نبش في ذاكرتي.. شراب حلال صحبة صديقي..! عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب

 

نبش في ذاكرتي.. شراب حلال صحبة صديقي..!


عبد الرحيم هريوى

خريبكة اليوم

المغرب


دخل الكاتب مع صديقه إلى باحة فيلته الرائعة والجميلة بحي راقي بمدينة الأنوار ..وكان صديقه يعتبرمن علية القوم ،ومثقفي زمانه ،لقد نال عدة جوائز علمية، ودرس بالديار الفرنسية كجيل زمانه في ستينيات القرن الماضي ،وبعدها عاد ليستقر في وطنه، كي يشتغل أستاذا جامعيا ،بإحدى الجامعات العريقة بالمدينة، وسرعان ما انخرط في العمل السياسي والحزبي،وتسلق مع الزمن المناصب الكبرى بوطنه، وأمسى يزاول أكثرمن مهمة ،وله أكثر من منصب..وله أكثر من تعويض..وظل يحمل بقناعاته، أفكار فلاسفة الأنوار فولتير سبينوزا وجان لوك شبنهاور،وقد تلمس ذلك من خلال لغته ونقاشاته الفكرية والأيديولوجيةوالسياسية،فتحكم عليه بحق؛ بأنه متشبع بالماركسية ،والقومية والاشتراكية،لكن الواقع عصي على تنزيل مثل تلك الأفكار التحررية التي كان إلى حد يتقاسمها مع رهط من جيله بمستويات جامعية وأكاديمية وثقافية كبرى..
ولم يحمل معه من فرنسا سوى الدبلومات والأفكار ورؤيته لمجتمع تقليدي جد محافظ سواء قبل الحداثة ،وأثناءها وفيما بعدها،بل تزوج بزيجية " فرنسية"عمرت إلى جنبه طويلا،وهو يحمل معه ثقافة موليير في الأكل والشرب واللباس واللغة والحديث..
مرت لحظات قصيرة دار بينهما نقاش خفيف ،وكان الجو باردا بالمدينة ،طلب من صديقه أن ينتظره برهة من الزمن حتى يعود إليه ، دخل بهو الفيلا ،لكي يأتيه بشراب حلال يدفئ به جسده ،فعلم صاحبه بأنه بالفعل قد حمل معه ثقافة الغرب بكل طقوسها..
ولما عاد إليه ؛ تأكد بالفعل بعدما اعتذر له لأن الثلاجة وجدها فارغة ،خاوية على عروشها من الشراب الحلال ،لأن أيادي كثيرة داخل البيت تستعمل ذاك الشراب الحلال الذي يدفئ الذات عندما تكون درجة الحرارة تحت الصفر..!
تبسم الكاتب ابتسامة خفيفة دون أن يبدي أي اهتمام بالموضوع ،لكن الذاكرة ظلت شغالة ،لأن DISQUE DUR يرتب تلقائيا كل ملفاته ..
وفي تلك اللحظة تذكر الكاتب عبارة يكون قد قرأها في رواية مرت بين يديه عن روسيا في زمن الاتحاد السوفياتي ، حينما رفعوا لهم شعارا" الدين أفيون الشعوب ..!!" فأمسى دينهم في القرن الجديد ؛هو خمر الفودكا التي أفقدتهم الشعور والإحساس كآدميين، وعملت فيهم ما لا يعمله الدين من مآسي وويلات..
كان ذلك؛ كان نبش من نتف من ذاكرتي …

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى