خيالات على حائطنا القديم..! قصة قصيرة عبد الرحيم هريوى خريبكة -المغرب



خيالات على حائطنا القديم..!

قصة قصيرة

عبد الرحيم هريوى

خريبكة -المغرب

لا تهتم به ولا بظله الذي يتراقص على الجدران..و يتلاعب الريح بضوء شمعة واحدة نضيء بها بيتنا القديم .. ونحن جلوس في محج الظلام .وصباغته تغير لونها بفعل الحرارة والرطوبة وطول الأثر، وفعل الزمان..!

-هو ذاك المغرور كما عرفناه ..!
إنه من أشباه المثقفين الذين نفضهم الزمان الثقافي بكبرياء ليس له مكانة في هكذا مجال ..!

- ولذلك أنصحك من الآن، فلا تهتم بالظلال الكاذبة، ولا بالظلال المتراقصة على الجدران..!

ومن أشباه الكتاب والشعراء الذين غرهم الزمان.. وللشاعر كلام في مقصد الكلام..!
( ومن سره زمن ساءته أزمان..)
وهو ذاك كما عرفناه ..إنه مغرور مغرور إلى حد الثمالة يا أبنائنا الكرام ..!
ويا من يخط بقلمه الحروف ولا ينتظر الجزاء ولا الفضل ، ولا النظرة، ولا الٱبتسامة بالتمام..!

ولن يستيقظ فلان أبدا من غروره ، بفعل عشقه النرجسي لنفسه بين الأنام..!
وغروره ذاك، مرض مزمن اعتلاه من زمان..!
وصار يمتد مع الأطوار،و بشهادة كل من عاشروه من شبابه إلى الآن..!

هو من طينة خاصة كما يبدو لبعض العيان .. ويظن بنفسه الظنون كلما ركب أمواج تتلاطم على صخر شاطيء الخيلاء من الأنام..!

هو شخص في صورة ما ..!

ولا أحد يشبهه ،لذلك ظل يبحث عن صورته الجميلة المفقودة عنه من زمان..!

صورته التي يريدها أن تظهر في كل الشوارع والأمكنة التي مر منها وخط اسمه في الظلام حتى لايراه أحد، وهو يصيح كالمجنون :
أنا..أنا..أنا فلان بن فلان..!

ولكن للأسف ، فهو لن يجد له المكان الأريح بيننا، لا لشيء إلا لحساسية ما يحملها في قلبه،ويعبر عنها بردات فعله،وانفصام مرضي في جوارحه، وما انجذابه للأضواء إلا كفراشات الصيف في باديتنا المظلمة..!

أحمل في ذاكرة طفولتي أي لما كنا نعيش رغم أنف الظلام البهيم ،ونضيء"ليلنا القاسي الطويل " بالفتاشة " أو الشمع، ونتفرج حينذاك على المعارك الضارية بين نيران ملتهبة و حشرات طائرة ،وهوام تحوم حول منبع ضوئنا الباهت ..!وكنا ننتظر في كل مرة المزيد من الضحايا ..!
ونتساءل من تكون الضحية القادمة ..!
وإذ كنا نسمي كل الحشرات إما" بوفرطو" أو" بخوش "وكانت الجثث تتساقط في ساحة الوغى..!

-وقد نالت نصيبها من لهيب النيران ..!

- وكنا نعدهم عدا..!

-ولم نعرف بأن " نالبه بالكربون اوالفتاشة بالݣاز"هي بمثابة أسلحة فتاكة من الأجيال المتقدمة في ذلك الزمان ..وتفتك بأعدائها سوى بحرارة قاتلة..!؟!

ولم نتساءل في يوم أبدا :

-هل مصابيحنا البدائية تلك كانت تدافع عن نفسها أم كانت لها عداوة فطرية مع كل الحشرات التي تحوم في فضائنا الليلي الذي تبقى درجة حرارته مرتفعة مما يجعلنا نعيش صيفنا الحار بالليل والنهار.. !؟!؟

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى