هل فقدوا الأمل المرجو..يئسوا كما يئس الكفار من أهل القبور ثم فجأة رحلوا..!؟! عبد الرحيم هريوى / خريبݣة اليوم - المغرب

مباشرة من مقهى بانوراما بخريبݣة،والتي ألفت معاودة الجلوس بهافي مرات متباعدة،وإني لاأعرف بالضبط الجواب الصحيح، عن ذاك السؤال :
لماذاأجلس فيها واختارها كمقهى مفضلة بالضبط بمدينة الغبار والانتظار.!؟!
لا أعرف السبب..لربما لموقعها الجغرافي المتميز،أولقدمها وطابعها الخاص،أو لما تحويه من الهدوء والسكينة بعيدا عن الضوضاءالمصطنع وبعض الوجوه والضجيج المألوف في مثل هذه الفضاءات العامة ..!
لقد ظلت مقهى ( علي بابا ) في تاريخ الأدب المصري المعاصر،لما كان يرتادها صاحب جائزة نوبل العربيةفي الأدب والثلاثية " الأديب نجيب محفوظ " إذ أنه كان في الصباح الباكر يقصدها ماشيا على قدميه من حي العݣوزة، ويحتسي بها قهوته الصباحية قبل أن يغادر صوب الوزارة .
ذاك كان في زمان الثقافة والانبعاث الأدبي الذي كانت رياحه تهب شرقا،وبعدها سيحقق الفكر والأدب والثقافة المغربية القفزة الصاروخية والنوعية،مع نخبة مثقفة،لربما لن تكرر في غياب المدرسة العمومية ومخرجاتها المقبولة اليوم، وموتها كما مات إعلامنا وسياستنا لأن التعليم.يبقى هو المورد الأساسي للطاقات الفكرية التي تصنع المجد والحدث للأمم،وقدأسست للمعرفة والفكر الحداثي والدراسات العلمية،والتواجد القوي عبر رموز في مجالات الفكر والإبداع سواء في اللغة وثقافتها أوالفلسفة أو الإقتصاد و الأدب وفنونه،ولا مجال لذكر ٱسمائها الكثيرة ..!
***
أجلس ها هنا بمقهى بانوراما كي أبحث لي عن أشياء ضائعة، لربما تكون الذاكرة الزمانية والمكانية خزنتها،وما زالت تحتفظ بها،قد نعيد صياغتها بشكل من الأشكال .ولكي تحيا فينا ومعنا من جديد..!
كما أن الجلوس قدلا يخلو من لحظات حميمية مع الفضاء والتأمل والتفكير العميقين،وإعطاء الحرية للبصر كي يجمع له بعض أشلاء واقع متردي وبئيس لمدينة وساكنتها ثرية // فقيرة، ويدون في حقهما بلغة رقمية كل ما يلزم قوله..
خريبݣة تلك المدينة المهجورة بعد العيد السعيد كما تبادلنا ذلك مع ثلة من الأصدقاء والأحبة والأقارب مناصفة ..!؟
وصرت أتساءل هل نحن ومدينتنا ما زلنا في زمن الحجر الصحي..!؟
- هل مدينتنا ما زالت على قيد الحياة ولكن أين هي الساكنة الخريبݣية ..!؟
- وهل هجرت شوارع مدينتنا كل مظاهر التخلف لثرائها من "الكرارص والكاروات والكراول" و الدواب والكلاب الضالة والفقراء والمساكين والمتسكعين،وجل المقاهي فارغة،والصمت مطبق في كل مكان تمرمنه حينذاك تبحث لك عن نزق حياة مفقود،فتراه بعيد المنال لبصرك ورؤياك.. !؟!
- وأتساءل أيضا هل ساكنة المدينة قد غضبوا فجأة ،وتركوا الجمل بما حمل،لما لم يسمع صوتهم الانتخابي،ولم يتحسن مستوى عيشهم وحالهم فوق أثرى هضبة عالمية فوق وجه الأرض..!؟!
- هل فقدوا الأمل المرجو ويئسوا كما يئس الكفار من أهل القبور ثم رحلوا،في ٱنتظار أن تتدخل جهات معينة وتقيم معهم معاهدة صلح،ويعودوا لبيوتهم مرة أخرى..في ٱنتظار القدوم لسيد الانتظار..؟!؟
وبعد بهرة سألت نفسي
- هل بالفعل أناجالس الآن لوحدي بهذه المقهى المذكورة ..!
وهل خالفت العهدمعهم ولم ارحل مثلهم ونترك الفوسفاط لأهله والقطار لسكته، وننفذ قوله تعالى :
قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا الآية الكريمة
تعليقات
إرسال تعليق