في وسط هذا الغثاء..!!وكأني؛ بالشاعرة المغربية تورية لغريب،تقول ما قاله دستويفسكي" وكان قلبي يخفق .وكان صدري يحترق احتراقا..!عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب



في وسط هذا الغثاء..!!
وكأني؛ بالشاعرة المغربية تورية لغريب،تقول ما قاله دستويفسكي" وكان قلبي يخفق .وكان صدري يحترق احتراقا..!


عبد الرحيم هريوى

خريبكة اليوم 

المغرب


وسط هذا الغثاء...!

تعلّم ألاّ تتعلّق بشيء، وألاّ تحلم بعالم نظيف...!

فالحزن الذي نما عنيفا، كثّا، في جحيم ليس على مقاسه، مِن الصّعب عليه أن يخبو في هذا الفراغ الهائل، حيث اهترأت ضمّادات السّلم والحبّ وتلاشت لَمعةُ الصّدق...!

كيف نتبادل أدوار الحياة، والقلوب لا تهتدي إلى بعضها البعض.. !؟!؟


ما جئنا لعالم الكتابة عن حب...بل جئناه تحت تأثير الألم ..!من أجل تفريغ ما حمله القلب والصدر معا..ولذلك مابرحنا نكتب شذرات ونتف من أفكار/ويوميات وتأملات / وخواطر/و شعر/وقصة /تحت تأثير ذاك الألم...!




لا تجذبني النصوص التي تكتب من أجل تزجية وقت الفراغ..وقد أقول بصيغة أخرى إذا ما كان ضوء الفانوس والشمع في ليل بهيم يجذب إليه الفراشات ،فإن بعض القراء مثلي تجذبهم بعض النصوص التي تشعرك بنوع من الألم..وسئل محمد الأشعري صاحب جائزتي البوكر وأركانة في الرواية والشعر

-أما زلت تكتب تحت الألم ؟

قال نعم؛ما زلت أكتب تحت تأثير الألم

فأي ألم نحمله بين جوانحنا..؟

ألم صروف حياة أم ألم ذوي القربي،وهو أشد الألم من قصة لعواطف دمرها الإنسان.. وما دمرها إذ دمرها ودمرت بفعل تعرية من ذاك الزمان عينه..!


قرأت جملتك السردية الأخت تورية أكثر من مرة، كي تتاح لي مساحة من عقلي، فهم في أي جهة تحلق كلماتك التي تحمل ذاتك الشاعرة بدون شك..!

لكنني لم أستطيع لذلك سبيلا..!

لذلك ؛تبقى فلسفة الحياة للفرد تحمل معها منظومة من القيم والأخلاق عصية على التشريح..!

ورغم أنني أجد اللذة والمتعة في تطويع هكذا نصوص مدجرة لبروست قراءة وفهما ،لكن إعلاني على الهزيمة أمام بعض نصوص تشبه أغنية لأشعار تحكي صورة من تأملات عميقة لأصحابها أشجانا ولمسة من عواطف قلب ، ولكني وجدت نفسي أشارك نفس السؤال بنفس الأداة ، فكيف لنا بأن نتبادل أدوار الحياة، والقلوب لا تهتدي إلى بعضها البعض ؟؟ صحيح تبقى اللغة ليست سوى لسانا للخطاب وتدوين الكلام ،فالأخت تورية بصدق أقول لها لقد بلغت ذروة التعبير المجازي..فقد صرت كبيرة في صورة أديبة وشاعرة وبعيون من يعشقون جمال اللغة وثقافتها فقد عاتب نزار قباني شاعرة مصرية حينما حضر بوحها ولم يرقه ما تتعرض له العربية من طرفها من تعدي  وعدوان على تشبيه لأرسطو..

"

نعم وسط غثاء ؛كغثاء السيل الجارف ،وبين أدغال موحشة نعيش في زمن القلق رغم أن كل الماديات التي نحتاجها ،أمست في متناولنا ،لكن هناك الضجيج والصخب الذي يهب علينا من كل جانب ،كما قال دوستويفسكي : "وكان قلبي يخفق .وكان صدري يحترق احتراقا.وأحس بالغضب قد استولى علي،وأحس أن الشر آت من بعيد .كما يحس الطائر في المساء بهبوب العاصفة.."


فالشاعرة تورية لغريب لا تكتب عبارتها في يوم من الأيام من فراغ ،ولاهي تطلق كلماتها عبر حائطها بالفيس بوك على هوان ،وهي التي ألفت عاصفة الحرف وزمهريره،وما يمكن أن يحمله الحرف من أثقال ،وكلامها فيه من الظلال الخفية ما يمكن أن يتلمسه القارئ الغير العادي للنصوص ،الذي تبقى رهينة لحظتها المتشبعة بالفرح إن وجد أو الخوف أو القلق أو الألم ،وهي تتغنى بحرفها ،على إيقاع حافة القلق الجارف :

" تعلّم ألاّ تتعلّق بشيء، وألاّ تحلم بعالم نظيف…"


 قد تكون على حق رغم قساوة القطع مع عالم الأحلام الوردية ،العالم من حولنا يتغير للأسف نحو الأسوأ فلا تحزن على زمن قديم عشناه بشعار الركراكي "دير النية " ..!


وبعدها ستجد ذكاءا لغويا متميزا لدى شاعرة مغربية ،صنعت من لغتها وثقافتها مسكنا رائعا أركانه وسقفه لغة شعر عذب ،استعملت استعارات ومجازات وتشبيه ،صادق ،يكون قد أعطى للعبارة الشاعرية  اتساعا ممتدا في الأفق من حيث المعنى اللفظي وروحه على حد تعبير ابن رشيق،أي حينما نعبر اللفظ والمعنى معا، ويعطينا عمقهما في الدلالة الجمالية والشعرية ولكم من الشعر بيتا

-الحزن الذي نما عنيفا، كثّا..!

-في جحيم ليس على مقاسه، مِن الصّعب عليه أن يخبو في هذا الفراغ الهائل،حيث اهترأت ضمّادات السّلم والحبّ وتلاشت لَمعةُ الصّدق…!

كلمة النمو أعطتنا صوتا للكلمة لما جعلت الحزن عنيفا..وازداد استعارة حينما ربطته بلهيب الجحيم،وهو أسم من أسماء

 النيران المستعرة ،الشديدة الالتهاب،وكلها صور من صور ذلك الحزن الذي لن تخبو نيران جحيم في وسط هذا الفراغ الهائل،فأي فراغ تحمله ذات الكاتبة ،وأي ألم تصوره لنا تعبيرا مجازيا يتفوق على ماهو طبيعي ،في وقت أنها ستبعد حتى العلاج والشفاء ،وبحضور ضمادات السلم والبحث عن هدنة وسلم عبر دائرة الحب في وقت تجزم بأن لمعان وبريق الصدق أمسى بعيد المنال ،ولا حل يلوح في الأفق ولا أمان ولا تقارب ولا عواطف تنبعث من رمادها كالفينيق وهي تجزم الشاعرة تورية لغريب

فكيف لي بأن  نتبادل أدوار الحياة، والقلوب لا تهتدي إلى بعضها البعض ؟؟

وتبقى للقارئة والقارئة أتمت ما بدأناه ئ،وكأني بالشاعر محمود درويش حينما توقف عن بوحة قال: ولشاعر آخر بأن يتمم هذا السيناريو


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى