ابتعد عن مكاني وارحل..!! قراءة نقدية للقلم الأدبي بقلم علال الجعدوني/ المغرب
ابتعد عن مكاني وارحل..!!
عبد الرحيم هريوى
خريبكة-- المغرب
فجأة فكرت ..!
ونظرت ..!
توقفت..!
وتهت في عالم الخيال ..!
وجاءني الأمر بالتنفيذ المستعجل..!
وكان ذاك بصوت خفي، وهو من بعيد يناديني ..!
هيا استعد ..؟!
خذ نفسك العميق.وتأمل في أي شيء ترمقه عينيك،قد يثيرك في هذا الصباح ..!؟!
واكتب ما شئت من النصوص التي ألفت كتابتها إلا كتابة الشعر..!؟!
فكرت..!
وتوقفت..!
وتراجعت ..!
وبعدها سألته :
وأنا لا أجد ضالتي إلا في البوح وملامسة عشقه الدفين يا ٱبن أمي..!؟
- أجاب :
كل الأقلام اليوم تتهافت لكتابة الشعر ..!
وصرنابه نقضي ونتواجد عبر كل مواقعنا الاجتماعية وفضاءاته..!
- قلت له : وما العيب في ذلك إذن..!
إن تهافت المتهافتون ..!
وإن تنافس المتنافسون..!
وإن بدت لنا الشاعرات في حلل و ديباج ولباس من حرير..!
وهن في لحظاتهن الحميمية بقصد مكتوم..!
وهن ببوحهن العميق تارة،والعنيف تارة أخرى ..!
وهن العاشقات للورد والياسمين وللجمال الدفين،العابر للفضاء الأزرق.. وما بقي من الرسائل الخفية من الذكريات..!
وبدا لنا الشعراء،وهم في لحظاتهم هائمون..!
وهم في كل بوح تائهون.. ولعالمهم السحري عاشقون..!
وهم في نزواتهم المعهودة هائمون ..!
وهم في عناقهم الخيالي مع صور من ماتبقى من بعض الألبومات يتذكرون..!
و رد المنادي بعدما ٱنهيت كلامي ،وهو يتعجب من كلامي هذا..!
كل العشق للبوح يا صاح،يعطي بالفعل لكاتبه لذة لا يستشعرها إلا من جعل القصيدة ملجأه الأول والأخير..!
وابتعد عن مكاني ورحل..!
علال أب أشرف الجعدوني
✓كلمة موجزة في حق ما أبدعه سي عبد الرحيم هريوي
رائع جدا ما خطته أناملك .... نعم الشعر وميض من النبض الإنساني ، مصبه القلب ،وغالبا ما يكون معينه الصدق ولو أن مطيته الخيال كما هو متداول عند الشعراء والشاعرات وعشاق الحرف الوارف الجميل . فعندما يفيض نهر الإبداع الشعري تتناغى الأعماق فتزهر حدائق الوجدان ،فتجلو معانيه الدقيقة والعميقة ،ليس هذا فحسب بل قد يزج الشاعر بالقارىء في سبر الإبداع حيث توحي له الكلمات برحيق البهاء إلى أن يغرق في عالم الترف ليجابه بتحد نائيات الزمن بجميع تلوناته وفصوله الملغومة ..
يبدو أن الكاتب والشاعر عبد الرحيم هريوي مفتن بما يرى في عالم يناغي ما يحاكيه الواقع من مظاهر لسمات شخصيات معينة تعكس الجانب الاجتماعي والبيئي والثقافي .... ففي كلماته تتدفق معاني تمزق بشكل ضمني ، وهذا لا يدركه إلا الراسخون في علم الدلالات أصحاب المجاز والانزياح المدركون لكوامن النفس الحساسة ... فكلمات الشاعر المبدع مليئة بالشجن والقلق تترجم ما بدواخله ،وكل هذا تمخض عن ثقافة معمقة ومستفيضة ...
نعم فالكاتب والشاعر عبد الرحيم هريوي محنك وله تجربة متينة في فن الكتابة ،وهذا ما تتسم به كتاباته المتميزة المطبوعة برمزية دقيقة المعنى والمبنى تومىء بشموخ من شق بوابة الإبداع العربي الهادف ذات المنحى الروحي .... فتحية لهذا المبدع صاحب تجربة فنية ،ومبدع خلاق الذي في نصه يخاطب الحس والعقل والوجدان بأسلوب شيق يضج بالعبرة وصدق التعبير .
✓ بقلم علال الجعدوني المغرب
تعليقات
إرسال تعليق