من الشعراء من يكتبون قصائدهم بأجسادهم ،وهم يحذفون ويضيفون ..!!عبد الرحيم هريوى


 الطقوس المرافقة والمثيرة للسؤال، حين كتابة القصيدة من شاعر لآخر..!!

هريوى عبد الرحيم 

خريبكة - المغرب

 

عادة ما يأتيك مخاض ولادة قصيدة ما، والتي قد تكون مدهشة ورائعة وجميلة في بنائها وعذوبة كلماتها وإيقاعها الصوتي، وبلاغة أسلوبها وحكيها وسردها وموضوعها، وذاك هو العمل الشعري في تقاطعاتها الفنية والجمالية على حد قول الشاعر والناقد صلاح بوسريف، أي وكأننا أمام مرايا بلورية متقابلة..!

الكتابة النصية على العموم والشعرية بالخصوص تحتاج لكثير من المؤثرات المرئية والغير مرئية،المألوفة والغير مألوفة طبعا،وفي ظروف ما، نكتب شعرنا من الأعماق،ونبوح سطورنا بقوة في التواجد داخل النص، ولا بد بأن يكون ذلك تحت سطوة المواجع والألم إن لم يكن أكثر،ومحمد الأشعري صاحب جائزة أركانة يكتب دائما تحت تأثير الألم..وقد يهرب الشاعر للقصيدة أمه التي تحضنه، ويجد عندها ما يسكن من روعه..أمه القصيدة  الحضن المألوف والمكان الآمن الذي يسكن إليها، ولكي يشكيها همومه وأحزانه..وتجيبه حينما تجيبه بكل ماهو في حاجة إليه ،حين يسائلها حاجته..!!

 

ومن بين الشاعرات، من تجعل من قصيدتها مرآة عاكسة لصور رومانسية،وعشق وحب وهيام وغرام قديم وجديد ..!!

ولكنه من الصعب جدا،بأن تمشي بقلمك الشعري بين الكبار في زمن تفقد فيه الثقة اللازمة في نفسك..!

 

وعلى كل تبقى الصباغة والمغالاة،تفقدنا الصفة الأصلية لعذوبة الكلمة وجماليتها الطبيعية في نصوصنا الشعرية..

- حين نفرط في الألوان ونحتار..!

- حين تختلط علينا أزمنة العمر والأوقات..!

- وقد تستبد بنا المرايا والمكياج اليومي ونحتار..!

- فأي يوم لنا سعيد ذاك.. !؟!

- وأي جمال عابر نصطاده كي نكون على خشبة الأحداث ونحن الجلاد ..ونحن الضحية!؟!

 

الشعراء والشاعرات عبر الزمان، لهم ذكاء شاعري وجمالي خاص يتفردون به وبهن،وهو الذي يعطيهم قوة في التركيز والتخيل والخلق والإبداع ..

ولهم؛ كذلك من الآليات والميكانيزمات والقدرات الذاتية والمهارية،مما يؤهلهم كي يتلاعبوا ويتلاعبن باللغة نفسها، وصدق من قال من لا يحترم اللغة بالمطلق هم الشعراء والشاعرات ..!

  ولعل الشاعر المغربي " حسن نجمي " الذي سطع نجمه في سماء عالم الشعر الحديث، بما ناله من جوائز وطنية وعربية، وهو أحد أطفال و أبناء مدينة ابن أحمد، هناك قرأ وتتلمذ ونبغ عوده كأديب ومثقف وشاعر، وفي إحدى لقاءاته يحكي لنا عن كيف يكتب هؤلاء الشعراء والشاعرات شعرهم..!؟!

- فمنهم من وهو يتمشى في الغابة..!

-وهو في كامل انسجامه الروحي بما ينسجه مخياله الوجداني والعاطفي..!

- وهو يكتب قصيدته بجسده أي بأصابع قدميه..!

- ويضيف ويحذف ما يشاء ويتوقف حينما ينهيها أولا في صدره قبل خروجها للواقع..!

ومحمود درويش رائد القصيدة النثرية الحديثة بالوطن العربي ،فلا يكتب قصائده إلا نهارا..ولا يطيق أبدا الكتابة ليلا ..!

 

ولكل شاعر حكاياته السرية وطقوسه في الكتابة النصية ، والتي نادرا ما يبوح بها إلا القليلون منهم ومنهن، عن ملهمتهم،وساحرتهم..وفاتنتهم ..!!

- وكيف يعشقونها حد الجنون..!؟!

- ومتى يستأنسون بها في أوقاتهم المعهودة!؟!

- ومتى يغازلونها..!؟!

- ومتى يحضنونها..!؟!

- ومتى يجلسون وحيدين، وحيدين صحبتها..!؟!

 

إنها معشوقتهم وملهمتهم :

 

(( القصيدة الشعرية..!!))


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى