الهاربون من الجحيم..! عبد الرحيم هريوى /خريبكة /المغرب
الهاربون من الجحيم..!
عبد الرحيم هريوى
/خريبكة /المغرب
أي زماننا هذا..
وقد صرنا لما صاروا إليه!
وما صرنا نراه ونلمسه بحق رب السماء والأرض ..!
هو الخوف القهري..!
الخوف المبهم يطاردونا ليل نهار !
الخوف يغشى الأنفس وتلك حياة الآلة الجديدة
بطقوس غريبة يشوبها الهم و القلق ..!
هي الريح العاصفة ..!
هو عارض ممطرنا ..!
هو الخوف المبهم والقلق الجارف
يعصف بكل كيان بشري
وكل شئ صرنا نبصره من حولنا
في لحظات عيشنا..
سكون مطبق وانتظار
غابت نسمة الحياة
وحيوية أيام العيش والرغد
وعالمنا الفسيح
ضاقت به المساحات بين الأنام
وغابت عن الآدميين
لذة العيش والعشق والإحسان
وهيمنت سطوة الحفر والنبش و البنيان
وجمع الدرهم والدينار بالحلال والحرام
واستغلال الفقر والهشاشة
والحاجة وضعف بني الإنسان
فلا راحة صارت عندهم ترجى في أي مكان..!
وكل بني البشر
تائه يفكر و مهموم سكران..!
لا المال الوفير يزيل الغمة عن النفوس
و صار الخوف المبهم العاصف المطبق بكل كيان..!
ولا الجاه ولا الثراء نفسه..!
أمسى كما كان لقارون بلباسه ودوابه
عزة نفس ومكانة في هذا الزمان
الكل بالكاد يتنفس الهواء اليومى بمنظر الكمامة..!
الكل صار في قبضة من حديد
تخنق أنفاس الأبدان
أي زمان هذا بشتى الألوان
صار يعيش فيه هذا الإنسان..؟!
أي حياة هاته ..!؟!
أمسى يجاريها زيد وعمرو ابن النعمان..!
وقد غابت فيها لذة العين واللسان
كل شئ سوى أشباه صور مزورة
تراه اليوم العيون
كل شئ اليوم..!
يوحي لنا بالغضب والقلق والعصيان
وعلى أن زماننا هو غير ذاك الزمان..!
ونعيش سوى الليل حين نغط في فراشنا وننام..!
وصرنا نقضي أيامنا بلباس الرجل العريان
فهو لا يحمينا من قر
ولا يستر عورة ولا كيان..!
والخوف المبهم والقلق والضيق نحمله معنا
نتحسسه هنا وهناك و في كل مكان..!
سماؤنا مؤخرا بأمر من مولاها حسبت قطر المزن والسحاب..!
والأفئدة تَمَلَّكَهَا الخوف المبهم في هذا الزمان..!
فلا طمأنينة وجدتها في أي مكان..!
بني الإنسان ..بني الإنسان
يعيش آهات وتنهدات
يحمل أوزارها في صمت مطبق
ويرجع اللوم لنفسه وهو الهائم الحيران
وبشدة الضيق هو السكران
في زماننا الخوف والقلق وصمت اللسان
كله في زمننا العجيب ؛
أشياء تشبه زمن الدجال..!!
جمبل
ردحذف