خلف حائط من الصمت..! عبد الرحيم هريوى - الرباط اليوم - المغرب
عبد الرحيم هريوى
الرباط اليوم
المغرب
كم تذكرت صورا من أيام خوالي
وتهت عبر تضاريس العمر
وتشبت بخيال من حيث لا أدري
وظلت سوى خيط دخان
عبر فضاءات عالم ذاكرة تحترق وبألم تبكي..!
***
وتذكرت يوم قبلت بالشعر صديقي..!
والقلم والقرطاس أحبتي وجيراني..!
وصرنا نمشي سويا عبر ربوع ذاكرة التاريخ المنسي..!
نبشنا في كل الهم والغم والحزن الذي أكل الصدر بغور عميق
وترك الذنوب في مسرح العمر
***
كم أنشأنا من قصور من الرمل
وكم ٱنتظرنا كل شئ غريب يحمله عباب البحر..!؟
وكم يكون القلم مفجعا للقلب..!؟
وكم يكون الصدر في لحظات الذكرى ملعبا للقهر..!؟
وكل الماضي لم يدفن ميتا بل يعيش بيننا في ذاكرة العمر..!
كله أفلام تتربص بنا في اليقظة والنوم..!
كم كنا لا نرى الحمق والجهل بين ثنايا الدهر..!
كم كنا أقرب لعيش عبثي بين فيافي وصحاري وكثبان الرمل..!
ولا الحيوان فينا يتوقف عن الشرب من أي ماء ويجري
و يسابق الزمان المفقود تحت ظلال أشجار لا حد لها في العمر..!
ما أقبح القلب حين يدمي..!
وما أبعد المشاعر بقيم أوصاف
لا يرضاها الخاطر حين يسبح عبر هواء أزرق قرب البحر ..!
قلت لضميري لا تحملني لجهة الأوجاع والضر
توقف أرجوك..!
لا تعذبني أكثر عبر مساحات العمر..!
وقلت للطفل الحي بين جوانحي ليتك بقيت صغيرا طوال العمر ..!
وسألته :
لما كبرت سوى باللحم والعظم والطول والعرض..!؟
وتعاظمت رغباتك
و تفتكت شهواتك
في كل إثم وقبيح وجرح..!
***
وتذكرت يومها
لماذا طرقت في يومها باب الشعر ..!
وهو يسألني بصوت رهيف
من خلف حائط الصمت..!؟؟
من الطارق في ساعة آخر الدهر..!؟
قلت:
أنا الذي أحمل حقيبتي كي أهاجر بخيالي لأبعد قطر..!
قلت:
أنا الذي أكابد الحلاوة بالمر
أنا الذي تكالبت علي كل الذكريات بكومات من حزن
قلت:
أنا الذي غضبت من الغضب لنفسي..!
قلت:
أنا الذي هدني همي وحزني وأوجاع ترسبت في قلبي
وبعد أمة؛ سمعته يجيبني :
ادفع الباب وانتظرني ساعة في حديقة البهو.
دخلت بخفة..
وٱخترت كرسي خشبي قديم تحت ظل زيزفونة مثلي
أراها بعيون الزمان الخفي وقد أوجعها الوجع وطول العمر..!
وجلست أنتظر الزمان وهو يطوي الأيام من الدهر ..!
وكلما سمعت الصوت يدنو من قربي ظننت أن الشعر قادم كي يجالسني جلسة العمر..!
لكن؛ لم يظهر له نور ولا ضوء طول ٱنتظاري طيلة الليل..وحان بزوغ الفجر، وأخذتني غفوة..وأنا ما زلت أجاري خيالي وحلمي وشعرت بأن القدر كان يضمر لي شيئا من أوجاع في الصدر
وٱنصرفت لحال سبيلي دون ملقاة صديقي الشعر
وكل الكائنات حولي تحركت كي تكلمني بلسان الطبيعة
وهي تخاطبني بأصوات تشاركني لحظات بؤسي ..
لكن الشعر رفض لقائي في بيته رغم أنه سمع صوتي وأنا بكلمات الحزن أهدي
تعليقات
إرسال تعليق