عذرا يا غزة خذلناك..! عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
عذرا يا غزة عن خذلانك
مع الأسف
وإن أنت يا عزيزتي وجدت نفسك لوحدك في ساعة الوغى
وأنت في خندق الفناء
أمام عوارض ممطرة من النيران
عذرا لنا يا غزة إن نحن خذلناك
فالموقف أكبر منا
ومما تتصورينه
وهل نحن نقدر
وهل نحن نستطيع
أن نغضب الغرب والأمريكان
هم أصدقاؤنا وحلفاؤها
ولنا معهم عدة اتفاقيات
لا نقاتلهم ويقتلوننا
لا نرتكب مجازر في حق شعوبهم
ولهم الحق في إبادة ما يشاؤون منا
نشتري منهم سلاحهم
ولا نستخدمه في كل مكان فيه يتواجدون
عذرا يا غزة لن نقدر على نصرتك
نحن أضعف من الضعف
ونحن أهون من الهوان
ونحن لا نقدر على مواجهة الأمريكان
كما تعلمين وقد حركت كل اساطيلها البحرية والبرية والجوية
هؤلاء الجبابرة يقفون في وجه السماء والأرض
عذرا يا غزة
نحن لا نقدر على نصرتك
ونحن بيوتنا أوهن من بيوت العنكبوت
ولكل واحد منا لغة يتكلم بها
وهم اليوم يقولون لك يا حبيبي يا غزة..!
أمريكا هي إسرائيل
و
إسرائيل هي أمريكا
وها أنت يا عزيزتي غزة على علم يقين
ونحن قد اجتمعنا
لكي نصلي عليك صلاة الغائب
ونحن ؛هم العربان
ونحن؛ هم المسلمون
نصروك في جمعهم العاجل والمفروض
ونصروك واحدا واحدا
بأبلغ لغة للضاد والفصاحة والبيان
وآيات بينات من القرآن
وتنافسوا في ما بينهم على الأسلحة اللغوية المنتقاة والمتطورة
من قاموس الرثاء والبكاء والخيبات والخذلان
وفي أبلغ اللسان
والخطابة من ألغاز واستعارة في الكلام
وحضرنا كلنا وما تخلف منا أحدا
و لباسنا التقليدي وهواتفنا الذكية من صناعة غربية
وكاميراتنا المشتعلة
و أخذنا سيلفي مع بعضنا
ووثقنا حضورنا في جمعنا الذي لايعتبر
نحن نعلم وأنت تعلمين وإسرائيل وأمريكا والغرب يعلمون ومتأكدين
اجتماع صفر في الخلف والأمام وفي آخر البيان
ذاك الصفر الذي اكتشفوه أجدادنا
ووضعناه نتباهى به فوق رؤوسناوبذلك كانت قراراتنا خطب وشعر حماسي رتيب كلقائنا
وقلنا أن القمة التي جمعتنا كان يجب عقدها فوق دمارك وأحزانك وأوجاعك وصور من مذابحك
لكنه كان الرفض جماعيا ولا معارض واحد فينا
لأننا ما نحن إلا دعاة سلام
ولا دعاة حرب وليس لنا مع الشاعر العربي العاق واليمني الأصل
بيننا آمرؤ القيس
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا // كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ // كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
ولا نسعد بالدماء وأشلاء الموتى
عذرا يا غزة لن نقدر على مناصرتك
تعليقات
إرسال تعليق