دعوة خاصة..! نورالدين بنصالح زرفاوي. // 26 أبريل 2024



 دعوة خاصة..!


نورالدين بنصالح زرفاوي.

26 أبريل 2024


صدفة،التقينا وجهاً لوجه في أعلى السلالم.. ببسمة مغرية من المسافة صفر،رمتني..وبدعوة مفاجئة بادرتني،وهي العصية الأبية :

   - أحمد!..مرحبا بك، لدينا اليوم حوتاً مشويّاً لوجبة العشاء!..

قالتها وتابعت مشيها نحو الجناح الخاص بالطالبات،مخلّفة وراءها شذى عطرها النفّاذ..وكذا زوبعة من الأحاسيس اللطيفة الرائعة تغسلني من الداخل، وقد عصفت بالفؤاد..شيّعتها بنظرات حالمة، وقد تجسّدت كلّ أنوثتها الفاتنة في خطواتها، فغمرت المكان بسحر لا يُضاهى.. لعلّها عائدة للتوّ من المدينة البعيدة!..ولعلّ الكيس بيمينها يحوي سمكاًمشويّاًشهيّاً!..هههههه..هراء!..وفيمايهمُّني إن كان السمك مشويّاً أم طريّاً،وقدارتسمتْ بين جدران ذاكرتي المحمومة صور متألقة لأمسيّة رائعة في غرفتهاالصغيرة الأنيقة؟؟..حيث كل شيء ينبض بالدّفء وبالخصوصيّة: الضوء الخافت،والموسيقى الهادئة،ورائحةالعطر الجذّابة..وماذا؟..إنها أمسيّة يوم سبت!..وأمسيّات أيام السبت في مدرستنا العتيدة المنعزلة وسط الفدادين الشاسعة، المتربّعة في جلال ووقار بين بساتين الزيتون ومختلف الأشجار المثمرة المترامية، لها طقوسها الخاصّة!..


منتشياً، تابعتُ نزولي نحو مقصف الطّلبة بالطّابق الأرضي.. حيث الموسيقى الغربيّة صاخبة، والأضواء الملوّنة تتراقص شاحبة..وحيث الضوضاء عارمة، والجوّ يتنفّس رائحة السجائر الكريهة.لا،وألف لا!..هذه أمسيّةسعيدة..إنها أمسيتي بامتياز..أمسيّة تاريخيّة رائعة سأكتبها في سجلّ ذاكرتي بماء من ذهب..لن ألج فيهاذاك الفضاءالملوّث،بل لن أهدرفيه -بعد يومي هذا-دقيقة واحدة من زمني السّعيد..ولن أعتكف أيضا–كعادتي كل أمسية- في مكتبة "الرّفاق"..لن أتفحّص تلكمُ الكتب الشيوعيّة،الاشتراكيّة،الماركسيّة،اللينينيّة،التقدميّة، الثوريّة لن أغوص بين صفحاتهاالصفراء..سأعرج على حديقة مدرستناالمزهرة..سأقطف وردة من ورودها الزّاهية..سأناولها إيّاها بنفس راضية مرضية..وهل هناك أجمل وأروع وأسمى من أن أهديها وردة يانعة؟؟..ثمّ سأصعد إلى غرفتها..سأطرق بابها..سأنتظرإشراقتهاالبهيّة..سأملأ أنفاسي بطيب  عطرها..عطرُها النّديّ الزكيُّ، الذي كان يعبق به الجوُّ قبل قليل فقط،يتلاشى الآن مع كل درْجة أهبطهانحوالطابق الأرضي..وخيبةُ حلم تزداد وتتعاظم مع كل نسمة تحملُ رائحة الحوت المشويّ التي تنبعث من مطبخ المدرسة..


نورالدين بنصالح زرفاوي.

26 أبريل 2024


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى