هؤلاء المجانين؛ بدون مأوى..!! بقلم الكاتب عبد الرحيم هريوى خريبكة / المغرب
بقلم الكاتب عبد الرحيم هريوى
خريبكة / المغرب
أجسام تترآى من بعيد
تتهادى ويحملها الريح
يحملها قدرها للمجهول كي تمضي مسافرة
ولا حياة قد تعيش..!
تقتبسها العيون المارة بخوف وضيق ونكوص
هي
الأجسام المنهوكة المتعبة في الشتاء والخريف والصيف..!
هي الأجسام
التائهة المهبولة تمشي مهرولة عبر الرصيف..!
وبدون وجهة ولا قصد حتى..!؟!
هم الحمقى والبلهى والمجانين ..!!
وقد تشابهت لديهم الوجوه والأمكنة
//
الحمقى والمجانين ها هناك
في الشوارع المكتظة
تمشي مهرولة تائهة لا تدري ولا تداري
و بدون إحساس ولا شعور ولا وعي
تحمل الذكريات المؤلمة في الذاكرة
تكلم نفسها حينا..!
تكلم الخيالات والأشباح حينا آخر..!
تسمعها في حوارها المبهم ..!
وبأسماء غائبة عن المكان تصرخ وتنادي
تمشي بطولها وثياب بالية رثة..!
وتستحضر الماضي المدفون
والآلآم والانكسارات..!
وكل الصور المقبورة في الذهن
الباقية المتناثرة المتقاطعة
بغير ترتيب في الزمان والمكان
لا أحد منا يعرف ألوان وأصناف ذاك الحمق والجنون..!
ولا كيف مشت معه عدة أمور..!
ذاك بشر مثلنا بلحم ودم وشعر أشعت
فاقد لكل الوعي وسلطة العقل
ذاك الإنسان الأحمق ..!
وذاك الرجل المجنون..!
ننادي ..نلمح ..!
ونشير ..!
ونبتعد خائفين ..!
ونغير وجهتنا عابرين..!
ذاك الأحمق..
وهذا المجنون..!
يمشي في شوارعنا يحمل كل الهموم
تصادفه كل العيون
تتألم لحاله وتهابه
هو ذاك المجنون..!
مكانه ليس بين من يملك الوعي والعقول
يهددبالحجارة تارة كل المارين
أو بالعصا أو السكين كل المقربين
قد يقتل في أي وقت وحين
وقد يكسر
ويهجم عن غفلة
لأنه ذاك هو المجنون
والمسؤولية من يتحملها بوعي وعيون..!؟!
/ المارستان /
ذاك هو الملجأ له و المكان
لكل أحمق منا أو مجنون..!
وذاك حقه كمواطن وإنسان
هناك يتعالج ويتداوى
ولا يرمى به كما هو معروف ومعلوم
ذاك المسكين..!
كي يتيه بيننا
ونتخلص منه بصورة تراجيدية
في الظلام البهيم
ويهدد السلامة والأمن لكل برئ
بدون وعي ولا شعور
فمكان الحمقى والمجانين يا مسلمين ..!؟!
ليس بين الأسر والأنام
ولا التيه بين الطرقات بين العموم
ودواؤهم وعلاجهم في المستشفيات
كي تعيش البقية في مأمن وسلام
مسيرة موفقة بإذن الله
ردحذفموفق بإذن الله
ردحذف