حوار ابداعي وافتراضي بين مجدالدين سعودي والأديب عبد المجيد بطالي /


 حوار ابداعي وافتراضي بين مجدالدين سعودي 

والأديب عبد المجيد بطالي 

مجدالدين سعودي. 

المغرب

  01// استهلال

عبد المجيد بطالي ينتمي لزمن العطاء وشموعه لا تنطفئ، لأنها تنير سماء الابداع بكل ابداع..

هو الذي يساهم في بناء مجد الحرف النقي عبر سرده وشعره ونقده.

لا يكل ولا يمل...

يصدق فيه قول بيرناردو شو: (أنت تنظر الى المرآة لترى وجهك، وتستخدم الأعمال الفنية لترى روحك.)

ونحن نرى روح المبدع عبد المجيد بطالي في كل كتاباته التي تعبر عن أسمى قيم الانسان من جمال الروح وصدق القلب، وهو كما قال جبران خليل جبران: (سلوك الإنسان مرآة قلبه، فمن كان سلوكه جميلاً كان قلبه سليماً).

1 سيرة ذاتية بطعم بياض الابداع وقدسيته

عبد المجيد بطالي..

مبدع في عدة أجناس أدبية.

هو شاعر يبحر بك بمتعة الخيال، وقاص يبهرك بخير متون القص، ما قل ودل، وفنان تشكيلي يرسم بروحه قبل ريشته، وناقد يغوص في أعماق النصوص الأدبية بعمق ...

من أعماله الشعرية والسردية:

(ديوان معارج الاشراق)

(في ظلال سدرة الوجد)

(رواء الروح)

(جداريات بألوان البوح)

ومن أعماله النقدية:

(النص المشتعل وتوهج المعنى)

(خطاب الومضة القصصية)

(البنية والدلالة في الخطاب السردي)

  02 /فاس عروس التلال :

يقول الناصري  : "ومن محاسن فاس أنَّ نهرها يشقها بنصفين وتتشعب جداوله في دورها وحماماتها وشوارعها وأسواقها، وتطحن به أرحاؤها ثم يخرج منها، وقد حمل أقذارها وأزبالها إلى غير ذلك من عيون الماء التي تنبع بداخلها، وتتفجر من بيوتها تجاوز الحصر كثرة"1 

قلت لعبد المجيد بطالي: تسكنك فاس قلبا وروحا ونوستالجيا.

فأنشد لفاس التاريخ والحضارة معا:

(تجلَتْ عن الْوصْف بنْت الــتلال

عَروسٌ تَزَيَّـــتْ بِــــزَيِّ الْـجَمَالِ

عيونٌ من الْــماء جـادَتْ بفــيْضٍ

كما فَاض ضَرْعُ الحَلوبِ المِثَالِ

سواقـــيك يا فاسُ تَجْري بــخـير

شفــاءً لكلِّ الهُـــــمومِ الثِّـــــقَالِ

سقَـــتْنَا من العلْم كــأْسا دهَـــاقًا

ينابيـــــعُه مـــنْ تمَــام الْفِـــعالِ

عَـوالٍ نجومُ السَّمَــا في سَــمَاكِ

وأنتِ الْعُلا فيكِ فَــاق الْــعَوالِي)

   03// همس العاشقين :

قلت لعبد المجيد بطالي: في العشق يسمو الهمس ويكبر الوجد

فأنشد بكل عشق وهمس:

(هَمْسُ الْعَاشِقِينَ

.......... (رَكِبْنا أَقْدامَنا وَسِرْنا

.........حَتَّى تَشَقَّقَتِ الْأَرْضُ

......... ...........مِنْ تَحْتِنا

.........وَطَوَيْنا الزَّمانَ

.......حتَّى طَوانَا

..........وَعَشِقْنا دُجَى اللَّيْلِ

......نَمْحُو الْمَسَافاتِ

........حَتَّى مَحَانَا

............وَوَجَدْنا فيهِ بُغْيَتَنَا

.............فَأَحْيَانَا

......وَدَعَوْنَا الشُّجُونَ أُنْسًا

.............فَدَعَانَا

.................وَرَمَيْنَا ـ غَصْبًا 

.......................كُلَّ تَلِيدٍ

مُعَتَّقٍ... وَمَا رَمَانَا

.............وَوَارَيْنَا هُمُومًا

...........حَالِكاتٍ خَلْفَنَا

..........فَتَدَثَّرْنا فَرَحًا

بِهَمْسِ الْعِشْقِ

حَتَّى وَارَانَا

.............وَجَالَسْنا النُّجومَ

................فِي الْعَراءِ

........فَحَكَيْنَا لَهَا

الَّذِي اعْتَرانَا

فَتَسَلَّلَ الْوُشَاةُ خِلْسَةً

....................يَرْقُبُونَنا

....وَالْبَدْرُ مُحْتَشِمٌ

.......يَنْظُرُ إِلَيْنَا

مُبْتَسِمًا وَمَا وَشَانَا

فَابْتَسَمْنا لَهُ

.............وَمِنْ ثَغْرَيْنَا

................زُلَالُ الْحَيَاةِ جَارٍ

......................يَسْقِي الْحُرُوفَ

..............................بُسْتَانًا

..............................فَبُسْتَانَا)

 04// وصيايا للأديب عبد المجيد بطالي :

بلغة بهية وقلب نقي، يكتب عبد المجيد بطالي:

(ترَفّع

.....

ترفع أيها الأديب 

فأنت 

في الناس خطيب

….

وكن غارسا للمحبة

مقامها 

في الروح يطيب)

يقول جلال الدين الرومي: (بالمحبة تُصبح المرارة حلوة، وبالمحبة يُصبح النحاس ذهباً، وبالمحبة تُصبح الآلام شافية.)

ولأن في بياض القلب ... بياض الروح، يكتب عبد المجيد بطالي كذلك:

(الأنقياء، مثل البياض، لا تليق به الأوساخ..

فاختر لبياضك، ما يزيده نصاعة وإبلاجا..) 

والبياض أيقونة البهاء الإنساني، لهذا يعترف عبد المجيد بطالي قائلا:

(كن كالثوب الأبيض نقاءً، ناصعًا شفّافًا، لا يقبلُ الدَّرنَ، ولا يَمسُّهُ السّخامُ..)

ويواصل ببياض قلبه وروحه معا قائلا:

(لا تترك الجانب النظيف في فطرتك أيها الإنسان، تُلوّثهُ النّفس الأمارة بما توحيه إليك من سوءات وعورات ورذائل..)

 05//حروف بهية :

قلت له: أنت وفي لحرفك ونسقك الفكريدائما.

أجاب بعفوية: (ما زال نبض حرفي وفيا).

وأنشد بوفاء

 (قناديلها 

باتت تبدد أحزاني

تنفخ الروح في دعائي

وتنشر البهجة في أركاني

   

قناديلها 

كمشكاة زيت

نورها إذا توقد، أحياني

ما زال نبض حرفي ساطعا

يجلي حلكةً لزّت بزماني

   

هي قناديلي فجرية

إذا صحصح صبحها رواني

بلسمها من عصارة الوِرْدِ

طيبها الوجد داواني

عطرت من شذاها

جذوري فأزهرت أغصاني)

   06//حقيقة الناس :

قلت لعبد المجيد بطالي: الناس معادن ويظهرون على حقيقتهم.

صمت أديبنا المبدع لحظات ثم أنشد:

هايكو

(مَع بُزوغِ شَّمسِ الحَقيقةِ،

كُلُّ الأَصۡحابِ يَخْتَفونَ 

إلاَّ ظِلِّي.)

ولهذا كتب جبران خليل جبران: (الصديق المزيف كالظل يمشي ورائي عندما أكون في الشمس ويختفي عندما أكون في الظلام).

وفي المثل التشيكوسلوفاكي: (البئر الجيد يعطيك الماء عند القحط، والصديق الجيد تعرفه عند الحاجة).

   07// مرايا :

يقول فيكتور هوجو: (القلم مرآة القلب وترجمان العقل.)،ومع المبدع عبد المجيد بطالي الفن مرآة صادقة يزيدنا وسامة ، كأنه يقول مع ويليام شيكسبير: (الفن مرآة تعكس الطبيعة.)

وأجاب عبد المجيد بطالي:

كيف تُبدي المرآةُ وَسامةً، وأنت الخائب المكشِّرُ  

تصالح مع مِرآةِ ذاتكَ، 

وأزحْ عنْها عَبْسكَ المُنفِّرُ.

 08// مكاشفات رمضانية :

قلت له:في مكاشفات الأديب عبد المجيد بطالي تجليات، وفي تجلياته مكاشفات روحية

فأنشد (تجليات رمضانية):

(يا رمضان..

(في حضنك يا رمضان

أراجع صفحاتي

أمحو بالجمال 

ما علق بها من زلاتي

يا مطهرا بغيث الدعاء 

سخام عثراتي

أنبت القلوب ربيعا 

في أكمل الصفات...)

      09// ا لخاتمة :

حاولنا في هذا السفر القصير أن نكون قريبين من مبدع بهي بحجم عبد المجيد بطالي، فأبحرنا بصدق في (معارج الاشراق) 2 محميين (في ظلال سدرة الوجد) 2 وزادنا هو (رواء الروح) 2 من أجل (جداريات بألوان البوح)2.

وأجمل ما نختم به ما قاله أديبنا عبد المجيد بطالي:

 (ترَفّع

.....

ترفع أيها الأديب 

فأنت 

في الناس خطيب

….

وكن غارسا للمحبة

مقامها 

في الروح يطيب)


احالات :

1 الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى

2 من كتب الأديب عبد المجيد بطالي.

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى