سردية صورة الغول اليوم في واقع معيشنا اليومي ..!عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب
سردية صورة الغول اليوم
..في واقع حياتنا..!
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
الناس اليوم تعيش، في ضيق من عيش لم يأت به زمان عما ذي قبل..!
وصار الزمان غيرالزمان المألوف من استقرارفي أسعار المواد الأساسية للعيش..!
واليوم ،وقد تحول العيش المألوف إلى غول لا نراه..
ولكنه موجود بالفعل ،وهو الذي كبر معنا منذ الصغر..!
فهل السيد الغول يكبرهو كذلك كما تكبر باقي المخلوقات الحية،و تهرم وتشيخ..!
نحن ما كنا نظن في حياتنا. باننا سنعرف صورة الغول السوريالية ،كما كانت ترسمها لنا جداتنا ،في حكايات مسائية ،وسط ديجورمخيف،وصمت لا يكسره إلانباح كلاب يأتينا من بعيد،ونؤمن وجودنا بشموع يتلاعب بضوئها ريح خفيف ،يهب في أوقات متباعدة ..!
ويشتد خوفنا من الغول، وسط كل هذه المؤثرات التي تحيط بنا..!
-وكنا نتساءل كأطفال،هل الغول وحش ظالم ومفتك من الوحوش الليلية ..!؟
- هل هو الذي يأتي على خم دجاجنا نهار الخميس قبل سوق الجمعة الأسبوعي..!؟
- فهل الغول؛ ككل كائن مخيف لعقولنا الصغيرة ..!؟
وكنا كذلك؛ نتساءل ببراءة طفولية :
-كيف هو جسمه ..!؟
- هل أنيابه طويلة جدا..!
- هل مثل أنياب الأسد ..!
- هل مخالبه جارحة كمخالب النسر..؟!
-وهل لا يأتي إلا في سواد الظلام حتى لا يراه لا إنس ولا جان ..!؟
-وهل هو الشريرالأكبر الذي كلف بمهمة عبر الزمان ليرعب أطفال دوارنا الصغار..في الثلث الخالي من جغرافية الوطن السعيد..!؟
واليوم؛ أطفال الأمس،أمسوا أشباه رجال،لأن الغول الذي ظل في خيالهم،تحول إلى غول حقيقي وواقعي،بشكل أو بآخر..وصرنا أمام قصص وأشعار أسطورية لهوميروس ..
ونحن ندافع ونحمي أنفسنا من خطورة الغول ،لكننا نشبه إلى حد ما ،سيزيف والصخرة (الغول) وعن سؤال المعنى في الحياة..!!
الغول بالطبع يهدد العالمين من البؤساء والفقراء والمساكين والمحتاجين ..!
الغول كائن مرعب ،مخيف بشكل كبير،إنه يقصف بنيرانه في كل اتجاه..!
ويؤذي بمجانية نفوس الخلق في معيشهم اليومي .!
ويطلق رصاص الغلاء على كل مادة غذائية يتزود بها الإنسان الذي لاحول له ولا قوة ،إلا كورقة انتخابية بعد مرور كل ست سنوات ..!
وصار الغول الذي ظل يخيفنا في كل يوم، ينتظرنا عند الجزار والبقال والصيدلي والطبيب..!
وأينما تواجدنا يتواجد الغول ..!
إنه بالفعل الغول يتجسد في الغلاء الفاحش،.وفي من يمتص دم وعرق البؤساء والفقراء ..
الغول يهدد حياتنا وحياة الآخرين..!
والغول أمسى أخطرمما كنا نتخيله في صغرنا..!
هو أكبر من شكل الديناصورات..!
وأخطر من التنين وطائرالفينيق الأسطوري ..!
هو الغول الذي كانوا يخوفون به. ونحن أطفال صغار، كي نتوقف عن عمل مشين كنا نفعله ..!
فما بالنا اليوم ؛ والغول قد أقبل علينا في صورته الحقيقية ،و الذي وجد كي يؤذينا صغارا كنا أو كبارا أمسينا..!
تعليقات
إرسال تعليق