هل تذكرت يا أماه في زماننا بالمفاسيس العزيزة ! الشاعر الفوسفاطي عبد الرحيم هريوى خريبكة- المغرب
هل تذكرت يا أماه ..
زماننا الرائع والجميل..!!
عبد الرحيم هريوى
خريبكة - المغرب
...!!
****
هل تذكرت يا أماه ..!!
هناك ببلدتي بجماعة المفاسيس
وأنا طفل صغير يلهو ويداعب نجوم السماء
هناك في دوارنا الكبير
هناك بالسهب
بالقرب بالواد الأحمر من صنع المخزن
هناك بأولا أعمر .. !
واليوم زلزلت الأرض
وكل شئ نعيشه بالفلاش باك
وتعالي يا أماه.. أحكي لك اليوم
عن
أطلال دوارنا .. !
عن
بيوته
المتهرئة و
المهجورة
انظري
يا أماه إلى حالها اليوم ..!
وهل
تذكرت يا أماه
رائحة
مرقنا ليلة سوقنا..؟؟
كنا
نشمها من بعيد
ويا
ما غمسنا في مرق طواجننا
في
غفلة من حراسه
ودخان
نار خبزنا
يرسم
لوحات
وهو
يتصاعد
في أجواء دوارنا
وكنا
نراه من بعيد
يا
أماه
فكل
شيء رائع وجميل لذكرى
عشناه.. !
ونحن
صبية صغار
قد
غاب
عن
دوارنا المترامي
فوق
كدية
قرب
مدشرنا
واليوم
الصمت المخيف
والحزن
الشديد يطبق
و يخيم على
أرجائه.. !
كبر
الأولاد ورحلوا عنه
فما
التفتوا وراءهم
ليشهدوا
دفنه الأبدي
وما
اشتاقوا لأيامه وذكرياته
وسط
زقاقه الضيقة
وجل
بناته تزوجن صغيرات
غادرنه
بدون رجعة
فهل
تذكرت يا أماه ..!
ضجيج
وصخب
وصراخ
ولعب
صبيته
وعودة
قطيع
أغنامنا
وأبقارنا وقت الغروب
وهي
تحط الرحال في دوارنا
وهي تثغوا وتخور
هل
تذكرت يا أماه
عصيدتنا ..!
بلبننا
وسمننا
وبذورشعيرنا
وقمحنا
أيام
حرثنا الطويلة الباردة
وأيام
حصادنا في حر شمسنا
ومنظر
هؤلاء الحصادون
وهم
يحجون
لدوارنا
من كل حدب
وصوب
وهم
يحملون مناجلهم فوق أكثافهم
واليوم
عم
الصمت القاتل
في دوارنا
يا أماه.. !
وكل
شيء مات فيه
كل
شيء..
يخبرنا
بالفناء
ورجالاته
ورموزه ماتوا
والباقي
منهم
شاخوا
وكبروا
وتجعدت
جلود أجسامهم
وتقوست
ظهورهم
ومنهم
من أصيب بالزهيمر
تراهم
تائهون مهلوسون
يعبرون
الطرقات والمسارب
ولا
ينتظرون إلا لحظة الوداع
بيوت
دوارنا يا أماه
مهجورة ..!
وأشجاره
حزينة عطشانة.. !
آباره
جفت وأخرى ردمت.. !
مسجد
دوارنا
لا تفتح
أبوابه
ولا
يرفع فيه أذان الصبح
كما
كان
أشجار
زيتوننا شاخت
ولا تثمر
منذ رحيلنا
لا
يزور دوارنا أحد
ولا
حياة فيه
حتى
الطيورالذي تعودت العيش فيه
هجرته
ولم
تبق تبني أعشاشها
في ثقب
حيطانه كما ألفت
لا
ديك يصيح ..!
لا
كلاب تنبح.. !
ولا
طائر يطير..!
ولا
دخان خبز يترآى
في
أجوائه كما كان ..!
ولا
رجاله جالسون
قرب
أسواره كما كانوا بالأمس.. !
ولا
حياة بقيت في دوارنا
يا
أماه.. !
فقساة
القلوب كما عهدناهم
يا
أمي بدوارنا
منهم من
خطفته الموت فجأة
في غفلة
منا
ومنهم
من شاخ وكبر
وللأمراض
المزمنة
جمع
هل
تذكرت كل هذا يا أماه ..!
إني
حزين.. حزين
لما
أرى
يا
أماه.. !
..!!؟؟
عبد
الرحيم هريوى
جميل يا استاد شكرا على احياء الدكريات بكلمات تعبر عن واقع مشترك كان في زمن ليس ببعيد وتغير بسرعة ملاحظتها عند كل زيارة
ردحذف