العنوان: دردشات ثقافية بين صديقين بعالم الأدب وفنونه..!عبد الرحيم هريوى


 العنوان: دردشات ثقافية 

بين صديقين بعالم الأدب وفنونه..!!

والمكان  لمقهى Le Blanc 

وبالمدينة المنجمية خريبكية...

             


كنت خلالها بصدد اللمسات الأخيرة لروايتي الجديدة ملحمة روسيو التي أوشكت على الظهور عبر دار النشر الرباط- نت بعدما نالت دعم وزارة الثقافة. لمحت الصديق عبد الرحيم هريوى وهو منغمس في عالمه المعهود يتصفح أعمدة الجرائد الثقافية.. فاجأته بالمناداة عليه وأنا ألفت انتباهه إلى وجودي، حينما لمحني، شرع في جمع شتات أوراقه المتناثرة هنا وهناك على الطاولة، فتنقل والسعادة، مرسومة على محياه بابتسامته المعهودة  ليشاركني جلستي...


هو بالفعل كلام صادق وجميل وبلغة أديب فرض نفسه في الساحة الأدبية عن تحمل وصبر وبطول النفس،ما دامت الكتابة لها ما لها من أثر نفسي وذهني على من يمتهنها،وكل - ومن دخل أراضيها يقول ما قاله جبران خليل جبران :

لبيك بالخطر حينما يناديني..!

  • إنه كاتب يعرف كيف يدون حروفه..!

  • وكيف يصبغ عليها جمالية في اللفظ والمعنى..!


وليس ذلك بعزيز على رائد من رواد الرواية المعاصرة بهذا الوطن،والذي قد أعطى الكثير للنص الروائي المتوسط المغربي ،من خلال اجتهاداته المتواصلة، وتطوير مؤلفاته شكلا ومضمونا ،والتي نالت شرف الترجمة ،والسفر عبر العالم لتنال حيوات جديدة ..!


إنه عبد الكريم العباسي ،الأستاذ  والأديب والمؤطر بمركز تكوين الأساتذة والأستاذات بالمركز التربوي بخريبكة،والكل يقدره ويحترمه،وله حاسة أدبية قوية،لذلك لا يصاحب إلا الأذكياء،على حد قول براندو دافنتشي ،وعلى حد قول أحمد بوزفور الذي يجلس لوحده،ويحب العزلة، ويعشق مرافقة الصامتين.. إن وجدوا طبعا في محيطه ،وهم القليلون جدا،إن لم يكونوا من النوادر في زمان الفوضى والصخب والضجيج ..!


بالفعل إنه شرف لي، بأن يكون لي صديق عزيزو قلم مبدع مثل الأخ عبد الكريم العباسي،وهو من الأصدقاء القلائل هاهنا بمدينة القطار الطويل للفوسفاط والعمال والعقار.. في عالم الأدب المعاصر، الذي يرفض النفاق والمجاملة الزائدة والمحسوبية والزبونية، وما أكثرهم في الجسم الثقافي المحلي، من مرتزقة،الذين يعطون صورة دراماتيكية عن الكتابة النصية.. كوجوه تلتصق بذاك العالم النقي والنظيف بالكولا إن صح هذا القول. 


  هو كلام جميل في سرد بديع.. كمقدمة لهذا اللقاء الصباحي الجميل.. وقد كان من توقيع الروائي المغربي والقلم المبدع وابن القصيبة صاحب الرائعة ملاذ التيه ورياح المتوسط والمصيدة 01/02،والذي جعلنا عادة ما نتيه معه في عوالم متقلبة ومتغيرة، عبر خيال أدبي متشعب..وسرعان ما تعيدنا لأدراج محطات تاريخية للمجتمع البدوي المغربي في الفيافي وجبال الأطلس المتوسط.. والصراعات الجانبية بين الإخوة،والمعاناة مع القهر والسلطة المطلقة و القتل والبارود للمستعمر الفرنسي، وسياسته التي عادة ما تنصب شراكها الشيطانية موقدة كل أشكال النعرات والفرقة بشتى الوسائل الممكنة،وإعطاء جانبا من الهيبة والسلطة للأعيان والوجهاء ..وهم عيونها التي تدخل معها في علاقات بعيدة خارج الوطن لتمتد للديار الفرنسية..كلها أحداث مترابطة يستطيع الأديب عبد الكريم العباسي، بأن يثيرها في قوالب لا تخلو من تشويق وإثارة لدى القاريء ،من خلال  الاعتماد في أسلوبه على الجملة السردية المركزة ، والتي تعطي زينة وجمالية لأسلوبه،والذي يبقى من الآليات والمكونات الجمالية البارزة في كل نصوصه التي لا يتوقف عن إصدارها ،والتي يشتغل عليها لسنوات طويلة، ما دام الروائي يبقى متفردا في عالم الأدب إذا ما قورن بالشاعر والكاتب والقاص،الذي لا يتطلب منهم بأن يكونوا ملمين بعلوم إنسانية أخرى كثيرة ،تتداخل في الكتابة الروائية،لأن الروائي أصلا فهو يعالج ظواهر اجتماعية وثقافية وسياسية ويحكي للقاريء والقارئة  أحداثا من التاريخ الماضي السحيق،وقد سبق لعبد الكريم الجويطي أن قال بأنه يقرأ كل الكتب ،لأن ظروف الكتابة الروائية تتطلب منه ذلك وبأن يكون ملما بكل العلوم ،وهو ليس بطالب جامعي متخصص في علم من العلوم،لذلك عليه أن يقرأ في الفكر والفلسفة و الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا والسيكولوجيا وعلم النفس والتاريخ،حتى يكون له الحد الأدنى من المعارف والمعلومات التي تساعده على كتابة نصوصه بشكل عام وعميق ،وفيها من اللمسات المعرفية والفكرية والفنية والأدبية ما يجعلها تنال نصيبها في عالم التناص عبر التفاعل الإنساني،وقد سبق لأحمد بوزفور أن قال :

  • بأنه عادة ما يبدأ الرواية ويتركها لأنه لا يجد فيها ما يشده لها،وما يثيره من الاستهلال.. وما يتوفر عليه ذلك النص من ترابط وتناسق وجمالية على جميع مكونات والمستويات (شخصيات -سرد حكائي -فضاءات - حبكة -فصول - استرجاع- زمان ومكان-أسلوب ..)،وتعطيك نظرة عن الكاتب عينه واحترافيته،وقوة أسلوبه،ومذا تمكنه من خلق تلك السيناريوهات المتحركة في فضاءات متغيرة ..وأجواء يعيشها ككاتب وتثير لدى القاريء والقارئة الرغبة على مجاراتها والبحث عن حيوات جديدة داخل نصوصها..!


في ختام الكلام نقول : 


  • بأن نصوص صديقي عبد الكريم العباسي ما يجعلنا نخرج جل آليات القراءة العالمة على حد قول عبد الفتاح كيليطو ولا نقع كصيد سهل لدى الكاتب ،ونجري حول النهائيات والوقائع والأحداث بل نخص نظرنا كي نمتعه بجمالية الكتابة النصية في كل مكوناته الأساسية، ويكون ذلك بذكاء في القراءة ..

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى