لماذا الفلسفة؟ ولماذا التفلسف؟ ذ -معانيد الشرقي .خريبكة اليوم/المغرب
ذ -معانيد الشرقي
هي أسئلة تكررت على مر العصور، لكن من يتوقف عند هذه الأسئلة بعمق المعنى، سيجد أن الفلسفة لها فضل كبير على بني البشر، ومنذ نشأتها مع اليونان، وهي التي علمت الإنسان التفكير النقدي. ولما كان الأمر كذلك، فإن البعض منا يتم التغرير به تحت طائلة العاطفة، وهذا أمر خطير للغاية، لأن الذي يجرك للعاطفة، يريد تحديدا إبعادك عن استعمال العقل وعن استعمال أدوات التفلسف حتى يتم الإيقاع بك داخل دهاليز الدوغمائية والوثوقية بشكل ساذج..
ولذلك، أمكننا القول: إن الفلسفة تخلصنا من التسليم بالأمور لا على أساس عاطفي، بل تجبرنا وتجعلنا نستعمل العقل والمنطق للخروج من السطحية والوثوقية وإعمال العقل في كل قضايا الوجود، بشكل برهاني تارة وحجاجي تارة أخرى..
وعليه، أمكننا الإجابة عن سؤال يتكرر كثيرا مفاده: هل نحن في حاجة إلى الفلسفة؟ الجواب، نعم وبكل تأكيد، لأن الخطابات الرنانة والعاطفية تبعدنا عن العقل وصرامته، فتنفلت من قبضتنا حقيقة الأشياء، بينما استعمال العقل يمكننا من عدم الوثوق بما يُطرح أمامنا، ما لم نستعمل عقولنا بالشكل الكافي والخروج من دهاليز الظلام إلى وهج العقل، حيث الحقيقة تقيم داخل الحجة الدامغة..
حينذاك، نكون قد تعلمنا التفلسف، الذي يمكننا من ممارسة التفكير النقدي، وهذا ما يجب تعليمه لناشئتنا ليتصالحوا مع ذواتهم والفلسفة.. لأن عدم الفهم يوقعنا في النفور من الفلسفة.
عبد الرحيم هريوى
يقول كارل ماركس : إن الفلاسفة لا يخرجون من الأرض كالفطر بل هم ثمرة عصرهم وبيئتهم..إن في الأفكار الفلسفية تتجلى ادق طاقات الشعوب وأخفاها وأثمنها ..وإن الفلسفة هي زبدة زمانها ..!
ومن منا لم يحفظ بأن الفلسفة هي محبة الحكمة و هي أم العلوم، وستبقى أمه التي أرضعته وأنجبته، مهما بدا عاقا لها.بل يريد قتلها بنفسه كما مشى في تحليل ذلك الدكتور زكرياء إبراهيم في كتابه مشكلات فلسفية.خصوصا وأن التفكير في العلوم سيظل دائما وأبدا إحدى المهام الرئيسية التي تقع على عاتق الفلسفة ،وذلك من خلال مقارنته بين العلم والفلسفة وعلاقتهما التاريخية..
والفلسفة وجدت كي تبحث في الميتافيزيقا لأن العلم يبحث في الواقع والأشياء الموضوعية عبر الفلسفة المنطقية والوضعية بالعكس الفلسفة تبحث في الروح والإنسان والوجود.وذاك بيت القصيد .لأننا نجد أن من الغربيين من أرادوا أن يقتلوا الفلسفة بل حاولوا أن يعتبرونها تأخذ في مواضيع ما وراء الطبيعيات.والعلم مختبره الطبيعة ،وقد وجد ما يسمى بفلسفة العلوم ..لذلك الفلسفة كعقيدة دينية؛ فهي لن تمت ولا يمكن إزاحتها بأي طريقة كانت.لأن تاريخ الفلسفة لا ينفي قديمها ولا يعطي ميزة مشرفة لحديثها وجديدها بل هي أفكار ونظريات ممتدة نحو المستقبل .فلا احد ينفي مثل أفلاطون .ولا مادية سقراط وفيورباخ وماركس وانجلز ومثالية القديس باركلي وجدلية هيكل وعقلانية ديكارت ،وواقعية أوغست كونت ووجودية جون بول سارتر.. وتستمر الحكمة كما بدأت كي تخوض في الحياة والإنسان والحرية والتاريخ والروح والوجود..
تعليقات
إرسال تعليق