كلمات إلى القارئة النهمة حسناء أزفاض
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
يظهر أنك قارئة متميزة،فأنت لا تطاردين النهايات،بل تبحثين عبر سرعة متريثة،عن أي أصناف العسل تبحثين ،ولكي تتذوقين شهده .الذي يحمل سر أجود العسل .
أخيرا؛صارت لنا رواية مغربية مائة في المائة،لما تملكه من خصوصية مغربية،سواء في شكلها ومضمونها وخطاباتها،إذ أمست في صورة خاصة بلباس مغربي أصيل،وبثقافتها المتنوعة،كي نلجها من بابها الضيق،بعدما بدأنا نتجاوز ما كان يسمى بالثقافة العامة،ومنها سواء المحافظة أو التحررية أوالمزدوجة في زمنها القديم، وعلى حد قول ميشال فوكو في هم الحقيقة (الكلمات والأشياء)دخلنا لمايسمى بالثقافة النوعية كي نتخطى النزعةالإنسانية للوجودي سارتر والتاريخية لأنجلز وماركس. ودخولنا لما بعد الإنسانية في عالم المعرفة والثقافة ..

لقد سبق أن قال الناقد المغربي"سعيد يقطين"بأن الروائيين المغاربة مؤخرا،قدبدأوا يبدعون في نصوصهم، برجوعهم وعودتهم للتاريخ و للقصة وللحبكة وللصورة و للحدث و للمشهد والجملة السردية.وكما قال الناقد المصري محمد الضبع :بأن الفن السابع اليوم؛ هي السينما بدل ملك الفنون في السابق المسرح،الذي نال الريادة في زمنه.والتي أثرت فيها،أي الرواية في زمن السيتينيات،واليوم تغيرت الأدوار.وصارت السينما المؤثرة في مجرى كتابة النص الروائي،وبشكل كبيروواسع في بنائها المعماري الحديث لفصولها..أي؛من خلال المشهد والتقاط الصورة ،والسرد الحكائي وتنوع الأبطال ..

واليوم؛مانراه من ثورة مغربية في التهافت على الكتابة الروائية من طرف من هم خارج عالمها من مهندسين وفلاسفة وأطباء وفنانين..وبذلك أمست تشهد المكتبة الأدبية المغربية ميلاد نصوص نوعية ومصنفة وأكثرمن رائعة،لكتاب مغاربة كبارإن لم نقل عالميين،مادامت نصوصهم تمت ترجمتها للغات سامية. وأخيرا كان لنص "هوت ماروك " للشاعر والروائي والإعلامي"عدنان ياسين" إذ كان لنصه شرف التواجد، كنص مغربي ماتع باللغة الأنجليزية بمكتبة عالمية بجامعة هارفرد،وقدسبقه الخبزالحافي،الذي تسلق هوالآخرسلم الشهرة الأدبية العالمية في البوكر..والنص ذاك؛ولجودته نفذ من السوق المحلية،وأعيدطبعه للمرة الخامسة كي يعيش بين جمهور القراء بجنسيته المغربية المتميزة.وهو يتكلم عن مدينة عالمية، وهي مدينة كتابة" مراكش"التي كتب عنها الكثيرون،من خارج المغرب.وهي أيضا،سوق كبير للكتاب،ومولد للشعراء والأدباء والفقهاء عبرتاريخ المغربي.ولنا في تراثنا الأدبي المغربي أوضح صورة...

إذن؛نص"هوت مارووك"بالفعل يستحق سعره المعلوم 140.00درهم،ولعله اعتمد نفس السعر للنصوص الروائية الحديثة ،لكتاب كبار على شاكلة نصوص حسن أوريد الأخيرة، الموتشو والموريسكي ورحلة من الجنوب..أما نصه الأخيرالموتشو فلدي وجهة نظري الخاصة،وحتى نضع جمهورالقراء مناصفة أمام الصورة،لأنه خلط بعض الأوراق لدينا،كأسرمغربية محافظة.إذ أنهاتخطت جميع الخطوط الحمراء،أي في ما يرتبط بتقاليدنا وأعرافنا وعقيدتناأي حول ما يمكن أن نعريه تعرية مكشوفة ومفضوحة،عن حياتنا الشخصية وارتباطاتنا وعلاقاتنا الحميمية بغرف النوم،وما نقوله وما لايجب أن نقوله،لذلك فرواية الموتشو لاننصح بقراءتها إلا لفئة معينة من المجتمع،أخص بالذكرالشباب،المراهقين مناصفة إلاالمتزوجين،وقدكتبت في شأنها قراءةأدبية حول كل جوانبها التاريخية والسياسية والاجتماعية،وماتحمله من خطابات سياسية وفكرية ثقافية،بثوب للباس روائي محض.وشبهتها ببعض الأفلام لسينما منتصف الليل،التي كان يقدمها الراحل نور الدين الصايل،وحين يكتب ممنوع على الأطفال،أو لأقل من ثمانية عشر سنة (18).فلاعلاقة لهابما أقدم عليه محمد شكري في روايته الخبزالحافي،ولربما حتى زمن الكتابة لكلا النصين،لعب دوره في ما أقول.والله أعلم
يظهر أنك قارئة متميزة،فأنت لاتطاردين النهايات،بل تبحثين عبر سرعة متريثة،عن أي أصناف العسل تبحثين ،ولكي تتذوقين شهده .الذي يحمل سر أجود العسل .
- تدوينة وتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي للكاتب علال أب أشرف الجعدوني
هناك كتابات تؤجج الإحساس بروعة الحضور مما تستقطب القارىء وتسقطه في حبال الإعجاب لعذوبة الأسلوب والصور والمشاهد الأدبية والشعرية ،كما تخلق لذة القراءة لما تحتويه من خيال ، وغالبا يكون هذا النوع من الكتابات له صلة وثيقة بالحياة وقضايا المجتمع ، فكل حرف يمس الروح بصدقه يجعل الإنسان يرتشف منه لأنه قد يشفي الجرح الغائر الذي ينبض به شريان العاشق لما يحمله من معاني لها إيقاع داخلي أبلغ من كل كلام ينهش الوجع الساكن في الذات والذاكرة والفكر ... وبفطنة وتبصر لا يتردد القارىء من الركوب على الحركة التي يحملها الحرف ليرتاح نفسيا بعدما تكون الكتابة تترجم رؤى الأبعاد التي تطرح كل الأوزار لتحقيق التوازن واستبدال الوجع ببرد السكينة .... فالقراءة هي جسر الخبرات الجمالية لتحقيق صفاء الروح ،كما أنها تعكس واقع الإنسان وخاصة الثقافة المرتبطة بالقلب ارتباطا تضج بالحكمة والعبرة وصدق المعنى ، ففي القراءة يجد الإنسان متنفسا تسعف أرقه وتضيء ثقب روحه بل يمكن القول مجازا تراث ثقوب روحه ... حتما هناك علاقة وطيدة بين القارىء والكاتب وبالأخص عندما يجمعهما صوت صادق من المجتمع ،تلك هي طبيعة القارئة التي تفضلت بها سيدي عبد الرحيم هريوي لأنها وجدت حروفا مترجمة لحياتها مما جعلتها تحلق في تخوم الكتابات تناغي الوظائف الإبداعية بمتعة واندهاش بمختلف تجلياتها ومظاهرها المتباينة .
فتحية لك أيها المبدع على هذا العمل الرائع الجميل والمحفز ،إذ بنشر مثل هذه النصوص تدفع بقوة كل الأصوات العاشقة للقراءة الارتواء من متعتها بشكل مستمر ...
- كلمة للناشر؛ في حق ما دونه الكاتب والناقد علال أب أشرف الجعدوني:
نحن الأسعد بعودتك لساحة الأدب وفنونه،وبقلمك الجريء الذي ينطق الحجر ،ويخدش طفح الجلد،ويترك الندوب والأثر.ونضيف تدوينتك سيدي علال للمنشور لكي تضيء بنورها في سماء الكلمة العميقة والمعبرة العقول المتعطشة لطلب المعرفة، وتجدد لديها الأفكار..
تحية أخوية للكاتب الجميل سيدي علال الجعدوني
تعليقات
إرسال تعليق