قصيدتي في جيب سروال مهاجر سري..! فهل سيقرأها..!؟ عبد الرحيم هريوى خريبݣة اليوم المغرب
شعر هزيع الليل الأخير وسكونه يكتب على ضوء شمس الصباح..
وقهوة سوداء وأغنية فيروز
اكتب اسمك واسمي يا حبيبي على رمل الطريق..
اسمك يبقى يا حبيبي..واسمي بيمحى..!
ولعلها تعطيه قوته عبر حرارة ودفء عاطفي مفقود لدى ما يدونه من صدى لوجع الحياة ..
وكم من قصيدة كتبناها ليلا في الظلام وبعيون ساهرة نصف نائمة تبحث عن فواصل الجمل المبعثرة و المعاني المبهمة في سماء ظلام غرفة تذكرنا بطقوس الموتى تحت الثرى..!
فهل الموتى في قبورهم يعيدون سيناريو الرحم مرة ثانية،وحتى إذا ما استيقظوا طلعت الشمس من مغربها..؟
وإذا ما استيقظوا حلوا بأرض غير الأرض وتحت سماء غير السماء..!
وإذا ماهم فتحوا عيونهم للحياة بمعناها الرباني ..!
(وذلك الحيوان لو كانوا يعلمون)
استيقظوا من نومة القبر الطويلة بالقرون..
تلمسوا تحسسوا أن العزيز الغفار سيحكم بعدها بين العباد..!
قصائد تعيش في دواخلنا من زمان..!
قصائدنا لم تنزل من الجو بل انبثقت من بين جوانح وأمواج متلاطمة في دواخلنا من آلام المعاناة وفواجع الحياة..!
و قبل أن نكتبها
ونعطيها تاريخ ميلادها ومكان ٱزديادهاوجنسيتها وهل هي ذكرخشن الصوت أم أنثى غارقة في رومنسيتها وإنسانيتها..!
وكم من قصائد عاشت في دواخلنا..لا تكبر فهي ذاك الطفل الصغير الذي نحمله في أعماقنا ويعيش معنا مهما كبرنا.. ومهما تقدم بنا العمر صوب المنطقة الخطرة..!
في ٱنتظار أن تحمل لنا لافتة الوداع .. حينما ينزل الملك الذي وكل بنا من القاهر عباده بالموت..!
ولنا قصائد لا نعتني بها ولا ننتظر بزوغ فجرها في يوم من أيام عمرنا.. ولزمان قديم ظلت تتنقل عبر شرايين دمنا وتستقر في مكان ما لا نعلمه ونحن نجهله رغم إحساسنا بتواجدها في خواطرنا..! ولربما قد يأتي وقتها كي تولد من رحم الظلام لكي تخرج للحياة الصعبة وترافق الضجيج والصخب والبؤس الذي يغشانا بأيادي ومخاطف ومخالب لا ترحم فينا لا إنسانيتنا ولا قيمنا ولا ملة ولا دين في سبيل ثروة من ثروات قارون..!!
ويقرأها العابرين عبر الكلمات.. ويقولون في حقها بعض الكلمات..!
ومنهم من يقرأ العنوان ويشاهد صورة الكاتب..!
ومنهم من يتنهد قبل قراءتها وبعد قراءتها..!
ومنهم من يرميها مع التفاهة..!
وتمسي بحق في جيب مهاجر سري بمركب يتهادى بالأمواج قرب الخزيرات..!
وتموت القصيدة إذا ما هو مات..وتحيا القصيدة إذا ما هو نجا من الحياة.. وبعدها قد يعيش وراء البحارفوق جغرافية يمكن لك أن تحلم بنظافة تراها في العقول قبل الطرقات.. ولم تتبلل في جيب سرواله .. وبالكاد قليل منهم من سيتمم قراءتها حتى خواتمها كي يشارك الكاتب سمفونية من تراجيديا وبؤس لغة من الكلمات ..!
وإرنست هيمنغواي كتب كل النهايات..!
وله في نهاية وداعا للسلاح بعشر من المرات..النهاية دائمة صعبة إن تجرعت فيها النفس الهزائم وشتى من الانكسارات..!!!!!!!!
كتم أنفاس رواية كانت بين يديه ..!
هرع يبحث عن عناق مع الخيال ..!
أغلق كل منافذ الحياة المفتوحة على شوارع الماضي بروائحه وفوحة عطره إن وجد بين شعاب ذاكرته اليتيمة ..!
تحسس نعومة مفقودة بين خيوط ظلام وسكون وأغمض عينيه بصعوبة ..!
وأجل كل أحلامه الجميلة كي يعانق وسادته ويبحث للحياة عن موت جديد .. !
ويعاود كتابة كلماته في الظلام والسكون إلا من صوت نباح الليل الذي يأتيه صوتها من بعيد ..!
وهو يعانق وسادة نومه ويستسلم للحظات الضياع والخيال بكل صوره كي يبكيه في صمت..!
ويمضي الليل وسلطان يتحكم بظلامه على المكان و يكبر في سمائه عبر كتابة جمله الشعرية دون تدوين ولا نسخ على صفحات أحلام متقطعة..!
قرأتها مرتين، ياليتها لم تنتهي
ردحذف