إلى روح أيقونة النضال بمدينة الغبار والقطار والعقار والانتظار خريبكة..اليوم نودعك الوداع الأخير..عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب
إلى روح أيقونة النضال بمدينة الغبار والقطار والعقار والانتظار خريبكة..!!
اليوم
نودعك الوداع الأخير..!
صور له التقطتها بعدسة هاتفي في لقاء عابر مع الراحل بتاريخ
22مارس2022
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
آخر مرة رأيته
وهو بالكاد تحمله قدماه
رأيته وهو يحمل ثقل تاريخه على ظهره
وهو وحيدا يمشي مشيته الأخيرة بمدينة عشقته لإخلاصه ووفائه الأسطوري
للمحرومين
للمعطلين
للكادحين
للمقموعين
للمضطهدين
وحينما رأيته ظلت صورته نصا فلسفيا عميقا لدي
ولم يكن صدفة وهو يمشي بطوله متثاقلا بشارع مولاي يوسف
وما رمقت عيناي أيقونة النضال الخريبكي طرحت لحظتها جبالا من الأسئلة
وهبت رياح عاصفة تجرني للخوالي
وكل سؤال منها يبقى معلقا على لوحه
للتاريخ ولبني البشر
وما التاريخ إلا سجل من حماقات لبني البشر
كنت حينذاك داخل سيارتي
وكانت غزة حينذاك تحترق
بوابل من مخزون متفجرات لفرعون القرن 21
وقلت لا يمكن أن يعرف التاريخ فرعونه الواحد
بل لكل عصر فراعنة وهامانات
وذات مره سأل هامان فرعون عن طول غيبته
فأجابه كنت أخلق جملا
فرد عليه بمغربيتنا
" واش عليا أنا ..جمع قبك ..!!!"
وكأني أسائل ضمير فكري
وأجيب
فرعون هي أمريكا
وهامانها هي إسرائيل..
نعود لإتمام سيناريو اللقاء ومأثمنا في رحيل رفيق وصديق وابن الديار
وكأن عيني بصرت شيخا
أكله نضاله الفريد لطول السنين التي حملته على كف زمانها
وهو يحمل أصحابه ورفاقه في صورة نضال فريد وشخصي
عبر العالم الحر
عمر بن جلون
بن بركة
جيفارا
كارل ماركس
صدام حسين
ياسر عرفات
شافيز
وأعلام فلسطين
والكوفية الفلسطينية..
وكان ألمي الدفين يحرك مشاعر ي عن وعي
كلما رأيت الصديق القديم
وهو يخرج للفضاء العام وحيدا يمشي
كي يحمل رسائله
وهو يمشي
بين جيوب مجتمع
يحتاج لخبز جوعه
ومن يتحمل مسؤولية أميته وجهله ..
فأين للسياسة الحقة بمكان في أجندته..!؟!
هو لا يعيش عيشة شجرة الصفصاف
بصبرها وعنفوانها وسمقها في الفضاء..
أتممت طريقي
وظلت صورة أيقونة النضال لمدينة الغبار ،تشاركني مسائي..
واليوم كان الوداع الأخير
والرحيل البعيد
لوجه ظل يحمل زمنه معه
وظل يحلم
بالحرية
و القومية
والتحرير
والعدالة الاجتماعية ..
وظل يحمل صورا لوجوه كان يظنها قاهرة للاستبداد والإمبريالية والصهيونية العالمية والاستبداد والطغيان..
كان حلمه أكبر من قلب الأرض
كان سعيد نفسه ..وقناعاته الكبرى
لم ينهزم على حافة طريقه الطويل
لم يلبس حاله ثوب النكوص والردة
ظل يمشي صحبة وجوه عشقها بوهيمي زمانه السياسي الممسوخ
كان يعشق الثورة المؤجلة في وطنه العربي الكبير
وحتى ولو كان قد عاش ربيعها بتفاؤل
فسرعان ما عاد الجفاف والقحط يضرب الديار..
رحمة الله على روحه عند الرفيق الأعلى
يا صديق ورفيق النضال والصبر والتضحية عبر عمر ليس بالقصير
تعليقات
إرسال تعليق