أحلم..وأنا البرلماني السعيد ..! عبد الرحيم هريوى ج(المفاسيس) خريبكة - المغرب
عبد الرحيم هريوى
ج(المفاسيس)
خريبكة - المغرب
أنا الذي حينما أحلم
أحلم بأن أكون إذاك
قد حققت لحلمي.. حلمه الخيالي بالطبع
أنا الذي.. وفي ذات مرة
لا أعرف.. كيف وقع ذاك؟
إذا بي وجدت نفسي تائها
وأنا أحلم..!
***
أنا لما أحلم
أحلم ..!
حلمي الكبير
و الخارق للمألوف
و للعادة
وتذكرت أستاذي لعلم النفس
وأنا بمركز التكوين
لما قال لنا :
إنها حالة استثنائية جدا
بأن يصبح ولد الفلاح طبيبا
ولما خرج الوزير علينا
في وطن يجمعنا كأمة لقرون
وجهر بها في بلدنا الجميل
ناديت بصوتي على خيال أستاذي المذكور
وتساءلت حينذاك..!؟
وهل هو ما زال بيننا
أم هو الآن من أعداد الموتى
فأقول له ما قاله
أرشميدس قد وجدتها، وجدتها.
***
قم يا أستاذي العزيز
فقد استهزأت من كلامك يومها
وها أنا اليوم أصدقك
وأصدق الوزير
فقد انتهى زمن
لولا أبناء الفقراء لضاع العلم
ولولا الفقراء لغلقت المدارس العمومية أبوابها
لأنهم أبناء الشعب
حينما لا يجدون لهم شغلا
ينتظرون حظهم
في قطاع التربية والتعليم
ولولا أبناء الأغنياء لما وجدنا
من يعالج مرضانا
ولا من يدافع عن حقوقنا وقضايانا
ولا من يبني قناطرنا
وسدودنا
وطرقنا
ولا من يحمي سقفنا
***
وأنا أحلم
أحلم بأنني صرت برلماني
ولما استيقظت
طلبت تفسيرا لحلمي
فمن هم لرؤيا يعبرون، يا ترى..!
أم حلمي هو سوى أضغاث أحلام
ولا هم لها عالمون..!
فهل البرلماني الذي تخيلته
هو أنا..!؟
وهل أنا..!
في الأحلام هو البرلماني الذي نعرفه نحن المغاربة .!.؟
وهل البرلماني
قبل أن يصبح ذاك هو قد حلم مثلي..!؟
وهل من حقي أن أحلم
بأن أصير في الحلم برلماني كامل الأوصاف.!.؟
***
ومتى سيكون ذاك الحلم سياسي بامتياز..؟
حينما ستكون لي السلطة الذاتية
لأشياء خيالية تراودني..!
وهي
بعيدة التحقق على أرض الواقع
وهو سوى قلم
من فيض أوجاع
وأحزان و ضيق
و لا سلطة له على عالم الخيال
كلها مستقاة من عالم متخيل بعيد المنال
و لا يسعني إلا أن أروضها بلغة شعري
أنا حينما أحلم أحلامي
يصعب تحقيقها على أرض الواقع
أحلام من عالم خيالي
ومعها أدون حرفي
ومعه أتلمس ممشاي
إلى أقصى حد و أمضي
أنا أحلم .. وأحلم
لو أني في يوم من الأيام
صرت أنا البرلماني (ع.ر .ه.ر..!)
نعم هكذا
وبدون سابق إنذار
لقد ترشحت بمدينة المعمل والفوسفاط
والغبار والبرودة القارسة و الحفر والقطار
خريبكة مدينتي
كي أنافس من شاخوا في السياسة
وعمروا دهرا طويلا
وصارت السياسة جدتهم
تحكي عنهم الحكايات البطولية والملحمات الخرافية
الإليادة والأدوسية ما تحكيه
وحصلت بعدها على التزكية من رجالات الخيال
و علقت صوري عبر الفضاءات
وكلما تجولت في المدينة
رمقت صوري
قرب الشعارات
والانتظارات
والأوهام وكل المستحيلات
برنامجي بدون مقدمات
خلاصة لكل التراجعات
وفتح الأبواب أمام الشباب والشابات
والمشاركة النسائية
في ظل ما ينتظره الشعب من قرارات
وشاركت في الحملة والبهرجة والمهرجانات
ووعدت الجماهير الشعبية
بكل شيء عبر ما وزعته من المنشورات
أسئلة شفوية
عن كل مشروع له علاقة بالتنمية
أسئلة شفوية
عن البنية التحتية
أسئلة شفوية
عن المدرسة العمومية
أسئلة شفوية
عن العطالة الحزبية
أسئلة شفوية
عن كل شيء شيء
عن وعن
وعن التاريخ والجغرافية
وأنا الذي في حلمي
سأترشح بٱسم أي حزب
أي حزب كان
لا يهمني
المهم عندي
هو أن
يعطيني مباشرة التزكية
لا يهمني..
لا اللون..
ولا الشعار..
ولا التوجه الأيديولوجي ..
ولا هو برغماتي
ولا هو نفعي
ولا هو شخصي
ولا هو عائلي
ولا هو قومي
ولا للشاعر الحزبي
ولا للكاتب الصحافي
وسواء كانت تزكيتي من الحزب الإخواني اليميني
أو عن الحزب اليساري- الاجتماعي
أو عن الحزب الليبرالي- البورجوازي
أو عن الحزب الذي بدون هوية
ولا اسم
لا فرق عندي
الكل في كفة واحدة
الكل يرفع يده
ليصوت لصالح الحكومة
الكل يرفع يده
ليصوت لا
بل نعم
للديمومة
وللاستمرارية
وللأغلبية
الكل يسيل لعابه على الحقيبة الفلانية
المهم أنا وخيالي الأسطوري
ألبس الآن الجلباب البزيوي
بالطربوش المغربي
والبلغة الصفراء وإلى باحة القبة أمضي
فكيف سيكون جلوسي على الكرسي..!؟
وهل هو جلوس عادي..روتيني!؟
وكيف سأشعر بنفسي ..
وأنا وسط فريقي البرلماني
ولكنني في الحقيقة لست أنا..!
أنا سوى صورة من خيالي ..!
أنا سوى صورة من حلمي..!
أنا سوى صورة من أحلامي..!
لكنني أمضي في حلمي إلى نهايته
كي أحقق لحلمي حلمه الخيالي
وأنا أحلم
حينما أقترب من القبة المعلومة
وأتساءل
هل للسياسة طعم ورائحة وذوق ..!؟
وهل
في المطبخ السياسي عندنا
من هم يطبخون طعامهم
بالطريقة التقليدية
أم بالطريقة العصرية..!؟!
أم هما معا ..
بالأصالة والمعاصرة ..!؟؛
المهم لن أتناوله معهم أبدا
فهم يطبخونه على طريقتهم وبثوا بل
وعلى نار هادئة
،لأنني سوى حالم جره حلمه ليكون برلماني
لكن هناك سؤال من الجهة المقابلة
من شرع للحالمين مثلك بأن يتعدوا حدودهم ويحلمون..!؟
سؤال حير الأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع والفلاسفة
لماذا أعطيت لنفسك الحق وبمكان غير مسموح به في مثل هذه الأحلام
وبأن تحلم
ب أن تكون برلماني
في غياب المعايير وشروط الانتقاء
من ثقافة سياسية
وثقافة رقمية
وشهادات جامعية
ودبلومات عالية
وأرصدة بنكية
وعائلة سياسية
وعائلة حزبية..
ونوصيك ثم نوصيك
بأن تبتعد على مثل هذا الصنف من الأحلام..
وإلا عرضت نفسك
للمساءلة السياسية والقانونية والحقوقية..
وبقضية السطو على ألبوم أحلام الطبقة البرجوازية والثرية
ولك قاموسك من الأحلام وأنت تعرفه
كما كان يعرفه من هم سبقوك للأحلام
انتهينا وانتهت الأحلام الوردية
فهمت جوابي يا صاح
نتمنى أن لا تعود لمثل هذه الأحلام الكبرى من الآن
تعليقات
إرسال تعليق