" في أذني الشمس همست..! "جملة شعرية رائعة لشاعرة الأطلس خديجة بوعلي قراءة وجدانية للنص عبد الرحيم هريوى خريبكة /المغرب
" في أذني الشمس همست..! "
جملة شعرية رائعة
لشاعرة الأطلس خديجة بوعلي
كله تشبيه وٱستعارة ومجاز بثقافة اللغة الشعرية قد شدني لقصيدتك :
.. حلم على حد الإدمان ..
وكيف أثارتني قصيدتك هاته ببلاغة ومجاز وبعبارات جارفة للكيان والذات معا، وقد أعطت لقصيدتك بابها الرئيسي المشرع والمفتوح على شتائل من زهورجميلة وورود وأشجار وأغصان..!!
كله مضرب من ضروب الجمال في الطبيعة الثانية التي ننشئ كشعراء وشواعرصورها الدافئة بعناق أوجاعنا وآلامنا في خريطة الزمان المكبوت..وبمناظرها الرائعة والجميلة بسلطان اللغة وثقافتها ..ولكل قارئ متذوق للغة الشعر.. وبعد سؤال عاطفي عميق ودفين لمشاعر خفية تحمل الذات المكلومة،ها أنت بصورك الشعرية جعلت من ذاتك الثانية محمولة على بساط ريح عاصف من الجمل الشعرية المنتقاة..وبذات مغزى ومعانى وجملة من التشبيه والاستعارات لا يتلمسه إلا من يعشق الشعر وألف عمق معانيه وسلطان قوته وتأثيره في نفسية الإنسان الرهيف..وصدق من قال الشعراء والشواعر أسياد لغتهم يتلاعبون باللغة كيفما يشاؤون ووقت ما يشاؤون في نصوص شعرية تخلق لدى قارئها الدهشة والقلق والتساؤل من أجل أن يرى صورة الكاتب التي تخرج كالفينيق من كومات من رماد..!!
ويبقى التساؤل بجاذبيته الاستثنائية من طرف الشاعرة خديجة بوعلي بعمق من بوح الصادق، كي ينجر القارئ بدهشة واستدراج لإتمام ما تبقى من كل تساؤلاتها اللاحقة، ومن خلال ما أبدعته من صور شعرية وأحداث ووشائج وعواطف تحملها الذات العاشقة بحبها للوجود الرومنسي بعشق وهيام لصورة تجري في الكيان وتعطي للحياة معنى في قصيدتها "حلم على إدمان ..!!"و من أجل أمل تترجاه في المستقبل ولعل شعرها يأتي من المستقبل ونحوه بجمل شعرية نتلمس فيها لغة من الإبداع والتجديد والعمل الشعري المتسع للصور والسؤال واللغة والسرد والخيال والتأمل ..
**** .
فأي وقود ذاك الذي أزهر بجمره الحارق لهيب جملك الشعرية الحامية، وهي تحمل أحلامك الصغرى والكبرى للجانب الآخر.. !ويبقى الألم والوجع هو السبيل للبوح الصادق والفريد..أي سلبي كان.. أم أنه وجد نفسه بقوة قاهرة وكان بدافع الكتابة التي نجد فيها الملجأ الوحيد لتفريغ كل ما يثقل كاهل الصدر والكيان والذات..!
والبوح يبقى للألم لوحده وسلطانه، و يوحد بين أحاسيس وعواطف تحملها قلوب بني البشر..!
وما اختيارك لأداة استفهامية "كيف" باعتباطية في قصيدتك، بل حضورك بتعبيرو بلغة التحدي للذات الأولى التي تحمل الصورة المشبعة بلغة الحضور والاهتمام عبر ظلال وارفة تجتاج الفؤاد والعواطف معا..
. وكل الحضور للخيال من صور واستحضارها يبقى من سابع المستحيلات كواقع بل هو تأمل لصور أولى موجودة بالذاكرة تحييها في الواقع لغة القصيدة في شكلها الرائع والجميل عبر الجملة الشعرية الرهيفة "وبنورك بددتَ فراغ مساءاتي ؟! وعبر أدراج رياح تحملك بشتى مرجعيات تعيشينها بذاكرة الزمان والمكان..
ولنا للاسم كيف للسؤال عن الحال ولكن ها هنا تود الشاعرة بوعلي أن تجعل من كيف من أجل إيصال حالة الذات المعذبة وعتاب وإخبار عن الحالة بكل أوجاع..
- واستعملت اسم" كيف "الأولى في جملتها الشعرية بلغة الاندهاش للقارئ قبل ، من تشاركه حضوره الصباحي :
كيف سمحتُ بإدمانك لصباحاتي..!؟!
- وفي "كيف" الثانية تعطي للمخاطب صورته المثلى وغاراته على الذات وكيان الشاعرة :
كيف استوطنت شريان الثواني وأدغال الساعات ؟!
وكان للغة الشعرمن الاستعارات ما أعطى زخما لبوحها الكبير :
في أذني الشمس همست .
سأراقص الأغصان والسمفونيات
أجنحة الحنين واللهفات
وأنا أستعمل بدوري من خلال قراءتي هاته الأداة الاستفهامية " كيف" في قراءتي كي أسائل ظلالك الخفية بين زخم مشاعر تطفو لقارئ فنجانك وآهات حروفك، التي جعلت منها شحرورا يغني بكلماتك بصوته الشجي العذب كي يبلغ رسائل تنبع من القلب والوجدان..؟!؟
وبأية رومنسية بلغة الشعروعالم القصيدة جمعت أشلاء ذات معذبة..؟!؟
لم تؤجلي حوارك وتسبحين بلغة الذات الهائمة في عالمها بعشقها الدفين ،لصورظلت راسخة في أعماق كيانك الذي تحمله الريح على أجنحة الحنين واللهفات..!
أعود مرة أخرى كي آخذ في طريقي صحبة " كيف" وأسائل قصيدتك التي أمست في ملك القارئ ولم تعد من نصيبك..
- كيف استطعت أن تجعلي من قصيدتك مشتلا من جمل شعرية وظفت فيها الطبيعة بصورها الحية كي تعطي لبوحك قوته من ألفاظ تمثلت في الأغصان والمروج والرذاذ والشمس والسنابل والسماء،وكلها تحملت معك أتعاب سفرك وطول رحلتك عبر تلك الفضاءات الشعرية المنتقاة ..؟؟؟
كم مرة أعدت قراءة قصيدتك كي أعيش بين عالم خيال شاعري محبوك.. وعلى ضفاف واقع مفقود.. وصرت لما صرت إليه كطفل صغير يحبو كي يصل لحاجة يرميها في فمه كي يتلذذ طعمها ويتذوقها بلسانه أحلوة هي يبتلعها أم حنظليه يرميها بسرعة ويتخلص منها بطريقته الطفولية..!!
لقد جلت بنا كقراء بٱندهاش ،وأنت تعيشين لحظاتك الرومانسية بين ثنايا عتاب خفيف تارة ،وٱنصياع عن طواعية ثارة أخرى، قد يكون جبران شاعر الألم والحب والفراق بصوره الشعرية والأدبية حاضرا بطريقة ما في بوحك هذا "حلم حد الإدمان .."أي حين يعطي للنسر بجبروته مكانته في نصه، فيطيرلوحده ولا يحمل عشه معه ..
قد لا نحتاج أن نمر على نصك عبر بيوت وغرف كي نستدل الستار النهائي عن قولك عبرها وما جادت به قريحتك بضميرحاضروصادق عن كيانك وبين أدراج محطات حياتك و غائب في واقع محسوس يمشي ويتكلم ويصيح ويشاركك لحظاتك .
النص المقروء :
حلم حد الإدمان .
كيف سمحتُ بإدمانك لصباحاتي
وبنورك بددتَ فراغ مساءاتي ؟!
وهبتُني للريح تحملني
أجنحة الحنين واللهفات
رميتُني على حافة انتظارات
وانتظارات ..
شرفات الأحلام مترعة
على مدّ و جزر النسمات
كيف استوطنت شريان
الثواني و أدغال الساعات ؟!
حبكتَ على القوافي
من طيفك البلوري شرنقات
توغلتَ في مسام اللحظات
في أذني الشمس همست
البسمة على مرِّ اللقاءات :
سأراقص الأغصان والسمفونيات
ألقن رذاذ المويجات
طيب النغمات .
وأنفض عن الشفق
قتامة السماء..
عن المروج ذبول السنابل
و صرخة الفزاعات
خديجة بوعلي
خنيفرة المغرب
تعليقات
إرسال تعليق