قررت أن أكتب ..عبد الرحيم هريوى/خريبكة اليوم/خريبكة
قررت أن أكتب
ولو جملة شعرية واحدة في عز حر هذا الصيف
وقبل أن تغادر جملتي عين المكان وتخرج للحر المفرط بشوارع غمرتها سحب
عليها أن تتعرى و ترتدي لباسها الشفاف
ويظهر جسدها العاري المتعرق..
وٱنطلقت أفكر في أول السطر
بماذا سأبدأ..
وقلت مع نفسي
لعل القصائد تهاب الحر والصهد
وكل قصيدة فيها ٱبداع يكتبها أصاحبها على رمال ذهبية ونسيم عليل بشاطئ البحر
أو أثناء غروب جميل
بالقرب من تلاطم الموج والصخر
أو أمام أسراب طيور البحر ولم أستطع كتابة أي جملة شعرية تقرأ
ولم أستطع ٱتمام كتابة اول سطر
ورغم هزيمتي الشعرية المذلة ٱنتصرت
وكتبت
كيف للشعر أن ينطلق من القلب ويسمع صوته عند من يفكرون في الضرع
ويحلبون بالليل والنهار ولا يعطون للبقرة حقها من العلف
ولا يغرسون لها بعض الخضرة والعشب
البقرة الصفراء الفاقع لونها لم تعد كما كانت
ولم تسر الناظرين
أنهكوها وأنهكوا ضرعها مع الزمان لكثرة
سطرا
أستأنس بالقرطاس والقلم وأكسر رتابة العيش ولهيب الجدران وبشاعة المنظر
وأجواء حر في الخارج تذكرك بيوم الحشر
وودت أن أعبر عن سعادة سريالية بمدينة العجاج والغبار وروث البهائم وغياب الأشجار الظليلة والأزهار وحدائق ذات بهجة وما يسر النظر
ووجدت أن حر الرمضاء تفاقم عن حده و يزداد والكاهل يتعب
وقلت أن للفلاسفة هوامش حينما يكتبون نصوصهم عن مفارقات لا تهضم
كيف لمن يدبر شؤوننا بالأمس واليوم لا لخضرة يهتم
وللقحط والإصفرار والرمل والتراب والإسمنت يتسابق ولجميع الابواب يطرق
ولا منتجعات برمجت في مشاريع
ومخططات تذكر إلا أبونا الإسمنت بوجه يطل علينا في عز الحر
ومدينة قتلت وغيبت فيها كل زينة تذكر
تعليقات
إرسال تعليق