شذرات أفكار عبد الرحيم هريوى/خريبكة اليوم/المغرب
دعني أفسر لك يا ابن أمي أشياء كثيرة ربما غابت عنك ،وهاهنا أوضح لك أكثر؛ بعض الأمور وبشكل مبسط جدا، و بلغة علم النفس الاجتماعي الحديث، عن الإنسان المقهور بدول العالم المتخلف (الإنسان المقهور مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور للدكتور مصطفى حجازي) فما هي ياترى الفئات المتعاونة على استغلال أوضاعه وقهره فكريا وإنسانيا واجتماعيا ..؟؟ سؤال فهناك أولا الاستبداد السياسي والفكري والاقتصادي والثقافي والأمني و بكل أصنافه الظاهرة منها والخفية وهناك ثانيا الأصوليات التي تغير لباسها الفكري وثقافتها تبعا لموقعها السوسيولوجية والتي منها من تركب الدين مطية للدنيا وبذخها ،وإذ تجعل من الماضي البعيد نبراس مستقبلنا و طهرانية حاضرنا، وتساهم من خلال ما أتيحت لها من قنوات ووسائل تواصل في إعطائنا دروسها بالمثالية والطوباوية و التي ينجر وراءها بالطبع الجهلة والأميين ثوهنا أخيرا العصبيات؛ والتي تعتبر نوعا من اللوبيات التي تتحكم رقابنا من خلال ضبط مقياس اجتماعي وسياسي واقتصادي في موازين تقسيم العمل والثروة.. والمحافظة على الشبكة الاجتماعية التي تخدم مصالحها الكبرى والصغرى.. لذلك نخرج بخلاصة كي نقول : فلكل فئة من الفئات مساحة من أراضيها تلعب فيها لعبتها المفضلة، من أجل المحافظة على كينونتها ومصالحها وثروتها . وها هنا نتذكر قولة العالم المصري البنة لما قال قولة شهيرة ، نتمنى أن يصل الدين لأهل السياسة ولا تصل السياسة لأهل الدين. لماذا ذلك القول.؟؟ لأن كل من يستغل الموروث الثقافي أو الاجتماعي أو القيمي والديني لتحقيق أفضيلة ما على حساب الشعب والوطن ،والحصول له على امتيازات وثروة عظيمة ،فهو شاء أم أبى يقوم بنوع من البرغماتية السياسية بطريقته الخاصة
( أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّه..)
تعليقات
إرسال تعليق