ونقيم حيثما نقيم معا في عالم مدينة النص الأدبي وتستمر صداقتنا بجوار الحرف وتطول ما طال الخلق و الإبداع ..عبد الرحيم وعبد السلام كشتير الرباط/خريبكة /المغرب
عبد السلام كشتير
ويبقى العشق بيننا لغة أدب نحملها معا، ونتقاسم حنينها مهما طال بنا المقام بين أصدقاء عرفناهم، ونحن السائرون من العالم القديم عبر مسار عالمي الثقافة والأدب، فاللغة استثمار ..
واللغة لا يدخل لأراضيها إلا من له مناعة فطرية، وولد وهو ينتسب لقبيلتها أبا عن جد.. وكل الفخر الكبير هو لنا أخي عبد السلام، حينما ننال من قسطها ما يثلج صدورنا.. وندون بأقلام نصوصنا على محجتها البيضاء ..ولقد صدق الشاعر بوسريف حينما قال : كم أشعر بشيء من الغبطة والفرح حينما يكتب عني إنسان لا علاقة تربطني به إلا عبر عالم النصوص، فهو يراني حينما أراه، من خلال ما ندونه، ونكتبه ..
لذلك يقال النص لا الشخص..
وتغيب لغة المجاملة.. والغوص في قراءة التاريخ الشخصي وقد لا نلج النص للأسف..
وهو بيت قراءتنا الأدبية والوجدانية-العاطفية والنقدية
ونبقى في عالم اكتب عني أكتب عنك
وتبقى للرسائل الأدبية زمانها ولغتها ورجالاتها(محمد برادة مع محمد شكري وهو في المارستان قبل وفاته بعامين //ومحمد الأشعري مع صاحب رواية المغاربة عبد الكريم الجويطي )
واعلم أخي عبد السلام أن صداقة الأدب تطول إلى أبعد زمان ممكن ،ولا تنقطع ..نعم ؛ تمتد عبر الزمان البعيد.. لأن ليس فيها مصالح شخصية تذكر.. ولا دنيوية.. كما عبر عن ذلك أحمد بوزفور الذي رفض جائزة المغرب ،وقالها عن صديق له تطوع وجمع كل نصوصه القصصية ونشرها في مجموعته المشهورة " السندباد..!)
فقد أكون عكس محمود درويش الآن فهو لا يكتب حرفا واحدا في الليل، ونحن قد لا نصاحب الحرف واللون والرسم إلا حينما تنام الطيور في أعشاشها، ويتوقف تغريدها اليومي ..
ألف تحية وشكر عن أي حرف كتبته بشعور إنسان أديب يعيش كبيرا بين سطوره، وعينيه على عالم نحبه جميعا، ولا يرى فيه السياسيون إلا شغبا و استفزازا وتعرية لما هم يلبسونه من لباس الصيف والخريف.. وسرعان ما يشعرون ببرد لم يألفوه وهم يسمعون الثقافة والمثقف والمبدع والشاعر والمسرحي والروائي والكاتب، ويتحسسون حينذاك جنباتهم ..!
- فهل من مستور خفي ولو كان ظل من الظلال الكاذبة..!؟
كلماتك أخي وصديقي الغالي سيدي عبد السلام، بقدر ما جاءت تعطينا نفسا نستنشقه من بين سطور كلماتك التي لا تخلو من موسيقى ونغمة الأدب، ومن يعشقه حد الثمالة ،وهذا من شيم الكبار الذين يجاورون عمق الحرف، كي يكتبوا للقراء مناصفة ما يفيد، وما يدهش وما يخلق لديهم من سؤال ،وهم القليلون بيننا في زمن التهافت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتسابق والسرعة في عالم الرداءة وتشجيعها والالتفاف حول حلقاتها لكثير من اليافعين، حول الروتين اليومي وما تبقى من قاموس لغوي تتداخل فيه جميع القواميس للإنس والجان ..وهذا مربط الداء الرقمي الذي يجهز على الثقافة بشكل عام..ويصيبها في مقتل!
وبقدر ما تسائلني كلماتك سي عبد السلام عن ما السبيل كي نعظ بنواجدنا عن كل ما حملناه من أدبنا القديم وثقافة ..!؟!؟
وما السبيل إلى جعل الثقافة موضة في أي زمان كان ومكان.. !؟!؟
وإلى مشاركة الآخر ما هو حديث.. وما يتم تجديده في عالم النص رواية وقصة وشعر..!
ولا نقول ما قاله درويش نعرف الماضي ولا نمضي.. بل سنجعل من ماضينا صورة لنا كي نبني معمار نصوصنا بهندسة نعشقها في حياتنا..!!
عبد الرحيم هريوى
تعليقات
إرسال تعليق