رأي كاتب؛ وهو متواجد في قاعة العمليات الجراحية..✓ علال الجعدوني
رأي كاتب؛ وهو متواجد في قاعة العمليات الجراحية..
✓ علال الجعدوني .
كل الشكر للأخوات والإخوة الذين زرعوا في روح الأمل ، ودعوا لي بدعواتهم الصادقة للشفا إما على صفحتي بالفايس أو عن طريق الميسنجر للخروج من محنة الداء الذي جعلني أدخل على إثره للمستشفى الدولي لفاس AKDITAL . لكم مني كل التقدير والاحترام والمحبة ودمتم سندي في السراء والضراء وعواشركم مباركة يارب .
✓ واقع الحالة النفسية أثناء تواجد الإنسان في قاعة العمليات :
عندما يلج المريض المستشفى تكفهر الحياة في وجهه ، فغالبا ما يعيش خياله مع عالم الآخرة ، بحيث لا يفكر إلا في الموت ، فينسى نفسه ليدخل في دوامة التفكير المعقد ، المرتبط بوداع الدنيا وما فيها ، ولا يعود له أي استقرار نفسي أو تركيز على ما قام به عندما كان بصحة جيدة فوق الكرة الأرضية . فقط تغلب على تفكير المريض : ( الموت )، بمعنى الاستعداد لتوديع العالم في كل لحظة من لحظات الزمن ، خاصة عندما تتشابك الأعراض فيما بينها وخاصة الأعراض القلبية التي هي الأكثر خطورة في جسم الإنسان . فالمرض يكسر كل الأحلام المخبأة في ذاكرة الإنسان ، ويزرع نوعا من القلق النفسي ،حتى يفقد التوازن الصحي والنفسي ليدخل في دوامة الصراع بين الذات والفكر…أما عندما يكون الإنسان بين يدي الجراح وقتها لا يرى في خياله إلا الموتى الذين لا تزال أطيافهم تحلق في فضاء الذاكرة ، بحيث يستحضرهم اللاشعور لتتحرك بدواخل الإنسان كليشات التصقت بشريط الدماغ أثناء التقاطها وقت المد الزمني للحياة .
لقد عشت لحظات الفزع وأنا بين يدي الطبيب والآلات التي تعوض الإنسان بتكنولوجيا فائقة الجودة والدقة العالية حيث نسيت فيها نفسي ولم أعد أضبط إلا صورا تحاكي الموت وما أدراك ما الموت إن أخطأت الآلة ، مع العلم أن الخطأ وارد في كل لحظة ، فبرغم إيماني القوي بالقضاء و القدر لم أطق تلك اللحظات المريبة... على أي أتمنى من العلي القدير أن يزرع فينا قوة التحمل لاجتياز امتحان الإيمان والتقوى ونحن بين مد الحياة والموت .
✓ علال الجعدوني .
تدوينة للصديق العزيز علال الجعدوني
ع.الرحيم هريوى
كل شيء ينتهي لما تختلط لدينا في لحظات عبور قهري، كل أوراقنا،التي كانت حتى الأمس مرتبة بزمانها المألوف المعتاد ، ونحن نكتب على وجهها ما نشاء مطمئنين، سعداء، ونبصم بلغتنا اليومية،و بدون قلق ولا اضطراب نفسي .. ولا ما يزعج بقاءنا الوجودي فوق هذا الكوكب الذي ألفناه.. وألفنا ما فيه..و ما يشدنا للتراب للحجر للشجر للماء للنجوم للسماء لليل للنهار..وفجأة ؛يأتينا الحدث الغير منتظر ،ولا هو في الحسبان .ولا كان ..و ينقلنا بقوة قهرية كي تتزاحم وتتشابك بعض الأسئلة المقلقة و الوجودية والبقاء، ونحن بين ضفتين متناقضتين نحسب الزمان بلغة جديدة ،ونتواجد في موقف قد نفعل ما فعله محمود درويش نعد أزهارنا وشقائق النعمان والسنابل الخضراء في طريق غير مألوف، ولا نحن نمشي في مساره إلا بما تحمله أفكارنا عن كل مجهول غير منتظر..
تعليقات
إرسال تعليق