بين سطور نص مقتبس من رواية جديدة معنون :
ب ( ومضة)
للروائي الخريبكي( نور الدين بن صالح الزرفاوي)
تقديم
إنه صاحب رواية العصافير تهاجر كي تعيش /نلقبه هيمنغواي المغرب لتقارب أسلوبه بهذا الروائي الأمريكي العالمي صاحب الرواية الرائعة وداعا للسلاح والشيخ والبحر
بقلم الكاتب /ع.الرحيم هريوى
فعلا تاريخ أسود يلاحقنا.. ولن يمحا من الذاكرة أبدا ، أيها القلم الشجاع.. لقد دونت ما دونته من حرف من حقائق بلغة الأدب الإنساني الرفيع،عن حقبة سوداء عشناها جميعا..وهي نبدة من حياتنا كطفولة بريئة ظلت مقموعة بكل المقاييس يا ٱبن العم..!؟!
فذاك الزمان الآخر الذي أحييته ..وكأننا بالفعل نتخيله حين ندون نصوصنا القصصية أو الروائية اليوم، لكن بعد مرور60سنة كاملة وصرنا ما صرناه من الهرم والكبر ،وتبقى تلك شذرات نقتطفها بين الحين والآخر كقصص من الماضي المقبور..
وليست سوى صور من واقع مؤلم عشناه لرعبه وتراجيديته، وذاك كان بالطبع في زمن القهر والتجبر والتسلط للسلطة المطلقة في شخص سميناه زمان بالمعلم
- فهل كان كذاك بالفعل..!؟؛
لقد نلنا نصيبنا الكامل والأوفر من عيش الخوف بالليل والنهار..كله أعطانا اليوم أشباه أشخاص كلهم كتل من الخوف والعقد والنقص والاضطرابات النفسية العميقةالمؤثرة..هم يحتاجون اليوم للكثير من العلاج النفسي، والجلسات، لماشبعوا من ما نالوه من تربية القهر المقنع في ذاك الزمان القديم ..!؟!
النص
ومضة من رواية..!؟!
المعلّم يذرع القاعة ذهاباً وإياباً بين الصفوف، ينشر الرعب بعصاه الغليظة وأسئلته الفجائية.. يلقي السؤال، وينتظر الجواب وهو يتفرَّس في الوجوه بعناية فائقة.. كأنّما ليبحث له عن ضحيّة.. ولقد كنت ضحيَّته في غارة من غاراته الخاطفة في تلكمُ الصبيحة.. ألقى السؤال، وبغلظة سألني الجواب.. مذعوراً قمت واقفاً، وفرائصي من هول الموقف ترتعد.. ربّعت يديَّ على صدري كأني في صلاة، وفتحتُ فمي لأجيب.. لكنَّ لساني انعقد، فغاصت الكلمات في حلقي.. مندهشاً ركَّز فيَّ نظره للحظات.. ثم مزمجراً انفجر:
ليس من عادتك!.. ماذا تناولت في فطورك هذا الصباح؟.
كدتُ أجيبهُ مشتكياً بحرقة: " شاياً ساخنا، وخبزَ شعير جاف!"..
لكنني تخيَّلته يردُّ عليّ بسخرية لاذعة: " وهل تراني أمَّك حتَّى تشْكوَ لي جوعك!.. هيَّا أجبْ!"..
حينذاك فقط، أمسكتُ عليَّ لساني.. من ما نالوه من تربية القهر المقنع في ذاك الزمان القديم..
تعليقات
إرسال تعليق