيتنا الشعري الآئل للسقوط..!!
لا محل له من الصرف ولا الإعراب
لا بابه المفتوح في وجهنا
ولا نسيم لشعره الجديد يفوح بلاغة في فضائه
وتتنفسه العاشقة المولوعة بأعذب وأبلغ الكلام
//
بيت شعرنا ذاك
بارد برودة القطبين المتجمدين
ومن يملكون مفاتيح مجده الضائع
ويسمون أنفسهم بنخوة الفطاحلة بلغة الشعر
هم القادة
هم الربان
///
بيت شعرنا ذاك..!!
فلا هو في زمانه العجيب
بدفئه يأوينا
وفي غرفه المظلمة برودة
لا تطيقها حناجرنا
ولسنا من زواره أبدا
في يومه المعهود
حين يحيي العالم بيت الشعر
في غياب بيتنا القديم
بدون ركائز
ولا دعامات
ولا مصابيح تضئ ليل سمائه القاتم
///
بيت شعرنا
يعمه الظلام والسكون في كل ركن
!!.. وفي كل مكان
لا يأتيه الزوار
ولا عشاقه
ما دام البيت بدون هندسة ولا معمار
يغيب عنه دفء اللغة
ومعاني التصوير
!..يهاب الريح العاتية
!..يهاب الأعاصير
!..يهاب غزارة الأمطار
لا يلج بابه
إلا الحرفيون والصناع لترميم الجدران
بيت شعرنا القديم المهجور منذ زمان
يمتلكه السيد الناطر
في غياب الضيوف وباقي الحضور
تقام فيها الحفلات والتكريمات
وتفرق فيه الجوائز لنفس الشخصيات
بآسم الأنهار والآثار وأشجار أركان
///
بيت شعرنا تطلق في أجوائه البخور
و موسيقى حزينة
وتنشد في سمائه عصافير بَنَتْ أعشاشها
في ثقوب الجدران
رثاء أحزان عن بيت يسمونه ملتقى الأشعار
لخليل جبران ومطران
وهو لمن له رفاق وأصحاب
يجعلون من كل شئ يكتبه أرقى ديوان
وما يدونه قصص وروايات أقلام
حزانى عن بيت شعرنا
حين يستغل في عيد الشعر ودفء الكلام
تعليقات
إرسال تعليق