ثم إننا نسقط سعداء" توطئة حسناء أزفاض إنزكان /المغرب
" ثم إننا نسقط سعداء"
حسناء أزفاض
إنزكان /المغرب
الذي طالما عشقته بالأدب،هو كونه اليد التي انتشلتني مرارا وتكرارا من حفر الهم والكدر، الكتف التي استندت عليها وإليها، اليد التي احتضنتني وهمست في أذني :
- أفهمك..
- أشعر بك..
- لست وحدك..
"ثم إننا نسقط سعداء" من الأعمال التي وجدتني وليس العكس، من الأعمال التي همست لي:" أفهمك " في الوقت المناسب وفي اللحظة المثالية.
استقت لنا هذه المرة سلسلة "إبداعات عالمية" رواية غابرة من الأدب الإيطالي،لم أسمع بها من قبل، وما كنت لأدرك وجود كاتب إسمه "إنريكو غاليانو" لولا الصدفة التي قادتني يومها للمكتبة،لأجد أن عدد أكتوبر قد توفر قبل وقته المعتاد.
ناقشت الرواية قضيتان أو ظاهرتان إن صح القول؛ مايسمى ب "daddy issues" و "traumas" أو صدمات الطفولة من خلال أبطال الرواية "لو" و"جويا".
لم يأت ذكر المصطلحات بشكل مباشر في العمل، بل تم التركيز على آثار هذه المشاكل النفسية على الفرد وانعكاسها على شخصيته وأسلوب عيشه وتفكيره.
قد تبدو رواية مراهقين للبعض نظرا لقصة حب الشخصيات الرئيسية ومغامراتهم، لكن من يتأمل جيدا ويقرأ بمهل وذهنه حاضر، قد يكتشف مكامن السحر في الرواية ويعيش معها ماعشته ثلاثة ليال لا تنسى وأرجو أن تُعاد.
أكثر من الحبكة والأحداث،ما أثارني هذه المرة هو بناء الشخصيات الذي تم بشكل عبقري و فريد، و الذي أذهب لُبّي هو الحوار.. الحديث الذي دار بين جوليا وأستاذها رائع ومذهل، صادف أني أغلقت الكتاب مشدوهة مرات عدة، وأعدت قراءة بعض الفقرات أكثر من مرة، ليس حديث الأستاذ والتلميذة فقط بل الحوار بشكل عام كان رائعا جدا.
فكرة أن بعض الكتب هي التي تجدنا وليس العكس كنت أعرفها لكن الآن أصبحت أدركها، وشتان ما بين العلم والإدراك.
من أفضل ما قرأت كتجربة شخصية ونفسية على الإطلاق.
الترجمة بديعة، شكرا لأماني حبشي
تعليقات
إرسال تعليق