طرفة عين..!! نورالدين بن صالح زرفاوي المفاسيس/2023





 طرفة عين..!!

نورالدين بن صالح زرفاوي

المفاسيس/2023

   الزقاق يختنق بالمارة: متسوقون، و متسكعون، وباعة متجولون يفرشون سلعهم أرضا.. وعلى كلى الجانبين دكاكين جزارين، وخبازين تتخللها أخريات تعرض أجهزة إليكترونية، وأحذية رياضية، وملابس جاهزة.. في ناصية الزقاق رجل يتسمّر فوق مقعد خشبي.. نحيل الجسم، بارز عظام الوجنتين، محدودب الظهر يتلفع بمعطف قديم لن يقيه برودة فصل شتاء عقيم.. أمامه علبة خشبية صغيرة كلها شوق وانتظار لاستقبال أحذية الزبائن.. وإلى يمينه لوح من خشب يعرض فوقه أدوات حرفته البئيسة: أربطةَ أحذية، وفُرش ومعلبات تلميعها مختلفةً أنواعها وألوانها.. وكذلك مناديل ورقية، وعلب سجائر متراصة بعناية يبيعها بالتقسيط.. كان يدخن لفافة من التبغ الرخيص، وبين الفينة والأخرى يرشف من كأس شاي بارد يودُّ لو لن ينضب معينه.. عيناه متعبتان، ذابلتان.. تتحركان في كل الاتجاهات، تتابعان أقدام المارة تذبُّ أمامه في كل حدب وصوب، فلا تكاد تزيغ عنها إلّا لتستقرعلى مشواة مطعم شعبي قبالته.. كان الدخان يتعالى منها كثيفا كحريق لا يبدو أنه سيخمد.. غمرته رائحة الشواء اللذيذة، فأيقظت الشهية الكامنة بداخله.. قرقر البطن، وسال اللعاب.. أخرج من جيب معطفه البالي كسرة خبز ملفوفة في قطعة من قماش كتلك التي يمسح بها الأحذية.. شرع يقضم الخبز الحافي بأسنانه المهترئة، ويشتمُّ رائحة الشواء ملء رئتيه..


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى