بورتريه عن الإسكافي الفنان عبد الكريم مجاب بقلم عبد الرحيم هريوى


 بورتريه

الإسكافي  الفنان

بقلم

عبد الرحيم هريوى


إنه عبد الكريم مجاب الذي درس بمدينة خريبكة بثانوية ابن ياسين خلال تسعينيات القرن الماضي،الآداب العصرية، مما أهله إلى الانخراط في النشاط الثقافي والفني بالمدينة،وقد جرب الإخراج والتأليف المسرحي في وقت من الأوقات، حيث كان فيه التلاميذ والتلميذات يقضون و قتهم الثالث ، إما بأحد الملاعب الرياضية أو بدار الشباب أو بأحد النوادي للأطفال أوغيرها. مما كان يساهم فعلا في تكوينهم الشخصي والذاتي و الرياضي والفني والموسيقي..وصديقنا عبد الكريم من هذه الطينة بالذات..ولم يكن الاستثناء من جيله، فقدكان يهوى ويعشق المسرح وخشبته إلى حد الجنون. مما جعله يبدع في هذا المجال الفني، من خلال تأليفه وإخراجه لأحد المسرحيات التي وشمت مساره المسرحي بالمدينة تحت عنوان ساكن ومسكون و قد تم عرضها بدار الشباب والمركب الثقافي في ذلك الزمان ،الذي اشتهرت به مدينتنا بالعطاء الثقافي والفني والمسرحي..

                                                              

 كما أنه ظل  يساعد والده السي محمد مجاب بمحل الإسكافة الكائن بشارع محمد صدقي، و هو أحد الشوارع القديمة بمدينة خريبكة، و التي كانت في الزمن القديم لمدينتنا تفصل الملك عن لبريك، وكان والده أمين الإسكافة في البيع والشراء، لخبرته الطويلة في هذه الحرفة .وكما يقول المثل المغربي حرفة بوك أيلا يغلبوك فعادة ما كان الأجداد يمررون الحرف المهنية  لأولادهم  وأحفادهم ، من خلال كثرة و طول تواجدهم معهم. وتقليدهم أثناء مزاولتهم للحرفة. و قد كان عادة ما تجد (لمعلم) وبجانبه (لمتعلم )في كل حرفة ليكسبه الحرفة كالحدادةوالحلاقة والنجارة والإسكافة وغيرها..فمزج عبد الكريم مجاب بين الحرفة والفن مما جعله يبتكر ويبدع في حرفته ويطورها من خلال رحلته إلى هوليود السينما المغربية بورزازات،واشتغاله في الصناعة الجلدية التي تتطلبها المشاهد السينمائية بستوديو الأطلس كوربوريشن،مما جعله يحترف الإسكافة بعالم السينما مع أكبر المخرجين الذين يحطون الرحال بالمغرب لتصوير أفلامهم العالمية.  

                                                         

ولم تتوقف رحلة الفنان الإسكافي بورزازات بل فكر في فتح دكان خاص له ،للإسكافة بمدينة الجديدة..لكن بعد وفاة والده كان لابد لعبد الكريم أن يتمم مشوار والده بشارع محمد صدقي ،ويعود من جديد إلى الدكان القديم..وهواليوم معروف بتخصصه في إصلاح وترميم كل شيء من اللدائن أو الجلد على اختلاف أشكاله وأصنافه و ألوانه سواء للصغار أو الكبار ،أو للنساء والرجال..وكلما زرته ، لأول مرة  في دكانه، فما يثير انتباهك، هو تلك  الكومة  الكبيرة من أنواع الحقائب على اختلاف أحجامها وأشكالها، وحاملات الأطفال الصغار(كروسات).ودكانه الآن معروف عند الصحافيين والكتاب والأدباء بالمدينة ،لأنهم يعرفون مسبقا مهاراته الممتازة في إصلاح المحافظ التي عادة ما تكون رفيقة لهذه الفئة من المجتمع ،فإما لحمل حواسبهم الشخصية أو ملفاتهم وأوراقهم وكتبهم و..وكلما جلست معه في دكانه لبعض الوقت، حتى يصلح لك شيء ما، فترى في أسلوب معاملاته مع الزبائن نوعا من الاحترام والتقدير..إنه التعامل الإنساني الذي يحس به الآخر وهو في زيارة عابرة لدكانه..وقد يجاذبك الحديث تبعا لما يراه مناسبا لشخصك، و هذا طبعا بعد الأخذ والعطاء معك في الكلام..إنه الفنان قبل الإسكافي عبد الكريم مجاب، و الذي ما زال يصلح ويرمم ويبدع بمهاراته وتقنياته المعهودة كل شيء من الجلد أو اللدائن في حاجة إلى إصلاح ما..لهذا أمسى دكانه ماركة مسجلة بمدينة خريبكة بصفة عامة وشارع محمد صدقي بصفة خاصة..



تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى