قراءة؛ لفك طلاسيم جمل شعرية، للشاعرة المغربية "نعيمة معاوية..!! عبد الرحيم هريوى الرباط اليوم المغرب

 


قراءة؛ لفك طلاسيم جمل شعرية، للشاعرة المغربية "نعيمة معاوية..!!



هو ذاك الشعر في وقت من الأوقات يتحول كبلسم لجروح الأفئدة..هو ذاك الشعر الذي نركب أمواجه كي نغوص في أعماق وأغوار من يكتبه بعشق للكلمات التي تحمل أثقالا كالجبال..قرأت للشاعرة نعيمة نصها وتهت باحثا عن صورتها الشعرية ،وكأني أبحث عن ارتدادات الذات الشاعرة ، وأردت أن أحسم في نوعية الخطاب..فمن تكلمين عبر بوح جامح لمشاعرك الإنسانية الرهيفة..ولعل البداية كانت ذات معاني شتى ،وما حمل الحقائب إلا تعبيرا عن سفر غامض عبر قصيدة بوشائج حزينة نحو لحظات الوداع ،وما ذاك السلام إلا رسالة تركت على حافة مكتب بجملة تحمل شيئا من حمولة الحزن..وهي في بوح ذلك تصدح بما فيه من أثر :


سأحمل حقائب الوداع الأخير.

بعيدا عن صخرة سيزيف.

وتحت صفصافة النسيان.

سأقرئك السلام.

وبعض من رسائل هذياني.


وبعدها تبدأ الرؤيا في الاتضاح، رغم ما تحمله من شيء من الضبابية في قراءة المعنى الحقيقي المقصود..ولعل التواجد في مواجهة ضائقة لمشاعر عابرة في تواصل ما،أوفي التعامل بمشاعرنوعية مع تصرف غيرمنتظر،مما يجعل الشاعرة نعيمة تتأهب لكل موقف، بعزيمة وإرادة وشجاعة، لمن ألف البحر وصخب موج الحياة ،وصروفها،وقد ألفت الواقع، ولها من الأسلحة ما يكفي من ثقافة التحدي،وهي الرافضة لكل تصرف غير محسوب يحمل معه نذوبه وجروحه ودموعه.. وهي تدون مايلي :


 صحوت على هدير

موج صاخب

علمني فن الغوص

وقراءة طلاسيم الإبحار

لا لقلب مثخن بالجراح

لا لدموع ترسم ملحا مستباح


وبعد هذا الفصل من سيناريو قصيدة جميلة بدون عنوان،و ببلاغة من الاستعارات والمجاز اللفظي، وبحمولة من لغة شعرية بتحايل مقصود في الخطاب المزدوج في معانيه،وإضمار البوح الفصيح،تعود لغة الشاعرة بعد فترة من الصعود إلى البحث في خطابها على هدنة وسلام،وإشارات من الحسن والجمال الغير المعتبر كذكرى وتذكير.. حين تبوح :


بحث عني  فوجدتني

بمرايا القمر

بشروق شمس الصباح

ببسمة طفل

يغفو بحضن دافئ

يرسم خرائط العودة


 وفي نقلة دافئة غير منتظرة لقارئ مثلي،تعود لخرائط الوطن ،وكل الأماني في نظرة بعيدة متقطعة في حسم إحساسي منبعث من الذات،و بصيص من الأمل.وكل ما تحمله الذات الشاعرة من وشائج وأحزان،تشكوها لوطن جريح باحثة من أجل مفعول لأجله ،عن فرحة مؤجلة في صورمن مخيالها الشاعري تحملها كصور في ذاكرتها الفردية الزمانية والمكانية،هو ذاك الفرح المنشود بهودج بلقيس وبأكاليل من زهر اللوتس، وموسيقى بعزف من نوتاته بتهوفنيه..ولم تحسم في أمر حزنها بعد،وما تحمله من نبض حزين جارف لأحاسيس مدفونة في أعماق ذات مكلومة، تبحث لها عن إرادة الخروج من بوتقة تلف بها روحها المتألمة عبر كلمات مبحوحة توقع عبرها صكوك الشجن ،في نهاية القصيدة عبر نهاية حزينة غير منتظرة ،وبالخصوص بالنسبة لي الذي ألفت بناء القصيدة ،التي تصارعني وأصارعها وبكل اعتراف تكون الهزائم متتالية ،مما يجعلني أأجل المنازلة للقصيدة القادمة..

وفي نهاية مؤلمة تبكي كلماتها الشعرية بدل نعيمة ..


أيها الوطن الجريح

أريد فرحا يزفني

بهودج بلقيس

بأكاليل زهر اللوتس

والعزف نوتاته بتهوفنية

يراقص نبضي الحزين

يمطرني عشقا

ينعش أوردتي المهترئة

آه وكم من آه

ترتقها إبر صدأة

وكلمات مبحوحة .

توقع صكوك الشجن .



النص المستهدف من القراءة


سأحمل حقائب الوداع الأخير

بعيدا عن صخرة سيزيف

وتحت صفصافة النسيان

سأقرئك السلام 

وبعض من رسائل هذياني

صحوت على هدير

موج صاخب

علمني فن الغوص

وقراءة طلاسيم الإبحار

لا لقلب مثخن بالجراح

لا لدموع ترسم ملحا مستباح

بحث عني  فوجدتني

بمرايا القمر

بشروق شمس الصباح

ببسمة طفل

يغفو بحضن دافئ

يرسم خرائط العودة

أيها الوطن الجريح

أريد فرحا يزفني

بهودج بلقيس

بأكاليل زهر اللوتس

والعزف نوتاته بتهوفنية

يراقص نبضي الحزين

يمطرني عشقا

ينعش أوردتي المهترئة

آه وكم من آه

ترتقها إبر صدأة

وكلمات مبحوحة .

توقع صكوك الشجن .

معاوية نعيمة / المغرب


تعليقات

  1. مرحبا واهلا
    شكرا 🌹
    تحية ود وتقدير للشاعرة نعيمة وكذا القارء المقتدر حقا نص يستحق
    حقا

    ردحذف

إرسال تعليق

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى