إلى صديقي عبد الرحيم ..! بقلم الأستاذ حسن الوافي 09/06/2023
إلى صديقي عبد الرحيم ..!
بقلم الأستاذ
حسن الوافي 09/06/2023
الكتابة فسحة أمل فكرية، تحادث فيها النفس ضميرها ،تارة تغازله وتارة تمدحه وتارة تنتقده. لم تكن الكتابة على مر التاريخ أسلوب هروب من الواقع بل كانت أداة في التعبير عن الواقع أو محيط الواقع.بعضها ينقل بالحرف الوافي منقولات مشاهد الخارج الواقعي بكل أمانة بالنقطة والفاصلة. وبعضها يحوم بفنية حول الموضوع في تجلياته وأبعاده، يرسم بشكل تجريدي يرمز ولا يشير بالاصبع إلى الجرح.وإنما يطلق إشارات بعيدة بقلم المتقرب الحقيقي. والكثير من الكثير يكتب بالعين الحولاء يزيف ويزور ويدعي حقائق مشبوهة،لا يكتب لنفسه بل يكتب لغيره.لأن لون كتابته لون شاحب، مستلب، مأجور، مرتزق. يرسم الجنان والدوح ويفرش الأرض زهورا وينثرها رش عطر كاذب فوق صفيح تربة أرض جرداء.
عرفت أخي وصديقي عبد الرحيم هريوى عبر منصات التواصل الإجتماعي ككاتب بالسليقة ينثر ويصف الأشياء بأساميها يتفحصها، ينتقدها بكل موضوعية يثابر لأن تخرج مدينته من جبة مقعدة ،منتكسة ،مغلفة بالصباغات المائية الرخيصة. وتنعتق وتنتعش إلى ما هو أسمى، إلى ما هو أنفس وأثرى كثروة أرضها ذات الكنز المعدني المعطاء . تراه كل صباح متبجل فوق كرسي في مقهاه المفضل،وقهوته السوداء لا تفارقه ولا الجرائد تخطى مكانه .له موعد يومي معها يتصفحها ولا يغرق في بحور خطوطها المحررة.بل يتجول في أعمالها بمركبه الآمن، ومحرك نقده الذي يشتغل بقوة للتصفية والتمييز.بين الصالح والفاسد. بين حين وآخر يرتشف رشفة من قهوته السادة،ويأخذ مهلة تفكير للكتابة والتدوين لما هو آني مستعجل يخص به جنته التي يعشقها ويحبها لدرجة كبيرة يغازلها في سطوره شعرا وأدبا ونقدا .همه أن تستوي وتتأهل كأخواتها من نواسخ المدن المتطورة المتقدمة على المستوى العربي. الأستاذ عبد الرحيم هريوى طاقة فكرية تشرف مدينة فوسفاطية يكتب عنها بنقد جدي لكي تتبوء مدينته أرقى الدرجات وأعلى المراتب في خريطة مدننا الغالية.
ذ/حسن الوافي 09/06/2023
تعليقات
إرسال تعليق