مكوث الكاتب العام في الحزب أو النقابة،موضة سياسية أم عرف وتقليد عندنا..!

 


مكوث الكاتب العام في الحزب  أو النقابة
هل هي موضة سياسية أم عرف وتقليد عندنا..؟!؟

                                       بقلم الكاتب  : 

ع.الرحيم هريوى


ـ نعم ؛ ومن خلال ما نعيشه وعشناه آنفا في زماننا السياسي المغربي الحديث ، ولحاجة في نفس يعقوب قضاها عبر هكذا نقاش عمومي مثمر وهادف.. نتساءل اليوم مع الكثرين ، وذلك من أجل استجلاء الحقائق الغائبة عند البعض والحاضرة عند البعض الآخر،أكثر مما هي جلية وواضحة لدى السياسيين  "بين قوسين " أنفسهم،قبل أن تكون بصورتها الدراماتيكية،وكما صارت تتراءى من بعيد، سواء كان ذلك بالأمس القريب أوفي اليوم لدى عامة الناس وجميعهم ..!!

 - فهل هي يا ترى موضة سياسية مغربية بٱمتياز،أم أمسى عرف من الأعراف والتقاليد عندنا،وذلك بأن يطول مكوث الكاتب العام فوق كرسيه ما طال امتداد زمانه السياسي عينه، والذي صار ملكا له لا لغيره بسلطان الحق و القانون، سواء في الحزب كان ذلك المكوث أم في النقابة هي الأخرى..؟!

نعم؛عندنا أمست موضة سياسية ألفناها في حياتنا،كمجتمع عينه على ما يجري في واضحة النهار وجهارا،ولايتناطح في ذلك كبشان،الكاتب العام للحزب السياسي المغربي ومعه كاتب ذراعه النقابي،فهما عندنا يبقيان ما بقيا في مكانهما الأبدي حتى الرحيل الطبيعي طبعا، كما كان مع من رحلوا وسبقوهم لدار البقاء، على سنة سياسية أسنوها لهم، سينالون أجرها وأجر من عمل بها بعدهم إلى يوم يبعثون..وماعاش الكاتب العام أو استطاع التواجد في المقرات والتنقل بين المدن والقرى لحشد الأنصار لشخصه، وإقامة اللقاءات والعروض والندوات بٱسمه الكبير المشهور والغني عن التذكير، وذلك كله يدخل ضمن أجندته الحزبية أو النقابية، ومن أجل تذكير القواعد برمزيته وثقافته وأفكاره ومكانته سواء عند الخاص والعام،وكذا علاقاته القوية والمتشعبة وهلم جرا .. !!

  ولذلك؛ فالكاتب العام عندنا أمسى من الأعراف الحزبية والنقابية أن يبقى يحترم ويقدر ولا يرد له القول ولا القرار،لما عرف عليه بين القواعد وما قدمه ويقدمه وسيقدمه من تضحيات جسام و جليلة في سبيل أن تتبوأ النقابة الفلانية والحزب الفلاني، مكانتهما المرموقة في المنظومة السياسية المغربية،ومهما كانت الظروف،ومهما تغيرت الأحوال وتواجدت الإكراهات والصعاب..!!

الكاتب العام عندنا؛ وكعرف سياسي، فهو لا يتزحزح من كرسيه قيد أنملة،وله من ينصرونه و يؤيدونه و يمدحونه،ويقولون فيه ما قاله أنس في خمرته ،عبر هكذا مقالات صحفية بالمواقع الالكترونية أو المنابرالورقية، ولسان حالهم يصدح بقول كلام جهينة التي عندها القول اليقين..
-هذا هو الزعيم العالمي ولا حسد..!
- هذا هو القائد والمناضل النبيل والشهم..!
-هوهذا زعيمنا وسيبقى، والذي لا يوجد اليوم، ولا في الغد ،من يملأ فراغه إن غادرنا ورحل،ولامن يماثل قوة شخصيته وهيبته ومكانته الأسطورية ولا لسان خطابته ..!!؟

-وهو الزعيم والكاتب العام المشهور، بصولاته وجولاته.والذي أعطي وأكدى، ولولاه لما حصلنا على الرتبة 5 و6 و 7 في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة،ولن تعقد أية مؤتمرات وطنية جديدة قادمة، قد تلوح في الأفق،إلا حينما يستشعر قائدنا المفدى عن بعد مدى استمراره في مقعده المعلوم،وإلا غيرنا اللعبة من أساسها وغيرنا معها بعض القوانين والتشريعات القديمة المألوفة بجرة قلم..!
 - وله ما تمنى..!!
- وله ما أراد وشاء..!!
وها هم الأنصار القدماء من يدعمونه ، ويباركون له خطواته، كي يبقى ويستمر في مكانه المعلوم.وفي ظل عيون خصومه ..!!
- وها هو اليوم؛ يقول لأصحابه إن الناس قد جمعوا لكم فلا تخشوهم واخشوني،فأنا الزعيم العالمي والضامن للحزب الفلاني تواجده في الساحة السياسية،لأكثر من عقد من الزمان ونيف،وأنا ابن الحزب وقيدومه، وأنا المناضل الشهم و الفد،ولقد عشت منذ شبابي ضمن مؤسساته ،ولافخر؛فالكل يجزم بأنني واحد من خيرة مناضليه أبى من أبى وكره من كره ، وأنا بٱسمي وشهرتي أعتبر نفسي عضوا من قواعده ، ولقد تسلقت حينما تسلقت المسؤوليات عبر مؤسساته..وعشت ما عشت بضميري  معكم لعقود قد خلت يا سادة ..!!

- واليوم ها هم منكم من يريدون رحيلي للأسف الشديد ..!

-هو ذاك حال أمناء أحزابنا و نقاباتنا كما ألفناها، قد يكون الصراع على أشده بين جماعة الصقور والحمائم ،وإذا ما استمر النقاش،ولاتنازل قد يلوح في الأفق من المتشددين،فلابد أن يصاب الحزب الفلاني بأنفلونزا الشتاء البارد وتنتقل العدوى لذراعه النقابي،وبعدها ينشق الحزب الأم، وينجب له فروعا جديدة بأسمائه البارزة القديمة، أي من أولئك الذين كانوا يحلمون، وقد أرادوا استثبات الديمقراطية الداخلية لبيتهم الكبير،وذلك من خلال تغيير الزعيم الفلاني الذي عمر طويلا، وانعقاد المؤتمرات حينذاك في آجالها المعلومة، وفتح باب الترشيح أمام الأطر والكفاءات الحزبية والنقابية الشبابية مناصفة ذكورا وإناثا..وذاك لا يمكن أن يقع هاهنا لعدة أسباب معلومة و سالفة الذكر، لأن العرف عندنا لا تشبيب يكون في وجود الزعيم ،وبأن الكبير يبقى الكبير ولو شاخ ولو هرم ..!!

ويبقى الزعيم الفلاني في مكانه ويطول مكوثه على الكرسي مهما كان لذلك من ثمن باهظ.. ألا وهو الانشقاق من طرف أولئك الذين يعارضون استمرار كاتبهم العام لحزبهم الفلاني المذكور، وعيونهم على البديل المنتظر..!!

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى