الموت بطئ..
والهلاك قادم لا محاله ..!
فٱنتظروا إني معكم رقيب
وٱنتظروا إني معكم من المنتظرين
اتركوهم في فراشهم
نائمون
وهم قد ألفوا بحبوحة من عسل
فيها يتلذذون
اتركوهم الآن وفي الغد
على فراش موتهم الأخير
اتركوهم ..!
اتركوهم نائمون..!
اتركوهم يموتون
لوحدهم..!
ولا تزعجونهم أبدا..!
ولا تزعجونهم
وهم في نومهم العميق يحلمون
إنهم في سباتهم هائمون
وفي قرارة أنفسهم
أنهم هم الغالبون
ويقولون مع بعضهم بعضا
لقد ٱنتصرنا عليهم
وفرضنا عليهم فروض الطاعة والولاء الأبدي
وأملينا عليهم ما أمليناه من زمان
وما زلنا نخطط لهم في الخفاء
وكله باسم قوانين وتشريعات نضعها
تخدم مصالحنا وتحد من إزعاجهم لنا
وندون فيها ما نشاء وكيف نشاء..!؟!
وكله مع بعضه
هو لصالحنا
كي يكون لنا البحر
والساحل والسهول والجبل..!
والماء
و تربة الأرض
والازهار والنبات
وكل شيء جادت به السماء
وهم الآن قد فرحوا بها
واطمأنوا لحالها
لأنهم سرقوا منهم
مستقبل الوطن بكامله
لكنهم لما يستيقظوا
من سباتهم
على الحقيقة المرة
للأرض و
للشعب وللوطن
وجدوا ما وجدوه أمام أعينهم
و اندهشوا بغدر الزمان
وهاهم الآن
متواجدون في صحراء خلاء
وقالوا ما قالوه بالأمس
لا بد أن نتنافس معهم اليوم..!
وعلى ماذا سيتنافسون معنا اليوم
هؤلاء الحمقى والمجانين..!؟!
على حفرة القبر
وعلى ماذا اليوم سنتحاور معهم..!؟
على كثبان رمال متحركة من تحت أقدامهم وأقدامنا..!؟
وعلى فضاء خلاء لا نسل فيه
ولا ضرع يبقى..!
الكل الآن تحت رحمة عاصفة رمال عاتية..!
فهل من خيام تصبر على رياح صحراء قوية..!؟
وهل من أوتاد دقت في أعماق رمال كي تبقى راسية ..!؟
لا أظن البثة
العاصفة الهوجاء
والذاريات باحجارها
تحملنا وتحملهم عبر الخلاء
للعالم المجهول
وضاعت الأرض
وضاع الوطن
ومات من كان يظن نفسه
بأن الأحلام ممكنة فوق فضاء صحراء خالية..!
والرمال تجري بهم .. وأفق من سراب
والرياح تدفعها
و صور من بقايا الخراب
01 -
قراءة نقدية للكاتب سي علال أب أشرف الجعدوني
ويكتب عن النص مايلي..

▪️عندما يعجز اللسان عن التعبير ، يثور القلم ليحكي ما بجعبته ولو على لسان الرمزية المعبرة ، ذاك ما نستنبطه من هذا النص الشعري النثري الذي يحاول البوح بما تعيشه الأحاسيس والمشاعر الحزينة التي لا حول لها ولا قوة سوى هذه الكلمات الشعرية الشاعرية الملفوفة بشجن الزمان الذي أنهك الواقع المعيشي في زمن التفاهة دون مراعاة للقيم وضوابط الكرامة والإنسانية ، لقد انساقت طبيعة الغالب إلى تكريس سياسة الجشع بكل ما تحمله الكلمة من معاني ودلالات ونسي الإنسان أنه إنسان ، وأنه مجرد عابر طال الزمن أو قصر ، فرحلته ستنتهي يوما من الأيام ، وسيبقى مجرد خبر عابر قد ينساه التاريخ لما توسم به وارتكبه في مسيرته الزمنية ... والنص الذي بين يدينا نص مليء بالصور المعبرة عن واقع مرير لنخبة سطت ونسيت أنها مهما عمرت ستنتهي رحلتها المحددة زمنا ومكانا . لقد حاول الشاعر سي عبد الرحيم هريوي أن يرسم لنا لوحة فنية رائعة المبنى والمعنى والدلالة ، وحاول قدر الإمكان أن يقحم المتلقي في متعة القراءة بذكاء وهذا يعود للخبرة والتجربة التي يمتاز بها الشاعر المحنك والناقد المحترف . بكل موضوعية نص يسكب الدهشة والإمتاع حيث جعلنا نقف أمام طرح عميق المعنى ،فعلى القارىء المتعطش للكلمات والعبارات الرمزية الوقوف على أبعاد الكلمات وأن لا يقرأ ظاهرها بقدر ما يجب أن يتشبع بعمق الفكرة المعروضة من أول كلمة إلى آخر كلمة . الشعر هو إحساس ، ترجمة لدواخل الإنسان ، هو رسالة موجهة لكل عاشق للحرف الوارف ، هو الثورة على الأوضاع المزرية ، هو التعبير المحرك لكوامن النفس برؤية ثاقبة تلامس المشاعر والأحاسيس لكل واحد ، وليس كلمات عابرة نقرأها وننساها بمجرد ما ننتهي منها ، الشعر هو نبض الفكر والروح والوجدان ، في رحابه ينعم الإنسان ويرتوي من معانيه لتستمر الحياة وفق طبيعة الكائن البشري صاحب الرؤية الأفقية والعمودية للإبداع المتوازن في ساحة الثقافة العامة والمفتوحة على العوالم المجسدة للهموم التي تسكن الذات ... الشعر هو مرآة أحوال كل شيء في هذا الكون ، وعندما يعتنق الإنسان الشعر فذاك دليل على قوة الحرف الوارف الممتع والجميل البناء الذي لا غنى عنه في واقعنا المعيشي ، هو إلهام لا يتصف به إلا من صدقوا القول والفعل في الكتابة العاكسة لروح الإنسانية ...
فتحية لشاعرنا الأنيق سي عبد الرحيم هريوي صاحب القلم المميز والذوق الرفيع والأسلوب الممتع والإيقاع العميق ، أتمنى أن تنال ورقتي المقتضبة إعجابه ، وليعذرني إن لم أوفيه حقه الكامل ... تحية إبداعية أيها الشامخ .
02 -
مشاركة للكاتب سي علال الجعدوني لما تمت قراءته وتقريبه من معاني ودلالات النص المقروء بلغة أدبية سلسة ومعبرة ..
كل التقدير والاحترام الكبيرين للكاتب والناقد سيدي علال أب أشرف الجعدوني ، والذي ما فتئ يقرأ قراءته الوجدانية والشاعرية قبل التحليلية ، لما بين ثنايا كلماتنا من نصوص نثرية ندونها بعفوية ودون أن نفكر في كتابتها،بل هي لحظات نعيشها إذ تمطر سماء كلماتنا بعبارات لعلها ضيقة لكنها واسعة الأفق و التي تكتب في علاقة جدلية مع المحيط الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي يبقى نحن بالطبع جزء منه ،فإن كان يوحي بالامل السعيد كتبناه وإن كان غير ذلك ما كتمناه بل كشفنا عن عراه..!!
ع.الرحيم هريوى
▪️ ( الهالكون..!! )
تعليقات
إرسال تعليق