قصة قصيرة / كنز الخنازيربالمدينة..! الحلقة المفقودة بين الحلم و الخيال..!! عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب


قصة قصيرة


كنز الخنازير في المدينة..!الحلقة المفقودة بين الحلم و الخيال..!؟!

 عبد الرحيم هريوى 

خريبكة - المغرب


قرأت ما قرأت بموقع الخبرية عن هجوم الخنازير على دوار من الدواوير ...وجاء فيه ما يلي

- الخنزير البري يلحق خسائر بالمزروعات ويهدد أمن وسلامة الساكنة ضواحي خريبكة

5 مايو 2022

الخبرية - صحف 

- ألحق الخنزير البري خسائر بمزروعات ساكنة الجماعة الترابية أولاد فنان بدائرة وادي زم إقليم خريبكة..!



-- وما أحدثه من هلع وخوف في نفوس جيرانه، الذين لن يناموا يومها مطمئنين بتواجد قبيلة بجوارهم تعيش في الغابة تغير عليهم كلما جاعت، أو أمرهم قائد قبيلتها بالخروج ليلا، والجيران نيام ، كي يغيروا على كل نبات أخضر من أجل إشباع جوعهم..والعودة لديارهم سالمين غانمين، ما دامت قبيلة الخنازيرمحمية ضد كل الأخطار،ولها سك التأمين.ولم تعد تخاف وتهاب الموت بعدما ٱنقرض الأسد الأطلسي،ولم يعد له وجود في الغابة، وبغيابه يقال بأن التوازن البيئي جرى مجراه، في إطار الترتيب الطبيعي من خلال سلاسل غذائية.. ولنا في ٱنقراض النسور من تكاثر الجرذان بحقولنا مما يضطر وزارة الفلاحة إلا تقديم حبوب قاتلة كطعم للتقليل من تواجد الجرذان، وما تحدثه من تدمير وثقوب في الحقول والمحصول..!!


-- وفي تلك الليلة من الليالي المشهودة هجمت قطعان من الخنازير البرية على المدينة فجأة.. ولم تأبه ساكنتها التي أصيبت بالهلع والخوف الشديدين على نفوسها وممتلكاتها وأطفالها من حيوان يمشي ولا يرفع رأسه للأعلى بل يمشي مشية الحلوف المعهودة، وهو لا يبالي بما سيقف أمامه ،فله من القوة والإرادة ما يجعله يزيل أي شيء يقف في طريقه..!!


-- هي سوى لحظات معدودة حتى ٱمتلأت كل الشوارع بأصناف شتى من هذه الخنازير البرية ،فهناك منها الصغير الذي ما زال يرافق أمه كي ترضعه ،والشيخ الكبير الذي بالكاد يتحرك بالشارع ،وهو غير آبه بما يرمى عليه من أحجار وما يسمعه من صفير، والأنثى العجوز التي ترافقه جنبا لجنب حتى لا تفقد رفيق عمرها وسط هذا العالم العجيب والغريب الذي صنعه الكائن البشري، وسماه المدينة واتخذها موطنه بل قبره وسجنه وقفصه الأبدي وكأنه لايريد الرحيل لما ينفقه على أقفاصه من أموال ،وهناك الخنزيرة الشابة التي جاءت سوى من أجل ذاك الاستطلاع الجميل لهذا  الفضاء الغير مألوف لأمثال هذه الحيوانات الغابوية ..وكله تساؤل حول كيف يعيش رهط من المخلوقات اسمه الإنسان..!


تجمعت الخنازير البرية وبدأت في احتجاج كبير، وصارت تحفر كل شوارع الكبرى والرئيسية بالمدينة من الرأس إلى الرأس ..وكأنها تبحث لها عن الذهب أو كنزمخبوء لقرون تحت الأرض تركه لها أجدادها، واليوم حان الوقت لاستخراجه بالقوة والعزيمة والإرادة الخنزيرية أحب من أحب وكره من كره،ورغم أنف ساكنة تلك المدينة.. ورغم تدخل الوقاية المدنية من أجل التفاوض وتهدئة الوضع، وخروج الخنازير من المدينة بشكل آمن وعودتها للغابة تحت حراسة مشددة حتى لا تقع اصطدامات بينها وبين شباب وشابات المدينة،الذين رفضوا هذا الاكتساح العجيب لمدينتهم الفاضلة من طرف هذه الفيالق الكبيرة من الخنازير..!


لم يسلم أي شارع رئيسي من الحفر..قلبوا الشوارع إلى أحجار وأتربة وتغيرت  معالمها،وصارت عبارة عن بيست من الحمري بعدما ٱمتد الحفر لوقت طويل، ولم يتوقفوا إلا بعدما أخرجوا الكنز الثمين وهو عبارة عن صندوق من الذهب الخالص وقد طبعت فيه صورة لخنزير من فئة الخنازير المنقرضة التي عاشت بالغابة و التي تعود لملايين السنين بتلك المنطقة ،تقدم شيخهم الكبيروتسلم الصندوق وهو يقول بعزة الخنزير" سبيل باور" الذي كان له الفضل في ٱستمرار نسل الخنازير البرية بهذه الأماكن نقوم بفتحه على مرأى ومسمع ساكنة هذه المدينة، فتح الصندوق وأخرج منه الشيء العجيب والغريب، والذي جعل الخنازير كلهم يتصايحون.. وهم يغطون في البكاء الجماعي

- لما شاهدوه لحظتها..!

- ولما رأوه في تلك الليلة وسط صندوقهم الكنز..!

- أعاد غلقه بعدما عشنا ذلك المشهد الجنائزي صحبة الخنازير الحاضرة..!

- تشكلت الخنازير في فيالق وعادت قافلة لموطنها الأصلي..!


وحينما استيقظت من نومي أكون قد عشت النهار كله، وأنا أعيد التفكير الباطني لتلك المشاهد الحقيقية التي عشتها في حلم من أحلام النوم العجيبة. وصرت أمام تأويل لحلمي أحتاج فيه لمن له ذراية كبيرة بتأويل الأحلام في القرن 21 أم لربما القرن22..!!؟؟


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى