يوميات من مدينة المنجم والفوسفاط والعمال خريبكة /عبد الرحيم هريوى
يوميات من مدينة المنجم والفوسفاط والعمال خريبكة
و يحكي الراوي لنا ما يرويه عن يومياته..!
ويسرد ما يسره، ويحكي عن يومياته ..!
هي قهوة الصباح وتشرب في المساء ،في زمن التقاعد،وبمقهى أريج التي يفضلها لاعتبارات خصوصية،والتي تتواجد في حدود خارج المدينة الفوسفاطية خريبكة..!
أي بعيدا عن كل ضجيج معتاد.. وفي لحظات سكون وتأمل..!
وقد قال الشاعر صلاح بوسريف أنه كلما خرج للمقهى ،ذهب للمكان الذي لا يعرفه أي أحد،كي يعيش لحظاته الأدبية حتى وهو في فضاء المقهى ،ولربما يساعده ذلك السكون الذي يتلمسه على كتابة نصوصه بأريحية كبيرة في مثل هذه الأماكن البعيدة ..!
ولقد سبق أن طرح علينا أستاذ اللغة الفرنسية الذي كان يعتبر من خيرة الأساتذة في لغة موليير،وكان ذلك من ثمانينيات القرن الماضي، سؤالا فلسفيا بشكل من الأشكال،أو لعله كذلك كان يبدو لنا في ذاك الزمان..لأنه ألف أن يحاول استفزازنا بهكذا أسئلة ، لا نقشع فيها شيئا ..كأن يقول لنا مثلا
الشجرة تكلمت ،فماذا ستقول يا ترى..!؟؛
وكذلك شاءت الظروف أن يسألنا في إحدى المرات،ولعله كان يبدو جد سعيد في يومه الربيعي الدافيء ..!
- لماذا نتواجد بالمقهى في كل يوم!؟!
pourquoi nous sommes au café..?!
فعجزنا عن الإجابة ،لغرابة السؤال.. لجيل من أجيالنا الذي كان لا يعتاد المقاهي من أصله ،ولضعف القدرة الشرائية في ذلك الزمان.. وتفضل فأجاب بدلنا وكان جوابه غريبا أغرب من سؤاله
Seulement, pour regarder passer les belle filles..!!
ومرت السنين ..وكلما جلست في مقهى من المقاهي على الرصيف.. تذكرت ما تذكرته من قفاشات الأستاذ المعلوم بثانوية ابن ياسين بخريبكة في ذلك الزمان..
ولا بد لتواجدي الشخصي في المقهى أثناء أوقات معينة، هو كي نعيش زماننا بلغة أخرى نحبها، إذ تعبر عن علاقات حميمية مع كائنات أخرى نتعايش معها تتمثل في قطط كثيرة تجوب المكان وتعطي للفضاء حيوية من نوع خاص..!
أبلغ سلامي لكل أصدقاء الأدب والثقافة مناصفة وندعو لهم بالصحة والعافية ومزيدا من الإبداع والخلق والتألق في عالم الكتابة النصية..!!
تعليقات
إرسال تعليق