شجرة " الطناجة" .. الأسطورة..! عن تاريخ شجرة عمرت بيننا طويلا..! عبد الرحيم هريوى

 



شجرة " الطناجة" .. الأسطورة..!
عن تاريخ شجرة عمرت بيننا طويلا..!
عبد الرحيم هريوى
◾إنها شجرة ضخمة ..ثخنة..سميكة..ومترامية الفروع والأغصان. قد لا تفلتها العين الفسيسية أبدا ..لقد عاشت في تربتنا ها هناك لعقود عديدة مرت.. وتربت تحت ظلها الوارف أجيال وأجيال متعاقبة، وكم من رجال و نساء ماتوا وودعونا ،لهم أكثر من ذكرى وحكاية وقصة تحت هذه الشجرة الأسطورة التي فتحنا عيوننا ونحن أطفال صغار على منظرها الجميل والرائع والمثير، إذ نعتبرها حديقة متكاملة الأوصاف لوحدها ، لأن موقعها الاستراتيجي في دوار أولا التونسي ، وبجوارها بئر قريب ماؤه ، عذب زلال. كلما شعر العطشان بلكحة في حلقه قصده بشكل عفوي كي يروي ظمأه ..!
ماؤه النقي الصافي وبدون ثلاجة يحافظ على برودته الطبيعية، وكل عابر سبيل وهو يمشي بجواره ،كان في حاجة إلى انتعاشة جسدية وتبريد لأطرافه في عز الحر، لا بد أن يدفعه فضوله صوب ذاك البئر ليخرج من جوفه دلوا واحدا يكفيه...!
كنا وما زلنا نسميها على اسم الدوار الذي تواجدت فيه كمعلمة (شجرة الطناجة ) ولا أعرف لأي نوع من الأشجار البرية ننسبها ولأي صنف تنتمي هذه الشجرة الأسطورة ..!!؟؟؟ التي كان جل من سبقونا وهم اليوم تحت الثرى قد اتخذوها مكانا للجلوس والراحة وتجاذب الحديث، والبحث عن ظل وارف مفقود تحت سقوف بيوت حارقة في فصل الصيف، وجل نسوة الدوار يتممن أشغال البيت تحتها من تصبين وحياكة ونسيج وتقشير للخضر وغسل للحبوب وغيرها، وحتى أمست من المعالم المعروفة لدوار الطناجة، ومن الموروثات البيئية التي يجب المحافظة عليها والاعتناء بها، كي تبقى شاهدة على تاريخ المنطقة..وناطقة باسمها..وتحكى قصتها المستمرة والمواكبة لمرور الزمان...!
كم من الذكريات الرائعة والجميلة التي ظلت موشومة في الذاكرة عن هذه الشجرة الكبيرة والعظيمة التي تبقى شامخة شموخ رجالات عظماء زمانهم في الرجولة والشهامة والأخلاق الكريمة قد مروا من ها هنا. نذكر من بينهم الحاج محمد والحاج الصالح والتونسي وولد البوهالي والحاجة لكبيرة والزوهرة والقائمة تطول..!
شجرة خلقت ها هناك، كي تبقى هامتها للأعلى مهما طال الزمان ..!! ولقد امتدت جذورها لمسافات طويلة تحت الأرض وهي تخترق جدار البئر بجوارها ، وكأن القدر أوجده بجانبها كي ينعشها ويبلل جذورها ويسقيها في كل وقت وحين..!!
شجرة برية لا أعرف لأي نوع من الأشجار تنتسب وتنتمي هل للكالبتوس أم للصفصاف أم لأي نوع آخر نجهله..!
نعم تحتها مرت لقاءات حميمية وصولات وجولات وحكايات ومشاجرات حتى..!!؟؟ وتحتها ارتفعت أصوات وأصوات ولكل أبناء دوار الطناجة وباقي الدواوير القريبة منه حكاية وحكايات مع هذه الشجرة الأسطورة ومكانها ورمزيتها وتواجدها القديم جدا. إذ أنها في وقت من الأوقات تعرضت جذوع أغصانها لتصدعات مما أفقدها منظرها القديم الذي حملناه صورة رائعة وجميلة في أذهاننا..!!لكل ذلك فكرت في كتابة هذه السطور القليلة في حقها كتعبير صادق وحب دفين عن تلكم الشجرة والتي نعتبرها جزءا من ذاكرة طفولتنا وشبابنا نحمله معنا ...!

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى