النزول على كوكب المريخ، والحصول على الكأس الفضية للمسابقة القارية لدى المغاربة، هما سيان لنا اليوم..! عبد الرحيم هريوى خريبݣة اليوم- المغرب

 النزول على كوكب المريخ، والحصول على الكأس الفضية للمسابقة القارية لدى المغاربة، هما سيان لنا اليوم..!

عبد الرحيم هريوى

خريبݣة اليوم

المغرب


وفي الأخير؛ فهل يجوز لنا كمغاربة أن نقول بعد كل هذه النكسات والخيبات،فحلمنا  صار النزول على القمر،والحصول على نسخة ثانية للكأس الفضية في كل كان can  جديد..هو من سابع المستحيلات على أرض الواقع،وكحلم في الخيال ممكن..!؟



بالفعل كانت الصدمة هذا المساء أكبرمما كنا نتوقعه،ولاأحدكان يظن أن الأمورستجري بماتشتهيه سفن جنوب إفريقيا،ولعل الإعلام لعب دوره،وَسَوَّقَ للجماهير المغربية المتعطشة لما يفرحها،في ظل مايعيشه الإنسان المغربي من ظروف اجتماعية وسياسية وغلاء معيشي،ولهيب أسعار يزهر مع بدايةكل يوم جديد.الأثمنة لاتعرف إلاارتفاعامن حيث لا تدري،سواء في الدواء أوالغذاء والخضر وهلم جرا.وفي انتظارفرجة أوخبرساريفرح قلوب المغاربةجميعهم،ويخرجهم من ضائقة العيش،هم بذلك يتناسون مشاكلهم الكبرى والصغرى،ويكون ذلك نصرة كتيبة الرݣراݣي ،لكن الصاعقةكانت كماشاهدتها الجماهير المغربيةعلى منتخب وطني،بالكاديتنفس لاعبوه،وهم يحملون أثقالا فوق أثقالهم النفسية والبدنية..وكانت الهزيمة مدوية،مدلة، بكل المقاييس ليس للنخبة فحسب بل نكسة للكرة المغربية برمتها،التي تعيش في حجر كروي لشهور خلت..والبطولة الوطنية في راحة بيولوجية..!


 وكي تكون ذاكرتنا قوية،كذاكرة فيل،فلقدسلكناكل الطرق الممكنة،التي يمكن أن توصل كرتنا المغربية للكأس الفضية،والتي كان لنا نصيب منها،واحدة يتيمة الأبوين منذ 1976وكان ذلك في زمن باللونين الأبيض والأسود،وفي زمن لم يكن للتلفزة وجودا إلا عند القليل من الأسر الميسورة،وبعض المقاهي،وكنا نتابع المقابلات عبر الأثير في وقت كان فيه راديو فيليبس والكتبية لهما حضورهما الإعلامي في حياتنا كشعب،وفي وقت كذلك؛كانت فيه الكرة المغربية في بطولة وطنية لها تلعب بالفطرة،أيام ممبارك وحمان وفرس وعسيلة وبابا والهزاز..!


واليوم ؛بعد مرور ما يزيد عن 48سنة،ما زلنا نحلم في كل بطولة بالقارة،بأن يسعفنا الحظ في المنافسة على الظفر بنسخة ثانية،في وقت ظل آخر إنجاز لنا بتونس سنة 1984 أيام المدرب بادوالزاكي، الذي ظل النهائي يحمل أسراره الخفية وماتت معه ،زبالطريقة التي هزمنابها ،أمام فريق تونسي متواضع لم يكن أحسن حالا من نيجيريا التي سحقناها برباعية مدوية،والجزائر كذلك ومالي..!!


لقد جربنا كل السبل يا مغربي ويا مغربية حتى اليوم. عبر المشاركة بمنتخب جله محلي ودعمناه ببعض المحترفين،ولم نصل للهدف،و في غياب سياسة رياضية ناجعة في مجال الكرة،ومن خلال خلق بطولة احترافية قوية، بما للكلمة من معنى،كما كان الشأن في زمن الجيش الملكي مع الراحل فاريا الذي قاد منتخب 1986بمكسيكو لدور الستة عشر أيام خيري وميري كريمو وبودربالة وخليفة والزاكي والمريس..وقداعتمدنا على كل الأجيال سواءالأولى أوالثانية أوالثالثة للمهاجرين عبرربوع المعمورة،وبأسماءمشهورة ومحترفةفي زمانها،وبأقوى الفرق الأوروبية،وظل كابوس المرورلدور الستة عشر،لايتحقق إلالماما،وسرعان ما يتحرك محرك الطائرةليعيد الكتيبة لأرض الوطن،بعدكل فشل وخيبةكبرى في تحقيق الحلم الوردي المفقود..!


و الجديدالغير متوقع ؛كان في سنة 2023إذكبر الحلم مع الرݣراݣي في قطر،بعدمااستطاع تجاوزكبار المستديرة،ومدارس لها باع في التكوين والتدريب والنتائج،ككرواتيا وبلجيكاوكنداوالبرتغال،واستطاع أن يجعل من منتخب الجاليةالمغربية للمستديرةرمزامن رموزالقارة الإفريقية،وتسويق المنتخب بمظهر القوي ،وإذ صار من الأوائل في الترتيب العالمي لكبار الكرة بين عشية وضحاها عبرالعالم،وتوقف الحلم أمام فرنسا بنفس النتيجة لليلة البارحة بهدفين دون رد،كما توقف أمام جنوب إفريقيا،وكانت النكسة أكبر مما توقعه عشاق النخبة الوطنية،وسالت الدموع عن حظ عاثر يواجهنا كلما كبر حلمنا في القارة،نحن نتقاسم مع شعوبهاالجغرافيةولغةمولييروالفقروتدني المستوى المعيشي،وضعف الخدمات في القطاعات الاجتماعية،لكن عشق الكرةيبقى متنفسنا الوحيد،كي ننسى همومنا ومشاكلنا البنيوية،ونبحث عن نشوة وسعادة عابرة، عبر سباق الخيول أوالتيارسي،ويظل الحلم سائرالمفعول حين اختيار الأرقام الستة،وينتهي مع نهاية العمر والمسير..وفي حبنا للكرة وللنخبة الوطنية وارتباطها بالأرض كأمة لاينازعنا فيه أحد،بحيث يعيش المغربي والمغربية على الأعصاب وفي درجة التوتر النفسي،إبان كل محطةمن محطات الكان،ولكن أمسى المصيرمعروفابحق، ولو "طارت معزة "ولودربنا مورينيو أوتشافي،لأن الكرة هي لعبةقبل كل شيء،وفيها منتصر ومنهزم حسب الظروف والأجواء للمقابلة،وعامل الحظ،لكن الدول المتخلفة توظفها أيديولوجيا وسياسيا لخدمة أجندة اجتماعيةوظرفية،كما سبق أن قال أحد الظرفاء في زماننا لما كنا نحج للملعب،وكان للجماهير مقابلة ثانية مع الحكم،كلما زاغت صفارته ،وتردد الجماهير لتفريغ الألم : 

"الحكم أمسخوط الوالدين..!!"


واليوم؛الزمان غيرالزمان،مع الثورة الرقمية عبرالسوشيال ميديا،فأمسى الكل يشارك في الصغيرةوالكبيرة للمنتخب عبرالصورةوالتدوينة والتعليق،وتعرت الحقائق التي ظلت غائبة عن الكثيرين،فالكرةقبل كل شيء،هي لعبة،لكن لا ننسى أنها منفوخة بالسياسة أحب من أحب وكره من كره،لكنها مع كل ذلك فهي معاناة للطبقة الشعبية مع كل نكسة وخيبة،وتكون لها نتائجها الوخيمة على نفسية عشاق النخبة الوطنية، فلهذا لابد أن يطرح السؤال  التالي :


-ألم يحن الوقت أن يفكر كل واحد منا بالطريقة التي يجب أن يحب بها فريقه الوطني،وبدون حماقة وجنون مفرط، حتى لا تكون له نتائجه الكارثية على الكثيرين من المتفرجين،الذين يقعون في مصيدة الإشهارات والإعلانات وسموم الإعلام،بحيث  نمسي الفريق الذي لا يقهر،والرابع عالميا،وفي الأخير تراه يحتضر أمام فريق جل لاعبيه من فريق محلي لصان داونز..!؟!


-وبعدكل صدمةونكسة قديمة منها وجديدةوانتهاء المقابلة،كم من المغاربة مناصفة،سيراجعون أوراقهم مع الحلم الوردي الكبيروالمنتظرفي الصعود للقمروليس الحصول على نسخة على الكأس الفضية.لأن ذلك أمسى من سابع المستحيلات..وبالنسبة للكاتب عينه،وعاشق للنخبة الوطنية،فقدوضع حدا لهذه الحماقة واتخذ قراره النهائي،بأن يتوقف على مشاهدة أي مقابلة لكرة القدم كيفما كانت،وأن يذهب للبحث له عن أشياءأخرى غير دجال القرن 21 كرة القدم ..!

-وكما قال أحد الظرفاء رحمه الله، حينما سألته، هل ستتفرج في المنتخب الوطني اليوم؟!

-أجابني : ولو كانوا سيلعبون عندي في السطح.


-وفي الأخير ؛يبقى السؤال السيكولوجي العميق والأخير،وهو..!


-كيف يقضي الإنسان المغربي الواعي والمثقف على عدم تعاطيه حب الكرة بحد الحمق والجنون،وبعدما يكون قد انتصر لحياته السعيدةونفسيته وسلامة جسمه،من خلال التخلص من القاتل المسموم في عصرنا هذا،ألاوهو التدخين،ولكن القاتل الأكبر المحطم للنفوس في هذا العصر هو الكرة والقلق، والجري وراء انتصارات في عالم الوهم،كما تصورها لنا أكثر من جهة..!؟

تعليقات

  1. زماننا استغربت من أمره الاقدار
    تحياتي استاذي

    ردحذف
  2. لافض فوك استاذي
    مقال يشفي الغليل
    شكرا لك

    ردحذف

إرسال تعليق

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى